عصام المجالي من عمّان: رغم التأكيدات بأن الأزمة بين الحكومة والنقابات لم تصل الى طريق مسدود والتعويل على "أصحاب الصدور الواسعة" للإصغاء لرأي النقابات وتثمين دورها، وصف حسين مجلي نقيب المحامين ما تتعرضت له النقابات المهنية بأنه يشكل "أكبر إهانة وأكثر الاعتداءات والتجاوزات ظلما في تاريخ الأردن".

وقال مجلي في مذكرة رفعها إلى الملك عبد الله الثاني وتسربت إلى وسائل الإعلام أن التجاوزات الحكومية على النقابات تنال من سمعة الأردن داخليا وعربيا وعالميا.

وطالب الاحتكام الى مبادئ الشريعة الإسلامية والدستور الاردني لمعالجة الأزمة بين النقابات والحكومة، مؤكدا ان ممارسة الحريات والديمقراطية المنظمة بالدستور والقانون خير حماية لسلامة وأمن الوطن.

ورفضت الأمانة العامة لمجمع النقابات المهنية طلب عبدالكريم الملاحمة حاكم عمّان الإداري التوقيع على تعهد بعدم رفع أية يافطات ذات دلالات سياسية على واجهة المجمع او الإعلان عن القيام بأية نشاطات سياسية بحجة ان الأمر ليس من صلاحيتها وانه من صلاحية الهيئة المشرفة على المجمع. وسلم المحافظ الأمين العام لمجمع النقابات المهنية مذكرة رسمية تحمله المسؤولية الاولى عن اي نشاط سياسي تقوم به النقابات.

على صعيد متصل قال علي أبو السكر العضو الإسلامي في البرلمان الأردني اليوم أن الدور السياسي للنقابات المهنية أمر مشروع ولا يتعارض مع اي قانون. واضاف "أتحدى وزير الداخلية بأي نص قانوني يمنع النقابات من ان يكون لها موقف سياسي".

واعتبر أبو السكر ان إزالة اليافطات والصور عن واجهات مجمع النقابات المهنية عمل غير مسؤول وغير قانوني،محملا وزير الداخلية المسؤولية القانونية . وأشار إلى انه لا يوجد اي قانون ساري في الأردن يعطي الصلاحية لوزير الداخلية بإزالة صور الأسرى الأردنيين في سجون إسرائيل وإزالة الشعارات الرافضة للعلاقة الآثمة مع العدو والتطبيع معه على حد تعبيره.

وحول مبررات ألازمات التي يفتعلها الوزير قال "ان الوزير يبحث عن النجومية من خلال أزمات "دنكوشوطية" يبرز من خلالها دوره ،وكأنه حارس للقانون ،وهو يعلم انه يحطم من خلال هذه الممارسات البنى والروابط التي تجمع الأردنيين وتعمق انتماءهم" على حد تعبيره.

وقال وائل السقا رئيس مجلس النقباء بالإنابة إن المجالس النقابية ستنظم يوم الأربعاء المقبل في المجمع لقاء حاشدا للنقابيين المنتسبين لجميع النقابات المهنية في مختلف أنحاء المملكة للتداول في شأن إجراءات وزارة الداخلية ضد النقابات، وكيفية التصدي لها لحماية النقابات ودورها في المجتمع.كما ستنظم الأحزاب الوطنية والنقابات المهنية ملتقا وطنيا في الثاني من شباط المقبل لدعم وتأييد النقابات.

وأشار السقا إلى ان النقابات المهنية تدرس إجراءات اخرى في حال فشلت جهودها وجهود الأحزاب الوطنية في تطويق الهجمة الأخيرة ضدها, ومنها الاعتصام والتوقف عن العمل لجميع النقابيين لإعلان موقفها الرافض بوضوح للتدخل في شؤونها.