الألعاب الأوليمبية في أثينا أو في غيرها لا تخيب رجاء أحد. وربما كانت دورة اليونان الأكثر إشباعا لفضول البصّاصين الذين يمارسون رياضة من نوع خاص وهم يتاببعون منافسات الرياضات المختلفة, بدءا بألعاب القوى والسباحة, ومرورا بالجمباز وانتهاء بكل ما من شأنه أن يروض شبكات العيون ويجعلها تلتقط كل الألوان وكل القدود وكل التفاصيل الدقيقة للرياضيات الرشيقات.


جمهور كبير من متابعي دورة أثينا تروقه أكثر تلك اللحظة التي تتهادى فيها السباحات في مشيتهن نحو المسبح وهن ينزعن عنهن ثوب الحشمة قبل أن يقفن بقدودهن المذهلة يتأهبن للقفز في الماء. الكثيرون لا تعجبهم رياضة السباحة, لكن تعجبهم الظروف والملابسات المحيطة بهذه الرياضة.


جمهور مثل هذا لا يوجد في قارة بعينها أو في بلد بعينه, إنه جمهور تقتسمه كل الثقافات وكل الحضارات ومختلف الأجناس. من الممكن أن يكون جاهلا أو متعلما أو فقيرا أو مليونيرا, متزوجا أو عازبا, لكنه في كل الأحوال جمهور يستمتع بالألعاب بطريقته الخاصة, جمهور ينسى لأيام طويلة سيقان ناعومي كامبل وقدّ شاكيرا وكل القوامات الشهيرة ليتملى بطلعة رياضيات جديدات لا يمكن أن يراهن يوما في حفلات عرض الأزياء الخاصة أو على خشبات المسارح أو عروض التعري.


البصاصون الأوليمبيون جمهور كبير. جمهور من كل القارات والأجناس والعادات والثقافات. جمهور يحب ان يتأخر الحكم في إطلاق صفارة البداية في مسابقة السباحة حتى تبقى السباحات أطول وقت مكن على حافة الخشبة ينتظرن إشارة الحكم المتأخرة بينما تأكلهن العيون النهمة.


دورة أثينا قدمت للبصاصين هدايا إضافية. فالكرة الطائرة النسوية التي تجري بين أربع لاعبات تعطي الانطباع بأن هذه الرياضة لم تخلق سوى لإرضاء هذا الجمهور. لاعبات بقوام مستفز وبخرق ثوب أنيقة وتافهة بألوان حربائية تستر الضروري فقط وهن يتقافزن على الرمال في كل الوضعيات. في أحيان كثيرة يصبح من حق الزوجة في منزلها أن تنهر زوجها أو تطلب منه على الأقل تغيير القناة وترك كل ذلك الحماس من أجل فتيات تافهات. لكن الأزواج "المحترمين" يتصنعون الوقار ويزعمون دائما أن المشاركة أهم من النتيجة في المنافسات الرياضية, وأن الروح الرياضية هي التي تسود في النهاية, لكنهم لا يفصحون أبدا عن أية مشاركة يتحدثون, وما نوع الروح التي تسود في النهاية.