بهاء حمزة من دبي: في تعبير قوي ومركّز عن المشاعر العربية تجاه التطورات السياسية الجارية في العالم دعا محمد بن علي العبار مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي ورئيس مجلس إدارة إعمار العقارية الساسة الغربيين إلى الاعتدال في مواقفهم والتخلص من نزعة ال "إسلاموفوبيا" أو الخوف المرضي من الإسلام التي ظهرت في السنوات الاخيرة مطالبا بسن قوانين عالمية لحماية المظلومين على غرار تلك الموجودة في الولايات المتحدة التي تناهض معاداة السامية وقال ان الغرب مطالب بتحمل مسؤولياته في كبح جماح مشاعر العداء والخوف غير المبرر ضد العالم الإسلامي والمبادرة إلى اتخاذ خطوات إيجابية مماثلة لتلك التي اتخذتها دول إسلامية عديدة على طريق التسامح الديني.

وأكد العبار خلال جلسة نقاش مفتوحة بعنوان "هل تتحمل السياسة وزر الصدع بين الغرب والإسلام؟" ضمت مجموعة بارزة من قادة الأعمال العالميين على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا إن العالم الإسلامي بدأ يعيد تقييم أوضاعه بعد أحداث ايلول (سبتمبر) وانطلق في مسيرة التغيير مشيرا الى إن التغيير واضح في جميع أرجاء العالم العربي الذي لا يشكل في النهاية سوى 18% من العالم الإسلامي ورغم ذلك "لا زلنا نسعى في العالم الإسلامي للتعاطي مع الغرب وشرح وجهات نظرنا بشكل أفضل بما يتيح لنا الفرصة لتحقيق المزيد من التقارب مع الغرب".

ولفت إلى أن جميع دول المنطقة أصبحت تدرك وجود واقع جديد وتبذل جهوداً صادقة للتعامل مع معطيات هذا الواقع ابتداء من اليمن التي باشرت عملية إصلاح وتحديث حقيقية في نظامها التعليمي وانتهاء بالمملكة العربية السعودية التي فرضت قوانين صارمة على التعليم الديني. وأشار إلى أن دولاً أخرى في المنطقة انضمت إلى قافلة التغيير وقامت بإصلاح أنظمتها التعليمية بما ينسجم مع مبادئ الإسلامي التي تدعو إلى التسامح الديني وتمازج وتآلف الثقافات والحضارات بينما الغرب في المقابل يصعد عداءه للعالم الإسلامي من دون مبررات كما أن المواقف تزداد تشدداً لدى أعداد كبيرة من شعوبه التي لا تخفي استعدادها لشن حرب "صليبية". وأكد أن الأسوأ من ذلك أن هذا يحدث في معظمه باسم حرية التعبير والتعددية الدينية.

وأعرب العبار عن اعتقاده أن الحل يكمن في التخلص من الأحكام المسبقة ومبادرة الناخبين إلى مساءلة السياسيين عما يقولون ومحاسبتهم على طريقة استخدامهم للخطاب الديني. وقال: "يجب أن تسن قوانين عالمية لحماية المظلومين على غرار القوانين الموجودة في الولايات المتحدة والتي تناهض معاداة السامية. وبالتالي يجب أن تكون هناك قوانين لمناهضة معاداة الإسلام".

وفي جلسة نقاش أخرى حول الديموقراطية في الشرق الأوسط بعنوان "حرية الاختيار" تم بثها من دافوس مباشرة عبر محطة "سي إن إن" العالمية حث العبار الدول العربية على الانتقال إلى أنظمة أكثر ديموقراطية وقال ان القيادات السياسية تلعب من خلال تصميمها وإرادتها دوراً محورياً في تحقيق قفزات نوعية على طريق التحول إلى الديموقراطية الأمر الذي يتجسد بوضوح في دولة الإمارات العربية المتحدة ودبي من خلال سعي القيادات الدءوب للوفاء بالعهود التي تقطعها لشعبها وعبر توفير بيئة مسالمة تتعايش فيها بانسجام أكثر من 180 جنسية من مختلف أنحاء العالم لافتا الى أمثلة عديدة في الشرق الأوسط حول وجود إصلاحات حقيقية كما هي الحال بالنسبة للإمارات والأردن ومصر والبحرين. قائلا انه "يتعين على العالم العربي أن يحذو نهجاً مماثلاً وأن يتخذ خطوات مشابهة نحو إقامة أنظمة ديموقراطية في سائر بلدانه".

وشارك العبار أيضاً بصفته مديراً للنقاش في جلسة بعنوان "الشرق الأوسط 2020: ملاذ الثروة والفرص" حيث أكد على وجود حاجة ملحة إلى تطوير القطاع الخاص في المنطقة وتعزيز دوره في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وكانت إعمار العقارية رائدة التطوير العقاري في المنطقة قد أعلنت في وقت سابق عن توقيع اتفاقية شراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي لرعاية الاجتماع السنوي الذي يعقد في دافوس - سويسرا تحت عنوان "تحمل مسؤولية الخيارات الصعبة".