فيذكرى عاشوراء:
مسيرة شيعية في بغداد
و
وحدات لمكافحة الارهاب في باكستان

بغداد، إسلام آباد، وكالات: سار آلاف من الشيعة عبر شوارع بغداد اليوم للاحتفال بذكرى عاشوراء وهي احدى أهم المناسبات في التقويم الديني لدى الشيعة، فيما سيتم نشر وحدات عسكرية لمكافحة الإرهاب للمرة الأولى في عطلة نهاية الأسبوع في باكستان، لضمان الأمن خلال الاحتفالات.

قتل اكثر من 170 شخصا في تفجيرات انتحارية ضد المحتفلين بذكرى عاشوراء العام الماضي في بغداد وكربلاء

جاءت مسيرة بغداد بعد يوم واحد من تأكيد فوز تحالف شيعي في الانتخابات التاريخية التي جرت في العراق الشهر الماضي لتسلم السلطة للطائفة التي تمثل اغلبية في العراق بعد عقود من القمع في ظل نظام صدام حسين الذي كان يهيمن عليه السنة. وملأت الحشود التي اتشحت بالسواد وهي ترفع لافتات تحمل اسم الامام الحسين شارع عريضا بوسط بغداد. وتوجد مخاوف من وقوع هجمات انتحارية ضد الشيعة خلال الاحتفال بعاشوراء وسط توترات متزايدة مع الاقلية السنية.

عراقيون شيعة يجلدون أنفسهم اثناء
احتفالات بعاشوراء في مدينة الصدر ببغداد
والقى عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو الحزب الرئيسي في تحالف شيعي فاز في الانتخابات التي جرت في 30 كانون الثاني(يناير) كلمة امام الحشد مضفيًا عنصرًا سياسيًا على ذلك الطقس الديني. وقال إنه يدعو كل العراقيين الى الوحدة وإنه يؤكد للجميع ان العراق الذي يريده العراقيون سيكون عراقًا موحدًا وآمنًا يتمتع فيه كل مواطن دون استثناء بالعدالة والمساواة. وهتف الحشد"الحسين الحسين"و"الله اكبر".

وقال الحكيم انه يريد عراقًا يشارك الجميع في بنائه ونظامًا يعطي كل الناس حقوقهم. واضاف في تصريحات تعد من اقوى البيانات حتى الان عن نوايا الشيعة ضم السنة انه ليس من حق جماعة واحدة احتكار العراق للاضرار بالاخرين. ولم يصوت معظم السنة في الانتخابات. ولم يكن هناك سوى وجود بسيط للشرطة العراقية بالقرب من المسيرات اليوم وكان يوجد عدد كبير من افراد منظمة بدر وهي ميليشيا شيعية موالية للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.

وضمت مسيرة اليوم أيضًا موكبًا جنائزيًا لثلاثة من افراد بدر الذين يقول المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق انهم قتلوا اثناء احتجاز الشرطة العراقية لهم في وقت سابق من الشهر الجاري. ومع اجتياز حشود المحتفلين شوارع بغداد قام البعض بضرب انفسهم بسلاسل حديدية كاحدى العادات الشيعية خلال عاشوراء.

وتبلغ ذروة هذا الاحتفال في 19 شباط(فبراير) وهو اليوم الذي من المتوقع ان تتجمع فيه حشود ضخمة في كربلاء وبغداد. ومنع الاحتفال بعاشوراء خلال حكم صدام واضطر الشيعة للاحتفال به سرا . ومنذ الاطاحة بصدام اصبح هذا الاحتفال ينظم علانية ويجذب محتفلين من ايران ومناطق اخرى. واغلق العراق حدوده امام الوافدين لمدة خمسة ايام ابتداء من يوم الخميس لتعزيز الامن خلال الاحتفال ولمنع تدفق الناس الى العراق من الخارج. وقالت شرطة الحدود انها اعتقلت 255 شخصًا من ايران وافغانستان خلال اليومين الماضيين في شرق العراق.

تخللت اعمال عنف كثيرة احتفالات ذكرى عاشوراء العام الماضي في باكستان، كان اعنفها اعتداء على مسيرة شيعية في كويتا (جنوب غرب) اسفر عن خمسين قتيلًا.

ذكرى عاشوراء في باكستان
وفي باكستان، أوضح الجنرال صفدار حسين قائد منطقة شمال غرب باكستان العسكرية ان وحدات قوة التدخل السريع المدربة خصيصًا للقيام بعمليات لمكافحة الارهاب ستوضع "في حال الاستنفار" للتصدي لاي مخاطر. وستفرض اجراءات امنية مشددة هذه السنة خلال احتفالات ذكرى عاشوراء الاحد والاثنين، على خلفية الهجمات التي يشنها متطرفون سنة غالبًا على الشيعة خلال هذه الاحتفالات.

وقامت قوة التدخل السريع امس الخميس بتدريب لمحاكاة هجوم على مسجد شيعي في ملتان (وسط) حيث تجري اعمال عنف طائفية كثيرة. وقال قائد القوة الجنرال محمد ابراهيم "اردنا ان نقيم قدرات القوة ونختبر اجراءاتنا الامنية". واعلن شمال غرب البلاد واقصى شمالها حيث تقيم مجموعة شيعية ضخمة واقليم البنجاب وكبرى المدن الباكستانية مناطق خطر.

يمثل الشيعة 15 الى 20% من سكان باكستان البالغ عددهم الاجمالي 150 مليون نسمة، 97% منهم من المسلمين.

وفي كراتشي، كبرى مدن جنوب باكستان والتي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة، قامت الشرطة بعشرات الاعتقالات "الاحترازية" في اوساط المتطرفين السنة عشية الاحتفالات. واوقعت اعمال العنف الطائفية بين الشيعة والسنة في باكستان اكثر من اربعة الاف قتيل منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي.