مهاجمة موكب لمفوضية الانتخابات العراقية
عاشوراء يغلق الحدود العراقية ستة أيام

أسامة مهدي من لندن: اعلن في بغداد اليوم عن اغلاق الحدود العراقية لمدة ستة ايام بسبب بدء مراسيم عاشوراء عند الشيعة العراقيين وتجنب وقوع تفجيرات ضد المشاركين فيها في مدينتي النجف وكربلاء الجنوبيتين على الخصوص فيما بدات في المركز الوطني للمفوضية العليا للانتخابات العراقية في المنطقة الخضراء وسط بغداد صباح اليوم عمليات اعادة فحص 300 صندوق اقتراع تضم حوالي 150 الف ورقة تصويت وهو امر سيؤخر اعلان النتائج النهائية للانتخابات حتى الاسبوع المقبل بعد ان كان مقررا له اليوم في وقت اعلن عن مهاجمة موكب رسمي لممثلين عن المفوضية في كركوك كان في طريقه الى مقرها العام في العاصمة .

وقال بيان صحافي ارسل الى "ايلاف" اليوم ان الحدود ستغلق بناء على مقترحات مجلس الامن الوطني بين السابع عشر والثاني والعشرين من الشهر الحالي لضبطها من اي محاولات تسلل لتجنب وقوع حوادث عنف وتفجيرات ضد المشاركين في مراسيم عاشوراء التي تبدا غدا وتصل الى اوجها في العشرين م الشهر الحالي بمشاركة اكثر من مليون شخص . . وفيما يلي نص البيان :

بناءا على مقترحات مجلس الأمن الوطني ولتعزيز الأمن ولضمان سلامة المواطنين قرر مجلس الوزراء الموقر إغلاق المنافذ والمعابر الحدودية العراقية اعتبار من الساعة الثانية عشر ليلا من يوم السابع عشر من شباط الموافق الثامن من شهر محرم الحرام ولغاية الساعة الثانية عشر ليلا من يوم الثاني والعشرين من شهر شباط الموافق الثالث عشر من شهر محرم الحرام.

وسيمنع غلق الحدود تدفق الاف الايرانيين والافغان ومن دول مجاورة من الشيعة للمشاركة في هذه المراسم التي شهدت خلال العامين الماضيين عمليات تفجير راح صحيتها المئات من القتلى والجرحى .

وبهذه المناسبة اتخذت السلطات العراقية اجراءات امنية مشددة في المدن التي توجد فيها اضرحة لائمة الشيعة وخاصة في منطقة الكاظمية في بغداد حيث ضريح الامام موسى الكاظم وفي النجف التي يوجد فيها ضريح الامام علي بن ابي طالب وكذلك في كربلاء التي تحتضن ضريحي الامام الحسين بن علي بن ابي طالب الذي تقام المراسم لاحياء ذكرى مقتله وتضم المدينة كذلك ضريح شقيقه العباس الذي قتل معه .

وعلى صعيد اخر ابلغ الناطق باسم المفوضية الدكتور فريد ايار "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان عمليات عد وتدقيق وفحص جميع اصوات الناخبين التي قدرت بثمانية ملايين صوت قد انتهت في وقت سابق . واوضح ان المفوضية وفي اطار مراجعتها النهائية والشاملة لنتائج الانتخابات ولضمان عد دقيق لكل الاصوات باشرت اليوم باعادة عد وتدقيق اصوات 300 صندوق انتخابي يحتوي كل منها على حوالي 500 ورقة اقتراع اثر اكتشاف خلل في تطابق بياناتها وقال ان هذه العملية التي بدات في الساعة التناسعة من صباح اليوم ستسمر 24 ساعة في اليوم وهو ما سيؤخر اعلان النتائج النهائية .

وحول المخاوف التي عبر عنها مسؤولون في قائمة التحالف الوطني العراقي الشيعية المرشحة للفوز بالانتخابات من ان تاخير اعلان النتائج هو اجراء متعمد لممارسة عمليات تزوير او تلاعب بالنتائج شدد ايار على ان المفوضية مستقلة وتعامل جميع الكيانات بحيادية وقال ان اي تزوير او تلاعب بالنتائج لايمكن ان يحدث لان عمليات الفرز والتدقيق تتم بحضور ورقابة ممثلين عن القوائم الانتخابية ومراقبين من منظمات دولية .

واشارت المفوصية في وقت سابق الى ان مسلحين نهبوا مراكز اقتراع في محافظة نينوى الشمالية وتلاعبوا بصناديق الاقتراع ومنعوا الالاف من الادلاء بأصواتهم في الانتخابات التي جرت في الثلاثين من الشهر الماضي . والموصل عاصمة نينوى التي تبعد 390 كيلومترا شمال بغداد واحدة من اكثر المناطق سخونة في عمليات مسلحة ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة وشهدت العديد من هجمات المسلحين خلال الاشهر الثلاثة الماضية .

