نبيل شرف الدين من القاهرة: على نحو مفاجئ انتقلت قمة أفريقية بشأن إقليم دارفور السوداني كان من المقرر أن يستضيفها منتجع "شرم الشيخ" المصري، إلى العاصمة الليبية طرابلس، وقال مصدر دبلوماسي في القاهرة إن الرئيس المصري تلقى دعوة من العقيد الليبي معمر القذافي، لحضور القمة يوم الاثنين المقبل، وكان من المقرر أن تعقد هذه القمة التي تضم خمسة زعماء أفارقة، والتي جرى إرجاؤها عدة مرات من قبل في يومي 15 و16 أيار (مايو) الجاري في منتجع شرم الشيخ .
وكان سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية قد أعلن أمس أن قمة دارفور سوف تعقد في شرم الشيخ يومي 15 و16 من أيار (مايو) الحالي، بعد أن كان مقررا لها أن تعقد أثناء قمة (نيباد) غير انه تمت إتاحة الوقت لمزيد من المشاورات حتى نضمن مشاركة رؤساء الدول والحكومات وممثل المفوضية الإفريقية في موعد يلائم ارتباطات كل رؤساء الدول والحكومات، مشيراً إلى أن هذه الفترة والفترة السابقة تشهد اتصالات مكثفة يجريها الرئيس مبارك لكي يضمن نجاح القمة، بما في ذلك فصائل المعارضة في دارفور، والدول الأربع التي شاركت في القمة الخماسية التي عقدت في العاصمة الليبية طرابلس يوم 17 من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والمفوضية الإفريقية في أديس أبابا.

اتفاق طرابلس
وأعلنت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن الإدارة الأهلية لدارفور وحركتي تحرير السودان، والعدل والمساواة المتمردتين في دارفور وقعت اليوم الأربعاء في العاصمة الليبية طرابلس على اتفاق بالالتزام بوقف اطلاق النار في الاقليم، تنفيذا للاتفاقيات السابقة الموقعة بين كل من الحكومة السودانية وهاتين الحركتين المتمردتين، وأكد الموقعون على هذا الاتفاق إدانة كافة أشكال الاعتداء والسلب والنهب التي وقعت في دارفور، وتنفيذ الاتفاقيات السابقة لوقف اطلاق النار، وهي اتفاقية انجامينا، واتفاقية ادريس ابابا، وبرتوكولي أبوجا للعام نفسه.
ووقع هذا الاتفاق كل من محمد البشري ممثل حركة تحرير السودان، والسلطان سعد بحر الدين سلطان ولاية غرب دارفور، وسعيد محمود موسى ممثل الإدارة الأهلية في ولاية جنوب دارفور والملك رحمة الله محمود ممثل الإدارة الأهلية عن ولاية شمال دارفور، والمقدوم صلاح الدين محمد الفضل مندوبا عن الادارة الأهلية أيضا، وممثل عن حركة العدل والمساواة .
وينص الاتفاق الذي وقع عليه في ختام أعمال الملتقى الثالث لزعماء القبائل وممثلي حركتي التمرد تحرير جنوب السودان،والعدالة والمساواة وممثل منبر أبناء دارفور في الخارج وحضور سعيد سعد محجوب سفير السودان في طرابلس على التزام الادارة الأهلية في دارفور بممارسة دورها التاريخي في حماية الامن والاستقرار في الاقليم .
ووصف المتحدث باسم زعماء قبائل دارفور في كلمة قبيل التوقيع على هذا الاتفاق، الحوار الذي جري في طرابلس خلال الفترة من الثامن حتى الحادي عشر من أيار (مايو) الجاري لإنهاء الازمة في دارفور بأنه كان حوارا عميقا تناول الأوضاع الأمنية والانسانية والاجتماعية في دارفور واستهدف رتق النسيج الاجتماعي، واعادة التعايش السلمي بين ابناء دارفور .
كما يؤكد الاتفاق الذي أبرم اليوم التزام الإدارة الأهلية "العمد والمشايخ والنظار" وحركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة بالتعاون على فتح الطريق أمام قوافل الاغاثة الدولية وتسهيل التجارة بين كل مدن دارفور، كما تضمن الاتفاق تشكيل آلية للاتصال بين الادارة الأهلية وزعماء القبائل لضمان تنفيذ الاتفاقيات السابقة بما فيها الاتفاق الاخير وتشجيع أي مصالحات بين القبائل بغرض رأب الصدع في النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين أبناء دارفور .