اكراد العراق رابحون بالانتخابات او بدونها

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: تمتعت المناطق ذات الاغلبية الكردية في شمال العراق والتي تعرف باقليم كردستان منذ العام 1991 باستقلال شبه كامل عن المركز بعد فشل الانتفاضة العراقية في الجنوب والشمال التي اعقبت انسحاب القوات العراقية من الكويت في اذار من العام نفسه.
شكلت تلك المناطق جيبا آمنا لمعظم الاحزاب والحركات العراقية المعارضة للنظام العراقي آنئذ. لكن الوجود الاكبر والواضح كان للمؤتمر الوطني العراقي الموحد الذي ضم عددا من تلك الاحزاب والحركات والافراد الذين اتفقوا على صيغة الفيدرالية العراقية حين سقوط نظام صدام حسين عام 1992. فاعتمدت العلاقة مع الحزبين الكرديين على مناداة هذا الحزب او تلك الحركة بالفيدرالية.
وقبل ذلك انتخب الاكراد حكومتهم المحلية لاول مرة اذ فاز الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني مناصفة كما كان متوقعا. لتعصف بهم ريح الخلافات التي قيل ان نظام بغداد كان محركها فانشقت الحكومة لحكومتين والربلمان لبرلمانين.
اذ العلاقة بين أربيل والسليمانية (معقلي الحزبين الكرديين الرئيسيين ومقري حكومتيهما في التسعينات) لم تكن بالعلاقة المثلى فقد شابتها خلافات دموية تسببت باستقددام عدو الامس (صدام) ضد الاخ الكردي الذي تردد وقتها انه سيسمح لاخيه بمشاهدة معقله بالناظور فقط! فكان ان احتل هذا الاخير معقل الاول وطارده في الجبال الشاهقة. وشاهد الاكرادُ الجنودَ العراقيين مجددا بعد غياب خمس سنوات ببدلات متسخة وغير نظامية في اربيل بعد ان ظنوا ان لاعودة لاولئك الجنود الذين ساموهم عذابا عشرات السنين.
لكن ضغط قادة المعارضة من جهة والاميركان من جهة اخرى وتذمر الشارع الكردي من حرب الاشقاء أجبر كاكه مسعود ومام جلال على التصالح، لتتوحد حكومتاهما لاحقا.

كركوك
ساد الهدوء الاقليم حتى سقوط نظام صدام اذ خرج الاكراد في احتفالات منظمة وعشوائية محيين الجنود الاميركان بالعلم الاميركي، وأحكم البيشمرغة (الذين سمحت اميركا بابقائهم كقوة كردية محلية) على حدود الاقليم من جهة فيما عاد مهجرو كركوك من الاكراد اليها بعد ان طاردوا وطردوا السكان العرب خاصة الذين استقدمتهم الحكومة السابقة مقابل منح مالية ضمن سياسة تعريب المدينة. لكن التهجير انقلب وسام عددا من االتركمان والعرب من غير المستقدمين اليها سابقا. اذ المدينة تحوي التركمان والاشوريين والعرب بالاضافة الى الاكراد الذين باتوا ينظرون للتركمان بأنهم منافسوهم اللدودون عليها ومستقوون بالجار التركي الذي يرفع قبضة بين فينة واخرى كلما ارتفعت شكوى التركمان. واتخذت انقرة موقف الدفاع عن تركمان العراق واعلنت مرارا انها ملتزمة بالحفاظ على مصالحهم وعبرت عن خشيتها من ان يؤدي الحكم الذاتي للاكراد الى تشجيع الاقلية الكردية في تركيا على التمرد والانفصال .
ويؤكد التركمان والاكراد كل من جهته بانهم كانوا يشكلون الغالبية في هذه المدينة في الخمسينات من القرن الماضي قبل حملة "التعريب" القسرية التي بداها نظام صدام حسين، وتعتبر الهدنة الحالية بين الجانبين هشة وغالبا ما تعكرها صدامات دامية. لتبقى كركوك عقدة قابلة للاشتعال في أية لحظة اذ هي قدس الاكراد في ادبياتهم الحزبية وخطابات قادتهم باللغة الكردية ومدينة التآخي بخطاباتهم العربية. وقد جسّد أحد رسامي الكاريكاتير الاكراد صورة المدينة النفطية عند القادة الكرد بأن جعل حقولها النفطية في كفة ميزان وفي الكفة الاخرى قبة الصخرة كاشارة لما يردده الساسة الكرد بأنها قدسهم.

