سمية درويش من غزة: أعربت النقابات والاتحادات والمؤسسات الوطنية الفلسطينية عن سخطها الشديد لقرار كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة، والقاضي بعدم تجديد فترة ولاية بيتر هانسن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا".
وكانت إسرائيل قد شنت حربا إعلامية ضد الاونروا ممثلة بمسؤولها "هانسن" وذلك جراء تصريحاته التي وصفتها بأنها منحازة للجانب الفلسطيني،والتي أطلقها من فوق أطلال وركام الدمار الذي هز مخيم جنين ،بعد عملية اجتياح واسعة ،ووصف هانسن حينها مشاهد الدمار بان إسرائيل ارتكبت مجزرة حرب بحق احد مخيمات اللاجئين.
وطالب بيان المؤسسات الوطنية الذي وزع اليوم ،الأمين العام بالتراجع عن قراره الذي يتجاوب مع الضغوط الاميركية والإسرائيلية على حساب مصالح اللاجئين الفلسطينيين .
وقال البيان "لقد فجعنا نحن أعضاء المؤسسات والنقابات الوطنية الفلسطينية بقرار عدم تجديد فترة ولاية بيتر هانسن مفوض عام الأونروا، استجابة للضغوط الإسرائيلية الأميركية والتي هددت من خلالها الولايات المتحدة بقطع المساعدات عن الأونروا في حالة التجديد لهانسن".
وخلال الاجتياح الإسرائيلي لشمال محافظات غزة نهاية أيلول "سبتمبر" العام المنصرم ضمن حملتها "أيام الندم" واسعة النطاق، تجدد عراك التصريحات بين إسرائيل والاونروا بعدما حاولت إسرائيل ان توهم العالم من خلال صورة بثتها القنوات الإسرائيلية بان سيارات الإسعاف التابعة للاونروا تستخدم لنقل الأسلحة للمقاومين ،حيث فند الجميع تلك الادعاءات ما دفع الحكومة الإسرائيلية الى الاعتذار علنا بعدما وضحت الصورة أمام الجميع.
وأضاف بيان المؤسسات الفلسطينية "إن هانسن كان عنوانا للسلام وممثلا صادقا وأمينا للأممية الدولية التي عملت خلال فترة ولايته كشاهد حي وواقعي على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل يوميا بحق اللاجئين الفلسطينيين وانه يدفع ثمن جرأته وصراحته في مواجهة عمليات القتل والهدم اليومية والتي أصبحت نهجا يوميا لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وخاطب البيان أنان قائلا "إن تجاوبكم مع الضغوط الإسرائيلية الأميركية، وقبول إملاءات إسرائيل بعدم التجديد لهانسن بحجة تعاطفه مع الفلسطينيين، يضع ألف سؤال حول المستقبل المخطط له من قبل المتنفذين الجدد في الأمم المتحدة، والتي يتم من خلالها استبعاد عمل الشرفاء الذين يحاولون وقف المعاناة والمجازر اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون في المنطقة".
وقد اعتصم قبل يومين المئات من أطفال محافظة رفح جنوب القطاع ،رافعين الأعلام واللافتات التي تندد بقرار أنان ،وبدا من الصور التي رفعها الأطفال مدى تعاطف الجماهير مع هانسن لاسيما محافظة رفح التي لاقت دمارا هائلا خلال فترة الانتفاضة وكانت زيارات مسؤول الاونروا وتقديم المساعدات للأهالي لها اثر واسع في نفوس الفلسطينيين.
وأضاف البيان لقد وصلت الوقاحة بالناطق باسم الخارجية الإسرائيلية حد إعلان ابتهاجه الكبير بنجاح الضغوط عليكم، وتفضلكم بتنحية رجل أحبه الفلسطينيون، وكل عاشق سلام في العالم، لدوره الرائد في الدفاع عن حقوق الإنسان والوقوف في وجه الجرافات وآلات القتل اليومية التي ترتكب أبشع جرائم العصر الحديث في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وطالب البيان أنان بالتراجع الفوري عن قرار إقالة هانسن، قائلا ،"إننا نطالبكم بالتراجع عن قراركم المشين الذي فصل على مقاس الأحلام الأميركية الإسرائيلية، وضد رغبة الشعب الفلسطيني، والحكومات العربية والأوروبية، والتي طالبتكم بالتجديد للسيد هانسن.
وكانت وسائل إعلام غربية قد تحدثت سابقا عن نية الولايات المتحدة بالضغط تجاه عدم التجديد أيضا للامين العام للأمم المتحدة أنان، وذلك في محاولة لتنصيب "آخر" على مقاس الإدارة الاميركية الإسرائيلية.