وقال صفوت رشيد عضو المفوضية العليا للانتخابات في مؤتمر صحفي ان 93 مركزا انتخابيا فقط من اصل 330 هي التي أمكن فتح ابوابها امام الانتخابات في المحافظة وكشف تحقيق لاحق عن حالات تخويف عديدة. واضاف ان مسلحين نهبوا أدوات تتعلق بالانتخابات في عدد من مراكز الاقتراع وان المفوضية تأسف لعدم تمكن عدد من المواطنين من الإدلاء بأصواتهم.

ونتيجة لذلك الغت المفوضية العليا 40 صندوقا من اجمالي 455 صندوقا وانه يجرى فحصها حاليا في بغداد للكشف عن ادلة على حدوث حالات غش او تلاعب. ويقدر مراقبو الانتخابات العراقيون أن أكثر من 20 الفا من السكان الذين يقطنون حول الموصل حرموا من فرصة الإدلاء بأصواتهم الامر الذي دفع العشرات من المسيحيين الى التظاهر في بغداد الاحد الماضي احتجاجا على حدوث مخالفات في العملية الانتخابية وهددوا برفع شكوى الى المحافل الدولية .

وكان ملايين العراقيين تحدوا المسلحين وأدلوا بأصواتهم في الانتخابات ولكن لا تزال نتيجة الانتخابات غير واضحة حيث لا يتاح سوى فرز جزئي للاصوات في 13 من بين المحافظات الثماني عشرة بالعراق.

وتضع النتائج التي تم فرزها حتى الان الائتلاف الشيعي في المركز الاول بالحصول على اصوات 2.3 مليون ناخب ويأتي الاكراد في المركز الثاني بتأييد 1.1 مليون ناخب فيما تحتل كتلة رئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي المركز الثالث بحوالي 620 الف صوت.

ولم يتمكن الالاف من المسيحيين في بلدات وقرى سهل الموصل من الاشتراك في الانتخابات لعدم فتح مراكز اقتراع في مناطقهم بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة الامر الذي اثار احتجاجات وتظاهرات غاضبة واسعة دعت المفوضية الى ارسال لجنة تضم رئيس المفوضيو ومحامين الى المنطقة للاستماع الى شكاوى المسيحيين الذي يطالبون باجراء انتخابات تكميلية في مناطقهم لكن المفوضية اكدت انها لن تجري مثل هذه الانتخابات مما اثار امتعاض القوى والاحزاب السياسية التي هددت اليوم باللجوء الى المحاكم الدولية .

وقد جرت عمليات سطو مسلح على صناديق الاقتراع وسرقة نحو 145 منها تم العثور عليها معبأة ببطاقات انتخابية حسب رغبة سارقيها وامام هذه الحالة الغريبة وضعت المفوضية هذه الصناديق في قاعة في مطار الموصل وارسلت بطلب جميع وكلاء الكيانات السياسية في العراق بحضور محافظ المدينة لنقلها الى المركز العام والنظر فيها ودراسة لمن اعطى اللصوص اصواتهم . يذكر ان التجاوزات والسرقات شملت صناديق تكفي نتائجها لتقديم نائبين في الجمعية الوطنية الجديدة " البرلمان" .

ومن جهة اخرى قال مسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني ان عراقيا قتل في كمين لموكب كردي قادم من مدينة كركوك المتعددة القوميات في شمال العراق.

وقال ممثل الاتحاد في بغداد سعدون شافي ان "مجموعة من 45 شخصا بينهم موظفون في اللجنة الانتخابية والمجلس المحلي كانوا متوجهين من كركوك الى بغداد لمناقشة نتائج الانتخابات". وتعرضت المجموعة التي تضم 15 امرأة مساء امس لكمين في شارع حيفا معقل المسلحين العرب السنة الذي يشهد مواجهات مع الجيش الاميركي بشكل شبه يومي.

وقال شافي ان "حراس الاتحاد الوطني الكردستاني ومقاتلين اكراد تابعين للجيش العراقي ردوا على اطلاق النار". واضاف ان "الاشتباكات استغرقت ساعتين ونصف الساعة قتل خلالها احد عناصر الاتحاد وجرح حارسان".

واكد متحدث عسكري اميركي ان قوة للتدخل ارسلت الى المكان موضحا ان عدة عراقيين قتلوا بدون ان يضيف اي تفاصيل فيما اكد فريد ايار ان تحقيقا فتح في الحادث .