أميركا تنازع الصين على صدارة قائمة الميداليات الأولمبية

فيلبسيعرض ميدالية ذهبيةفاز بها أمس في سباق 200 متر سباحة
دوجلاس هاملتون من أثينا: فاز السباح الأميركي مايكل فيلبس بميدالية ذهبية رابعة وانتزعت مواطنته كارلي باترسون ميدالية ذهبية في الجمباز لتتساوى الولايات المتحدة مع الصين في صدارة قائمة الميداليات برصيد 14 ميدالية ذهبية لكل منهما. تقدم فيلبس (19 عاما) سباق 200 متر سباحة فردي متنوع منذ بدايته الى ان أنهاه مُسجلا دقيقة واحدة و57.14 ثانية متفوقا على مواطنه ريان لوشتي صاحب المركز الثاني. وسبق ان فاز فيلبس بسباقات 200 متر متنوع و200 متر فراشة و4 في 200 تتابع.

ومع فوزه بمداليتين برونزيتين أخريين فقد يصبح فيلبس أول سباح يفوز بثماني ميداليات في دورة أولمبية واحدة وهو رقم قياسي.

وفي مسابقات الجمباز فازت باترسون (16 عاما) بذهبية كل الأجهزة لفردي السيدات لتحطم آمال الروسية المخضرمة سفيتلانا كوركينا في الفوز بثالث ميدالية ذهبية أولمبية وهي في سن الخامسة والعشرين. لكن كوركينا تركت بصمة لجيلها في المسابقة التي تهيمن عليها الفتيات صغار السن وفازت بالميدالية الفضية.

وكانت الولايات المتحدة فازت في وقت سابق بذهبيتين في السباحة لترفع رصيدها الى 13 ميدالية ذهبية وبفارق ميدالية واحدة عن الصين التي تتصدر قائمة ميداليات البطولة منذ اليوم الاول.

وفي مشهد مثير استعاد الأميركي ارون بيرسول ذهبية سباق 200 متر سباحة ظهر رجال في دورة الالعاب الأولمبية بعد الموافقة على استئناف قدمه ضد قرار استبعاد نتيجته. وكان بيرسول أول من أنهى سباق يوم الخميس مُسجلا دقيقة و54.95 ثانية.. ولكن أُلغيت نتيجته بزعم ارتكابه خطأ أثناء الدوران لقطع المسافة الأخيرة من السباق.

وأعلن فوز النمساوي ماركوس روجان بالميدالية الذهبية. وقدم الفريق الأميركي احتجاجا قبلته اللجنة المنظمة وأعلن فوز بيرسول (21 عاما) بالسباق.

هيمن بيرسول -الفائز بذهبية 100 متر ظهر يوم الاثنين- على السباق من بدايته الى أن أنهاه بفارق خمسة أمتار تقريبا عن روجان. وبعد ان حصلت على ميداليتين فضيتين في دورة اتلانتا الأولمبية عام 1996 فازت السباحة الأميركية أماندا بيرد أخيرا بالميدالية الذهبية لسباق 200 متر صدر بعد ان انتزعت الفوز من السباحة الاسترالية ليسيل جونز.

شهد السباق بداية ساخنة.. فبعد ان تقدمت السباحة الأميركية تمكنت الاسترالية صاحبة الميدالية البرونزية في سباق 100 متر صدر يوم الاثنين الماضي من التفوق وانطلقت بسرعة كبيرة لتقطع منتصف المسافة في زمن يقل 0.72 ثانية عن الرقم القياسي العالمي. لكن بيرد استعادت المقدمة بصعوبة بالغة ونجحت في إنهاء السباق لصالحها لتصبح أول أميركية تفوز بهذا السباق منذ شارون ويشمان عام 1968.

وساعد الصين على التشبث بصدارة قائمة الميداليات الاداء الرائع للرباعة ليو تشون هونج التي سجلت ثلاثة أرقام قياسية عالمية في رفع الأثقال. وأكدت ليو (19 عاما) انها واحدة من أفضل نجوم الرياضة الصاعدين عندما سجلت 122.5 كيلوجرام في رفعة الخطف لتحطم الرقم القياسي السابق البالغ 120 كيلوجراما والمسجل باسمها أيضا في بطولة العالم العام الماضي.

