واشنطن: قال مسؤولون اميركيون اليوم (الخميس) ان كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية ستزور الشرق الاوسط أوائل شباط (فبراير) في أول زيارة لها للخارج بعد توليها منصبها الجديد في مؤشر على جهود اميركية جديدة للسلام في المنطقة.
وستتوقف رايس في جولة تقوم بها في الفترة من الثالث الى العاشر من شباط (فبراير) في سبع عواصم اوروبية اضافة الى زيارة تركيا واسرائيل والاراضي الفلسطينية لاظهار رغبة الولايات المتحدة في اصلاح العلاقات الاوروبية المتوترة والتركيز على السلام في الشرق الاوسط.
ويعتقد منتقدون ان ادارة بوش لم تفعل شيئا ملموسا للتوصل الى تسوية فلسطينية اسرائيلية ويعتبر كثيرون في معظم الدول العربية الولايات المتحدة مؤيدا قويا لاسرائيل. وينظر مسؤولون اميركيون الى وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بوصفها فرصة لاحياء جهود السلام بعد سنوات من العنف والجمود.
وقال ديفيد ساترفيلد نائب مساعد وزيرة الخارجية أمام مؤتمر صحافي عن الشرق الاوسط "نحن ملتزمون بأن نحاول وضع نهاية لهذا الصراع. الرئيس جورج بوش مصمم على أن يلعب دورا شخصيا في هذا المجال."
وبدأت رايس أول يوم لها على رأس الدبلوماسية الاميركية بابلاغ مسؤولي وزارة الخارجية الاميركية بانها ستعيد لهم نفوذهم في الداخل والخارج بعد ان بدا مسؤولو السياسة الخارجية مهمشين غالبا في الفترة الرئاسية الاولى لبوش.
وقالت رايس لبضع مئات من الموظفين الذين اكتظت بهم قاعة وزارة الخارجية للترحيب برئيسهم الجديد "وزارة الخارجية ستكون في مركز متقدم في هذه الفترة مع اعتبار الدبلوماسية مهمة للغاية لتعزيز المكاسب التي تحققت في السنوات القليلة الماضية والمضي قدما في جدول أعمال من أجل عالم أكثر حرية وأكثر ازدهارا."
ونظرا لكونها واحدة من أقرب المقربين لبوش خلال ولايته الاولى لمدة اربع سنوات بوصفها مستشارته للامن القومي فمن المتوقع ان تضفي رايس مزيدا من القوة على المنصب مقارنة بسلفها كولن باول الذي كان ينظر اليه غالبا على أنه بعيد الى حد ما عن فريق الادارة.
وسوف تزور رايس لندن وباريس وبرلين ووارسو وروما وبروكسل ولوكسمبورج في اوروبا اضافة الى انقرة واسرائيل.
وعكس ساترفيلد وهو واحد من اكبر خبراء الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الاميركية شعورا عاما بالتفاؤل الاميركي بشأن فرص انهاء ما وصف "بهذا الصراع السام" في اعقاب وفاة عرفات وخلافة الرئيس محمود عباس له. وقال ساترفيلد "وزيرة الخارجية الجديدة ... ملتزمة ببذل كل ما في وسعها" لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط.
واضاف "نحن في الوقت الراهن أمام لحظة يمكن اعتبارها ببساطة مفعمة بالامل. لحظة توفر أعظم فرصة وسط فترة طويلة بالغة الاسى من اليأس والاحباط على مدى السنوات الاربع الماضية." ولكن ساترفيلد شدد على وجود تحديات وخاصة في ما يتعلق بوقف العنف الفلسطيني ضد الاسرائيليين واعادة بناء الثقة بين الجانبين التي تبددت بفعل العنف الذي اندلع بعد انهيار آخر جولة جادة من محادثات السلام عام 2000.
واشار ساترفيلد الى امكانية اجراء محادثات سلام جديدة اذا كان بامكان الفلسطينيين اقامة مؤسسات حكم مسؤولة ووقف العنف ضد الاسرائيليين واذا نفذت اسرائيل خطتها الخاصة بتفكيك جميع مستوطنات قطاع غزة (21 مستوطنة) واربع مستوطنات في الضفة الغربية.
وقال ساترفيلد "ينبغي على الفلسطينيين ان يأخذوا فك الارتباط في غزة مأخذ الجد مع اتخاذ الخطوات الضرورية بشأن الامن واصلاح مؤسسات الحكم والاستعداد لدولة فيما بعد الانسحاب الاسرائيلي". وأضاف "اذا رات اسرائيل بروز شريك فلسطيني واذا تم الانسحاب من غزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فان العودة الى عملية سياسية أوسع يمكن أن تكون مؤكدة."
ومضى المسؤول الاميركي يقول "ولكن ليست هناك طرق أقصر لتحقيق هذا الهدف ... الدعوات لاستئناف فوري لمحادثات الوضع النهائي سابقة لاوانها. انهم يتجاهلون أهمية ان يتخذ الاسرائيليون والفلسطينيون خطوات جادة لاعادة الثقة بينهما.
التعليقات