عبد الله الدامون من الرباط: حقق العداء المغربي هشام الكروج حلما طال انتظاره وفاز بالميدالية الذهبية في سباق مثير في مسافة 1500 متر في دورة أثينا الأوليمبية هذا يوم (الثلاثاء). وخاض الكروج سباقا غاية في الصعوبة حيث لقي منافسة شرسة من طرف الكيني بيرنارد لاغات الذي كان على وشك سرقة حلم كبير من الكروج ومن المغاربة مساء الثلاثاء. وبدأ السباق متوترا منذ البداية حيث كانت الانطلاقة خاطئة من طرف العداء الكيني وهو نادرا ما يحدث في هذه المسافة التي تكون عادة انطلاقة مريحة.

وحاول العداؤون الكينيون منذ البداية رفع إيقاع السباق من أجل الانفراد بالمقدمة وإعادة سيناريو سباق 3000 متر حواجز حين استفرد ثلاثة عدائين كينيين بالمقدمة وفازوا بالميداليات الثلاث لهذا اليوم. ولم تنطل حيلة العدائين الكينيين على هشام الكروج الذي تقدم مبكرا نحو الصفوف الأولى واستقر في الممر الرابع رغبة في الحفاظ على موقعه في المقدمة. وتقدم الكروج إلى مقدمة السباق في الدورة الأخيرة بمساعدة العداء المغربي عادل الكوش حيث قاد السباق بإيقاعه الخاص بينما ظل لاغات يطارده كظله إلى الأمتار الأخيرة من الوصول حيث تقدم العداء الكيني ببضع خطوات وكان على وشك الفوز بالسباق قبل أن يهزمه عناد الكروج الذي حقق أخيرا لقبا أوليمبيا بعدما فشل في ذلك في دورتي أتلانتا وسيدني.

وأجهش هشام الكروج بالبكاء بمجرد وصوله خط النهاية حيث سقط أرضا وهو يغطي وجهه بكلتا يديه محاولا إخفاء دموعه التي لا تخفى في مثل هذه الحالات. وبدا الكروج وهو يقبل ابنته الرضيعة "هبة" التي كانت في الملعب رفقة زوجته ثم بدأ يرقص وهو يلتف في العلم المغربي وسط تهانئ المعجبين. وأمل الكروج طويلا في الفوز بهذا اللقب الذي طال انتظاره حيث عاكسه الحظ والنفس مرتين خلال الدورتين الأولميبيتين السابقتين.

وخيمت الهزائم التي عاناها الكروج في الأسابيع الماضية في ملتقيات دولية لألعاب القوى بكلكلها على حلم الكروج الذي عانى إحباطات متوالية في المدة الأخيرة قبل أن تعيد إليه ذهبية أثينا معنوياته المفتقدة، وهي أول ميدالية ذهبية يحرزها المغرب في هذه الألعاب.