ثم سجلت 152.5 كيلوجرام في الرفع والنطر لتسجل رقما قياسيا جديدا. وسجلت 275 كيلوجراما في المجموع وهو رقم قياسي أيضا لتفوز بالميدالية الذهبية لوزن 69 كيلوجراما سيدات. وهذه رابع ميدالية ذهبية للصين في رفع الأثقال خلال البطولة.

وقدمت كرة الريشة ميداليتين ذهبتين أخريين للصين. فقد احتفظت جانج جون ومواطنها جاو لينج بذهبية زوجي المختلط في مسابقة كرة الريشة بعد الفوز على الزوجي البريطاني ناثان روبرتسون وجيل ايمز. وكانت جانج نينج (29 عاما) فازت بأول ميدالية ذهبية للصين في مسابقة كرة الريشة في وقت سابق يوم الخميس بعد فوزها على ميا اودينا وهي هولندية من أصل اندونيسي في النهائي.

وكان من المتوقع ان تهيمن الصين على كرة الريشة لكن اللاعب الأول على مستوى العالم لين دان خرج من الدور الأول كما خرجت اللاعبة الاولى الصينية جونج روينا من دور الثمانية. وخارج ساحة المسابقات حامت ظلال حول الدورة الأولمبية الثامنة والعشرين بسبب تهديد بوجود قنبلة وفضيحة منشطات في رياضة رفع الأثقال تسببت في إيقاف سبعة رباعين بينهم مغربية.. ولم تخل الصورة من بعض ظلال الأوضاع السياسية في الشرق الاوسط. وقال مصدر في اتحاد الجودو الدولي ان الاتحاد لن يفرض عقوبات على إيران بعد امتناع بطل العالم الإيراني اراش مير اسماعيلي عن اللعب مع خصم اسرائيلي في الدورة.

ورغم تصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين بان مير اسماعيلي تلقى تعليمات بألا يلعب مع ايهود فاكس الأحد الماضي بسبب المقاطعة السياسية الإيرانية لاسرائيل إلا ان المصدر قال ان اتحاد الجودو الدولي قبل وجود عذر طبي حقيقي لدى اسماعيلي لظهوره أثقل وزنا مما يمكن ان يتيح له لعب المباراة. ويتعارض رفض اللعب لأسباب سياسية مع المثل الأولمبية ويمكن ان يسفر عن عقوبات على الرياضي وبعثة بلاده. وقال الاتحاد الدولي لرفع الاثقال انه قرر إيقاف رباعتين أخريين بعدما سقطا في اختبارات المنشطات ليصل اجمالي عدد الذين تم إيقافهم خلال دورة الالعاب الأولمبية الى سبعة رباعين.

وقال تاماس اجان رئيس الاتحاد الدولي "يتعين على رياضة رفع الاثقال ان تتخطى الموقف الراهن ولكن علينا ان نبذل كل شيء من أجل تطهير لعبة رفع الاثقال." ومضى يقول "مشكلة المنشطات تمتد الى ما وراء رفع الأثقال ويمكن ان تتركز على بعض المدربين الأجانب الذين يتوجهون الى بلاد مختلفة من أجل إعداد متسابقين نموذجيين."

وتضم قائمة الرباعين الموقوفين وفاء عموري من المغرب. ووجه مثيرون للفوضى تحذيرا بزرع قنبلة بمقر اتحاد العاب القوى اليوناني يوم الخميس الا أنه تبين للشرطة ان القنبلة عبارة عن كيس من اللحم المفروم والمحاقن. وقام خبراء مفرقعات باخلاء مقر الاتحاد في وسط أثينا وفتشوه وأغلقوا الشوارع المحيطة بعد اتصال هاتفي من مجهول بصحيفة محلية يوجه التحذير.

