بهية مارديني موفدة ايلاف الى موسكو: كشف مصدر روسي رفيع المستوى لـ"ايلاف"ان زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى موسكو والتي ستنتهي اليوم حققت هدفا مهما اذ اعادت الصلات التقليدية القديمة بين البلدين ، مشيرا الى ان هذه الزيارة مقدمة لعلاقات اكثر ايجابية في المستقبل ، منوها الى ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بعد جلسة المباحثات السورية الروسية حيث اشاد بسياسة الرئيس الراحل حافظ الاسد ، واعتبر ان سياسة الرئيس بشار الاسد امتدادا لها .
واكد المصدر ان تسوية الديون الروسية على سورية كان ملفا اساسيا ومهماً تم اقفاله تماما وهو الامر الذي حققته القمة السورية الروسية ، مشيرا الى ان الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين لم تكن بالضخمة ، ولكنها بداية تجديد للتعاون الثنائي .
من جانبه اشار مصدر سوري الى ان المسؤولين الروس موضوعين جدا في تناولهم للعلاقات مع سورية ولكن ما جدّ في تصريحاتهم خلال هذه الفترة هو تكرار تعبير الصداقة واهتمامهم الخاص بالزيارة .
من جانب اخر وحول اتفاقية النقل البري للسيارات والتي وقعتها اول من امس الحكومتان السورية والروسية تساءل مراقبون كيف يستطيع الجانب السوري والروسي تطوير التبادل التجاري مع وجود اسطول بري هزيل لايغطي حجم التبادل التجاري بين البلدين مما يفسح المجال امام اليات نقل لبلد ثالث بالدخول.
ولفت المراقبون الى وجوب وجود شركات مشتركة بين البلدين بالاضافة الى تطوير القوانين السورية بما يسمح باقامة مثل هذه الشركات لعمل اسطول نقل جديد، وان سورية مصدرا هام لمنتجات ومحاصيل سورية ويجب من الشركات الروسية والسورية الاستفادة من هذا الامر ، مع التنويه الى دور مجلس الاعمال السوري الروسي ووجوب عمله الحثيث على تعزيز التعاون بين الشركات السورية والروسية.
وفي سياق ذي صلة اكد محمد الحسين وزير المالية السوري ان سورية باتت اقل مديونية من نظيراتها من دول العالم الثالث بعد انجاز ملف تسوية الديون مع روسيا ، موضحا انه تم انجاز 98 بالمائة من الديون الخارجية على سورية ، معتبرا ان حلحلة هذه الديون يشكل عاملا هاما في انجاز الاصلاحات الاقتصادية وتحفيز الاستثمار .
وردا على سؤال ايلاف حول ضرورة تغيير القوانين في سورية بما يتناسب مع المرحلة الجديدة اجاب ان 2004 شهد تغيير العديد من القوانين وقطعنا شوطا لاباس به وفي جعبة الحكومة تغيير عدة قوانين مصرفية وقوانين الجمارك ومكافحة التهريب في 2005،وتعد وزارة المالية لقانون رسم الطابع والعديد من القوانين.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده الحسين مساء امس في موسكو بعد توقيع اتفاقية تسوية الديون المترتبة على سورية لصالح روسيا اشار الى ان التحضير لهذه الاتفاقية اخذ العديد من مراحل المفاوضات وهناك تفاصيل وملفات كثيرة لهذا الملف وتطلب الانجاز بعض الوقت وكوفد مفاوض سوري استفدنا من الزيارة المهمة جدا للرئيس السوري بشار الاسد ، منوها الى تفاعل الجانب الروسي وتفهمه لمواقفنا حتى تم التوصل لهذا الاتفاق الذي اخذ جولات متعددة حتى يرضي مصلحة الطرفين، منوها الى انه لم يتم تحديد نوعيات معينة من البضائع او الاستثمارات الروسية ضمن هذه التسوية ، مضيفا ان سورية لم تكن تتكتم على التفاصيل و"لكن كنا نريد ان نصل الى نتيجة وعندما وصلنا اليها بدانا بالتوضيح والتصريح " .
ولفت الحسين الى ان هناك لجنة خاصة تهتم بملف الديون الخارجية وان سورية انجرز تسوية الديون مع العديد من الدول وبقي هناك مطالبات من الطرفين في رومانيا وبلغاريا وارسلنا وفدا فنيا الى ايران لانجاز بعض العمليات المتعلقة بالملف المالي بين البلدين.