نتائج الانتخابات بوصلة السياسة المستقبلية
إقبال الناخبين في طهران أقل و في المحافظات أكثر
يوسف عزيزي من طهران :
جالت quot;إيلافquot; اليوم الجمعة من الساعة 11 صباحا و حتى الساعة الرابعة عشرة بعد الظهر بالتوقيت المحلي شوارع و أحياء طهران المختلفة لتتفقد المراكز الانتخابية المستقرة في المدارس و المساجد وللتعرف إلى مدى إقبال اهل العاصمة الايرانية على صناديق الاقتراع حيث تجري اليوم انتخابات مجلس الخبراء و المجالس البلدية و الانتخابات البرلمانية الفرعية.
ووفقا لمشاهداتنا كان اقبال الناس في طهران في المجموع اقل من المتوقع حيث ينتظر ان يتغير الوضع مساء اليوم حيث ترجح الجماهير الطهرانية عادة و كالانتخابات السابقة الحضور على صناديق الاقتراح بعد الظهر و في المساء تحديدا. غير ان مصادرنا قالت ان اقبال الجماهير الايرانية في المحافظات و المدن اوسع بكثير من العاصمة الايرانية و لذلك اسبابه المتعلقة بالمنافسات القومية و العشائرية و المحلية.
وقد بدأت إيلاف جولتها لتغطية الانتخابات في طهران من المناطق الراقية التي يسكنها عادة الاثرياء او الشرائح العليا من الطبقات الوسطى حيث زرنا مدرسة quot; باغجه بانquot; في حارة يوسف آباد - شمال طهران ndash; وشاهدنا حضورا عاديا بل و اقل من العادي
و ذلك خلافا للانتخابات الرئاسية عام 1997 و المجالس المحلية عام 1998 و التشريعية عام 2000 والتي فاز خلالها الاصلاحيون حيث كنا قد شاهدنا انذاك طوابير طويلة من الناس في هذه المدرسة كانت تصل احيانا الى خارجها.
والامر نفسه ما شاهدناه اليوم في حارات تقع وسط العاصمة مثل مدرسة الشهيد شمران في شارع آزادي، و مدرستي مفيد و مالك الاشتر في شارع جمال زاده، ومدرسة خوارزمي في شارع كاركر، القريبة من جامعة طهران.
لكن و كلما كنا نسير جنوبا حيث الاحياء الشعبية كان الاقبال الجماهيري يزداد اكثر حيث شاهدنا في مركز للتصويت في مسجد ميثم في شارع quot;باستانquot; جمعا من الناس ينتظرون التسجيل للادلاء باصواتهم.
وقد سألت احد الشباب الملتحين في هذا المسجد عن الجهة التي صوت اليها فأشار الى قائمة مؤيدي الرئيس احمدي نجاد
و المعروفة بقائمة quot; الرائحة الزكية لخدمة الناسquot; و قال انني اخترت 15 مرشحا من هذه القائمة وعلى رأسهم بروين احمدي نجاد شقيقة الرئيس محمود احمدي نجاد و مهدي شمران الرئيس السابق لمجلس بلدية طهران و شقيق وزير الدفاع الراحل مصطفى شمران.
و في مدرسة مفيد اختلست النظر على ورقة احد المصوتين حيث قال لي انه عسكري متقاعد واسمه رضا محمدي. وعندما سألته لماذا لم يوجد في ورقته للتصويت اي اسم للوجوه البارزة المحافظة او الاصلاحية قال: انني لا اعرف المرشحين و لا اتجاهاتهم السياسية ولهذا انتخبت مرشحين من قوائم مختلفة.
واضاف محمدي: انني اصوت لمعارضتي لظلم اميركا و بريطانيا و اسرائيل. حيث هذا الظلم ليس ضدنا في ايران فحسب بل و ضد العديد من الشعوب الاخرى في العالم.
وعندما اكدت له انني لست من الصحف الحكومية او مؤسسة الاذاعة و التلفزيون الرسمية و طلبت ان يكون مرتحا في الرد اعاد الجواب نفسه.
و يسأل القائمون على صناديق الاقتراع المصوتين: الى اي من المؤسسات الثلاث تنوون التصويت، مجلس الخبراء، المجلس البلدي او مرشحي الانتخابات الفرعية للبرلمان؟ و شاهدت رجلا في مركزالتصويت في مدرسة الخوارزمي يستلم ورقة التصويت المتعلقة بالمجلس البلدي فقط؛ حيث سألته بعد ذلك عن السبب وقال لي انني اقاطع مجلس الخبراء.
و ردا على سؤالي حول الجهة التي صوت لها قال: انني طالب حيث عانينا نحن الطلاب خلال العام الماضي الامرين من المتشددين حيث صوت لقائمة الائتلاف الاصلاحي لانني ابحث عن الانفراج السياسي في البلاد.
و تتمتع انتخابات المجلس البلدي في العاصمة طهران و خلافا للمحافظات و المدن الاخرى باهمية سياسية خاصة. كما و ستكون نتائج انتخابات المجالس البلدية في ايران بوصلة لمعرفة الجهة السياسية التي ستفوز مستقبلا في الانتخابات التشريعية و الرئاسية في الاعوام المقبلة.