وفي بيان أرسل لوكالة أثينا للانباء شبه الرسمية قدمت جماعة من مثيري الفوضى احتجاجا ضد دورة الالعاب الأولمبية قائلة ان "الرياضة التجارية التي تحقق أرقاما قياسية وأرباحا وميداليات لا يمكن إلا وأن تكون ملطخة بالمنشطات." وكانت فضيحة منشطات محتملة قد ألقت بظلالها على الاتحاد اليوناني لالعاب القوى بعد أن تغيب العداءان اليونانيان البارزان كوستاس كنتريس وكاترينا ثانو عن اختبار منشطات عشية انطلاق الأولمبياد الاسبوع الماضي. ونظمت اليونان أكبر عملية أمنية في وقت السلم في أوروبا استعدادا للأولمبياد لحماية أول دورة العاب صيفية تنظم منذ الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر ايلول منذ ثلاثة أعوام.

وكانت اليابان التي احتلت المركز الثالث في قائمة الميداليات في واحدة من أكبر المفاجآت الأولمبية حتى الآن قد نعمت يوم الخميس بمزيد من الانجازات في الجودو.

فازت نوريكو انو لتقدم لبلادها الميدالية الذهبية السادسة في الجودو وهو انجاز غير مسبوق لكن مواطنها كوسي اينوي خرج من البطوله صفر اليدين في يوم شهد اداء يابانيا متباينا في مسابقات الجودو. تغلبت انو (28 عاما) بنقطة كاملة على الصينية ليو شيا في نهائي المنافسات للوزن تحت 78 كيلو جراما لتقتنص اللقب الذي لم تستطع الوصول اليه في دورتي اتلانتا 1996 وسيدني 2000 عندما خرجت من الدور الاول.

وبهذا الفوز رفعت انو الفائزة ببطولة العالم أربع مرات رصيد اليابان من الميداليات الذهبية في الجودو في دورة اثينا الأولمبية الى ست ميداليات في انجاز لم تحققه أي دولة من قبل في المسابقات الفرديه في الجودو. لكن مواطنها كوسي اينوي أحد أعظم لاعبي الجودو في العالم خرج من المنافسات بعد هزيمته أمام الهولندي الكو فان درجست في دور ربع النهائي في الوزن تحت 100 كيلوجرام. واينوي بطل أولمبي فاز ببطولة العالم ثلاث مرات ولم يسبق له قط ان خسر مباراة في بطولة دولية منذ أول مشاركة دولية له في بطولة العالم بانجلترا عام 1999 .

ويعتبر الكثيرون اينوي أفضل لاعب جودو على مر التاريخ وهذه الهزيمة صدمة لعشاقه.

وفي حلبات الملاكمة كانت "مباراة يوم الخميس" هي المواجهة التي جمعت بين الفرنسي ويلي بلان بطل العالم مع "الدبابة" الروسي الكسندر ماليتين في وزن خفيف الوسط. ولم يفقد بلان أعصابه قط أمام الروسي وفاز بالمباراة بالنقاط 28-20 ليتقدم الى دور الثمانية. وكان ماليتين الذي رشحه كثيرون للفوز بالميدالية الذهبية بعد حصوله على اللقب الأوروبي في فبراير شباط قد بدأ المباراة بقوة وتقدم بعد اول جولتين.

ولكن الملاكم الفرنسي الذي سبق وتغلب على ماليتين في نهائي بطولة العالم العام الماضي نجح في الخروج سريعا من دائرة الخطر وشن هجوما مضادا على الروسي ليتقدم النقاط. وقال الملاكم الفرنسي "كانت مباراة صعبة بل أصعب من المرة الأخيرة لاننا كنا نعرف بعضنا البعض جيدا." وقال دومينيك ناتو مدرب الفريق الروسي "ويلي خاض مباراة حياته."

وفي وزن الوسط كافح الروسي اوليج سيتوف ليحافظ على آماله في الفوز بثلاث ميداليات أولمبية وهو أمر نادر الحدوث بعدما فاز على المصري محمد هيكل 18-17 ليصل الى دور الثمانية.