quot;إيلافquot; تنشر محضراً سرياً لمسؤول تركي عن الزيارة:
أول ملك سعودي في أنقرة منذ 40 عاماً

خاص بـquot;إيلافquot; من لندن وأنقرة: تترقب الأوساط التركية الزيارة التي يقوم بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم الثلاثاء، كأول ملك سعودي يصل إلى

الملك عبدالله بن عبد العزيز
أنقرة منذ أربعين عاماً، باهتمام لافت، كونهم ينتظرون زيارة تختلف عن كل الزيارات إلى بلادهم نظراً إلى توقيتها الحرج للغاية، وذلك بعد أن تأجلت الزيارة الملكية إلى تركيا عدة مرّات quot;إلى حين استكمال مقوماتهاquot; كما قال مسؤولو البلدين في أحاديث سابقة مع quot;إيلافquot;.

وكانت quot;إيلافquot; أول وسيلة إعلامية تنشر خبر زيارة الملك السعودي إلى أنقرة، التي ستستمر ثلاثة أيام رفقة وفد سعودي كبير العدد، وهي النقطة التي كانت مثار تعليقات العديد من وسائل الإعلام التركية حتى ازدادت حرارتها جنباً إلى جنب مع حرارة طقس أنقرة، صاحبها أيضاً عدة ملاحظات من قبل الصحافيين هناك لذلك quot;البذخ الكبيرquot; الذي رأوه في استعدادات بلادهم لاستقبال quot;زيارة الدولةquot; التي يقوم بها الملك عبدالله. وتأتي هذه التفاعلات التركية على الرغم من عدم الإعلان الرسمي حتى اللحظة من قبل الرياض لخبر الزيارة التي يقوم بها عاهل البلاد بعد أن أمضى عامه الأول في الحكم، ذلك أنه من المعتاد خلال النشاطات الخارجية التي يقوم بها ملوك السعودية إصدار بيان من الديوان الملكي يوضح توقيت الزيارة ومدتها، وأحياناً أسبابها.

وتنشر quot;إيلافquot; في ثنايا تقريرها الحالي محضراً سرياً لمهندس السياسة الخارجية في الدولة الوزير عبدالله غول يعرض فيه عدة نقاط لتفعيل علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية لتكون بمثابة حرز إقليمي لضمان سير الأمور واستقرارها في العراق، إضافة إلى هدف إستراتيجي آخر هو ضمان توازن القوى في المنطقة، في إشارة إلى تعديل كفة الموازين مع إيران دون أن يسميها.

ويشير التقرير، الذي كان خلاصة اجتماع مغلق وكان غول متحدثه الأول في مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر غرب السعودية، إلى أنه ورئيس وزراء بلاده رجب طيب أردوغان في أشد الحماس لتعميق العلاقات مع المملكة، وأن عدم الاهتمام بملف علاقات البلدين سيكون بمثابة quot;ضياع فرصة تاريخيةquot; على حد تعبيره.

و بعد وصول حزب العدالة والتنمية للحكم، وهو ذات التوجهات الإسلامية بقيادة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي يتحكم حزبه بأغلبية برلمانية منذ فوزه بالانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) 2002م، تحسنت العلاقات السعودية التركية بشكل مفاجئ، وزار رئيس الوزراء التركي السابق عبدالله غول المملكة كرئيس وزراء ثم كوزير خارجية (أكثر من مرة) وكذلك رئيس الوزراء الحالي لتركيا.

وللدلالة على اهتمام قيادة حزب العدالة والتنمية بالعلاقات مع المملكة فإن عبدالله غول وزير خارجية تركيا رأى أهمية التعاون والتنسيق الاستراتيجي الكبير بين المملكة وتركيا على المستوى السياسي وأنه في حالة عدم استغلال الملف لهذه المرحلة سوف يكون هناك quot;ضياع فرصة تاريخية لن تتكررquot;.

وكما أشارت معلومات quot;إيلافquot; الحصرية إلى أنه هو ورئيس الوزراء (رجب طيب اردوغان ) متفقان تجاه ضرورة تعزيز العلاقات مع المملكة لأنهم من الأصدقاء للمملكة ويرغبون في دعم تنسيق المواقف مع المملكة مذكرا بموقف تركيا الداعم للمملكة في انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية .

وفي حديثه يؤكد أن أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) والغزو الأميركي للعراق والخطط التي quot;تحاك ضد الإسلام والمسلمينquot; أبرزت أهمية التنسيق السعودي التركي بشأن المنطقة بشكل عام، والعراق بشكل خاص، ولأبعاد استراتيجية وأبعاد توازن القوى في المنطقة، مشيرا إلى أن التقارب السعودي التركي على المستوى السياسي سوف يخلق quot;وضعا استراتيجياً جديدا في الشرق الأوسط لمصلحة البلدين ولإبقاء توازن القوى في العراقquot;.

ويؤكد وزير الخارجية التركي أن هناك دولا عربية وإقليمية وقوى دولية مرتاحة لحالة البرود وعدم التنسيق بين المملكة وتركيا، لأن حدوث ذلك سيؤدي إلى تعزيز موقف المملكة وتركيا بشكل لا يمكن تصوره.

وقال كذلك إنه يشعر ببرود المواقف السياسية السعودية تجاه تركيا، وإنه ينتظر بفارغ الصبر زيارة الملك عبدلله وأن quot;الوقت الذي يضيع اليوم بعدم التنسيق والتعاون هو ضياع وخسارة للدولتينquot;.

وكما نقل محضر الاجتماع السري الذي تنفرد quot;إيلافquot; بنشره فقد ذكر غول أنه من المفارقة أن حزب العدالة والتنمية يعتبر داخل المعادلة السياسية في تركيا quot;محسوباً على المملكةquot; بغض النظر عن مواقف المملكة تجاهه.

و يؤكد أن رجب أردوغان رئيس الوزراء الحالي هو المرشح الأكثر حظاً والأوفر نجاحاً للوصول لرئاسة الجمهورية في الانتخابات 16/5/2007م وانه في حال حصول ذلك سيكون عبدالله غول رئيس وزراء تركيا القادم وسيكون احمد دوود اوغلو، مهندس السياسة الخارجية، ومستشار رئيس الوزراء الحالي وزيراً للخارجية.

و في حالة الجمع بين رئاسة الجمهورية والوزراء والبرلمان من قبل قادة حزب العدالة والتنمية فستحدث quot;فرصة تاريخية يجب استغلالها من المملكة لتعويض سنوات من شبه البرود في العلاقات السياسية بين البلدينquot; على حد قوله .