الحكومة

في الثامن من ايلول/سبتمبر 2002 التقى قادة الحزبين الكرديين الرئيسيين في واشنطن ووقعا اتفاقا تاريخيا للتعاون في الوقت الذي كانت التهديدات الاميركية لنظام صدام حسين تتعاظم. وفي تشرين الاول/اكتوبر من العام نفسه اعيد احياء البرلمان الكردي الذي وافق على الاتفاق الموقع بين الحزبين واقر المصالحة الكردية الكردية.
وعندما شنت القوات الاميركية الحرب على العراق في نيسان/ابريل 2003 تحالفت القوات الكردية مع القوات الاميركية ونجحت في دخول مدينة كركوك الغنية بالنفط والتي يريد الاكراد باي شكل ضمها الى مناطق الحكم الذاتي الكردية.
ويشارك الحزبان الكرديان الرئيسيان في الانتخابات المقبلة في اطار لائحة واحدة ويسعيان الى التاكيد على الطابع الفدرالي للحكم في العراق في الدستور الذي ستعمل على وضعه الجمعية الوطنية العراقية التي ستنبثق عن انتخابات الثلاثين من الشهر الجاري.
ولم تنج المناطق الكردية من هجمات كان اهمها الاعتداء بالسيارة المفخخة الذي استهدف في الاول من شباط/فبراير 2004 مقرين للحزبين الرئيسين تبنته مجموعة انصار السنة وادى الى مقتل عدد من القياديين الاكراد خلال الاحتفال بعيد الفطر.
ومع تشكيل مجلس الحكم العراقي عام 2003 كانت حصة الاكراد خمسة مقاعد تراساه كل من جلال الطالباني ومسعود البرازاني لشهرين شهدا اول رئاسة كردية للعراق مع وزارة الخارجية ايضا التي مازال يديرها السيد هوشيار زيباري وسط توقعات بامساكه بذات الحقيبة في الوزارة القادمة بعد الانتخابات اذ ان حصة الاكراد لن تقل في البرلمان العراقي المقبل عن خمسين مقعدا اذ تتصدر قائمتهم التحالفية المركز الثاني بعد مايسمى بالقائمة الشيعية التي ستضمن مايزيد على المئة مقعدا من مقاعد البرلمان البالغة 275 حسب استطلاعات الراي في العراق.

لن يخسروا
الانتخابات الجديدة والاستعدادات لها حركت التحالفات السابقة والخلافات ايضا من اجل تشكيل اكثر من سيناريو لحكومة قادمة. لكن الاكراد اصروا على الاشتراك بقائمة كردية موحدة رافضين الائتلاف مع اقرب الحلفاء لهم من غير الكرد موقنين ان خارطة اللعبة السياسية العراقية تمر من خلالهم شاء غيرهم ام أبى. فكان ان مدد كاكه مسعود قدميه في قصره في بيره مكرون ومام جلال في كويسنجق مستقبلين الوافدين بسيناريواتهم المختلفة حول الحكومة القادمة اذ رشحت أنباء غير مؤكدة بأن الزعيم البرزاني الذي تراس الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1979 بعيد وفاة والده الملا مصطفى سيكون أول رئيس عراقي يختاره برلمان منتخب مع انتشار اكثر من اشاعة عن سيناريو ملكي دستوري ينتظر مباركة كاكه مسعود له لكن نفيه من على فضائية العربية أعاد مطاردو أنباء الحكومة العراقية للسيناريو الاول بعد ان حل الدكتور أحمد الجلبي ضيفا على البرزاني قبيل الانتخابات بايام معدوادات متكهنين بأن الطبخة الحكومية العراقية باتت جاهزة بلقاء زعيمي اكبر تحالفين في العراق الشيعة الاكراد.

مهما يكن من أمر الحكومة القادمة وشكلها فأن الاكراد لن يخسروا أبدا. بعد أن عضوا على حدود الاقليم بنواجذهم في استقلال وادارة شبه تامين. فالفيدرالية باتت مطلب أبرز سياسيي الشيعة أيضا بعد أن كانت تهمة كردية.

شاهد ملف الصور

اقرأ أيضا:

تغريم ثلاثة أحزاب عراقية لمخالفتها انظمة الانتخابات

المفوضية تدرس الغاء ترشيح عشرات البعثيين

عربٌ غاضبون من الانتخابات العراقية

صمت الحملة الاعلامية للانتخابات العراقية

عراقيو الخارج يقبلون بحماس على الانتخابات

أغاني وأهازيج الناخبين العراقيين بدمشق

عراقيو المهجر يدلون بأصواتهم

منظمات محلية غير حكومية تراقب الانتخابات

280303 عراقيا مغتربا يبدأون التصويت

مفوضية الانتخابات تقاضي الجزيرة

ثلاثة انتخابات في يوم واحد

النقيب: الاقتراع سيجري في المحافظات المضطربة

سنة العراق يقاطعون الإنتخابات، ولكنهم يريدون دورًا بعدها

المتنافسون على الإنتخابات

غرائب تنافس المرشحين على الإنتخابات

العراق يستعد ليوم الإقتراع

البعث: الإنتخابات هدفنا للتدمير

قوات الأمن العراقية في حالة تأهب

18 ألف مراقب للإنتخابات العراقية

بوش يحث العراقيين على التصويت

الإنتخابات انتصار للسيستاني غير المرشح فيها

التركمان سيشاركون في انتخابات كركوك

أسماء المرشحين للإنتخابات العراقية