عبدالله زقوت من غزة : أعلنت إسرائيل أنها لن تقبل رفع مكانة الفلسطينيين لدى حلف الناتو ، بعد وصول تقارير سرية للحكومة الإسرائيلية تفيد بأن زيارة سكرتير حلف الناتو إلى الأراضي الفلسطينية ستعرض على أنها اتصال لاستيضاح أمكانية مأسسة العلاقة بين السلطة الفلسطينية و حلف الناتو.

ونقلت صحيفة " هآرتس " في عددها الصادر ، اليوم ، عن تقرير سري اعده سكرتير الناتو ان سيخفير اوضح للمسؤولين الاسرائيليين الذين إلتقاهم بان "الناتو ليس ضالعا في العملية السياسية بين اسرائيل، و الفلسطينيين ، و لا يبحث دورا فيها".

وسبق لسيخفير وأن زار اسرائيل في الرابع و العشرين من شباط ( فبراير) الماضي ، والتقى مع عدد من المسؤولين الاسرائيليين بينهم رئيس الوزراء ارييل شارون ، ووزير الدفاع شاؤل موفاز ،ووزير الخارجية سيلفان شالوم ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون.

و نشرت " هآرتس " ، اليوم ، مقتطفات من التقرير ، جاء فيه أن عدم قيام حلف الناتو بدور في العملية الجارية بين اسرائيل والفلسطينيين نابع من انه " لا يمكن اعتبار السلطة الفلسطينية دولة بمعنى الكلمة ، وأيضا لانعدام الوضوح بالنسبة لطريقة العمل الايجابية للسلطة الفلسطينية".

وأضاف سكرتير الناتو أن قيام الناتو بدور كهذا هو تطور قد يثير شكوك الإسرائيليين بالنسبة لنوايا الناتو و سياساته في المنطقة، و تطرق التقرير السري إلى حيثيات التعاون بين الناتو إسرائيل ، حيث أعرب جميع المسؤولين الاسرائيليين الذين التقاهم سكرتير الناتو على هامش زيارته الأخيرة لإسرائيل عن رغبتهم برفع مستوى التعاون الفعلي و الثنائي مع الناتو.

وأضاف أن شارون و موفاز اقترحا عليه تشكيل "مجموعة عمل ناتو- إسرائيل"، كجهاز لتطبيق التعاون في المجالات الأمنية، و العسكرية ، و الاستخبارية، مشيراً إلى أنه رفض الاقتراح الإسرائيلي ، لأن أداء الناتو في الشرق الأوسط يجب ان يكون "متوازنا" وذلك "على الرغم من أن علاقات الناتو مع إسرائيل يفترض أن تكون متميزة.

و أوضح سيخفير أن علاقات حلف الناتو مع الدول في الشرق الاوسط ، لن يكون رهينة ، بتطور الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني، لكن يتوجب اخذ هذه التطورات بالحسبان إذا أردنا أن ننجح .

ونقل سكرتير حلف الناتو في تقريره عن رئيس الوزراء الاسرائيلي اثناء لقائهما قوله أن محاربة الارهاب يعتبر الأولوية الأولى ، و الأهم بالنسبة لإسرائيل، مضيفاً أن شارون اكد له أن إسرائيل وحدها مسؤولة عن أمنها، و لا توافق على ضمانات من أي مكان.

وتطرق شارون إلى خطة فك الارتباط القاضية باخلاء مستوطنات قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية في الصيف المقبل ، واعتبر أن حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ممكن فقط من خلال تنفيذ خطوة بعد خطوة لان هذه الطريقة ، تمكن من السيطرة بصورة جيدة على العملية السياسية.

واضاف انه يمكن لخريطة الطريق أن تقود الى مفاوضات أخرى بين إسرائيل و الفلسطينين شريطة أن يعمل الفلسطينيون ضد التنظيمات الإرهابية .

وقال سكرتير الناتو في تقريره "السري" لسفراء الدول الأعضاء في الحلف ان المسؤولين الإسرائيليين تتطرقوا إلى مسألة تهريب الأسلحة للفلسطينيين من مصر ، وشددوا على الحاجة للتعاون مع مصر في هذا المجال ، مشيراً إلى أن شارون ألمح إلى أن إسرائيل مستعدة للسماح للفلسطينيين ببناء ميناء في غزة ، بعد الاخلاء لكنها لن تسمح ببناء مطار ليس الان على الأقل.