بعد اتهامهم من قبل جماعة الحوثي بخدمة الصهيونية
صالح يأمر بنقل 45 يهودياً إلى صنعاء وصرف رواتب لهم

جدل قانوني حول مثول علي عبد الله صالح أمام المحكمة

اللجنة الدستورية تطالب برفع الحصانة عن الحوثي لتقديمه للمحاكمة

محمد الخامري من صنعاء: علمت إيلاف من مصادر مطلعة أن الرئيس علي عبدالله صالح وجه اليوم بنقل (7) اسر يهودية تضم 45 فرداً وهم الذين تم تهجيرهم من قبيلتهم بمحافظة صعده على يد أتباع الحوثي إلى العاصمة صنعاء على متن طائرة خاصة ، وتسكينهم في شقق المدينة السياحية التابعة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية بالقرب من السفارة الأميركية بصنعاء.

وأضافت المصادر أن الرئيس صالح وجه بصرف مبالغ مالية quot;شهريةquot; لتلك الأسر quot;من آل سالم بمحافظة صعدهquot; كتعويض عما لحق بهم من أضرار وخسائر مادية ومعنوية جراء تهجيرهم من منازلهم ، وحتى يتم تأمين إعادتهم إلى منطقتهم.

وكان أنصار الحوثي quot;تنظيم الشباب المؤمنquot; قاموا منتصف كانون الثاني quot;ينايرquot; الماضي بطرد (7) اسر يهودية تضم (45) فرداً من مساكنهم بمنطقة الحيد وغرير بآل سالم مديرية كتاف بمحافظة صعده بعد اتهامها بنشر الرذيلة في المنطقة.

وقال مصدر من اليهود اليمنيين النازحين إلى مدينة صعده أنهم تلقوا بلاغاً خطياً من أنصار الحوثي يطلب منهم الرحيل فوراً ، ويحذرهم من تجاهل هذا البلاغ الذي حددوه بـ10 أيام فقط وأنهم إن وجدوا واحدا منهم بالمنطقة بعد انقضاء المدة فإنهم سيندمون جميعاً.

عائلة من يهود اليمن
وكانت الرسالة التي تلقاها اليهود من أنصار الحوثي quot;حصلت إيلاف على نسخة منهاquot; أكدت أنه بعد المتابعة والمراقبة الدقيقة لتلك quot;العائلاتquot; ظهر جلياً في الأيام الأخيرة قيامهم بأعمال تخدم الصهيونية التي تسعى جاهدة لإفساد الناس وتجريدهم عن مبادئهم وقيمهم وأخلاقهم وبث الرذيلة .. وديننا الإسلامي يأمرنا بمحاربة المفسدين ونفيهم من الأرض ، وأكدت الرسالة على أن الإفساد هو دين اليهود وليس غريباً في حقهم فتاريخهم وحاضرهم يشهد بذلك.

وكانت قضية اليهود اليمنيين القاطنين ديار آل سالم بمحافظة صعده quot;شمال اليمنquot; الذين تعرضوا للتهديد من قبل تنظيم الشباب المؤمن التابع للحوثي أثارت ردود فعل غير عربية كان أولها ما صدر عن الخارجية الإسرائيلية التي قالت أن إسرائيل تنظر بجدية إلى معلومات تتحدث عن تهديدات تستهدف الأقلية اليهودية في اليمن ، وهي التصريحات التي رفضتها الحكومة اليمنية على لسان مصدر دبلوماسي رفيع في الخارجية اليمنية الذي قلل من شأن تلك التصريحات ، مؤكداً أن أبناء الطائفة اليهودية هم مواطنون يمنيون وحمايتهم ضمن القانون والدستور اليمني وليس من خارج البلد.

وأضاف المصدر الدبلوماسي اليمني أن الحكومة اليمنية لا تفرط بحقوق اليهود اليمنيين وهم يمارسون حياتهم وطقوسهم الدينية بحرية مطلقة ولديهم المعابد والمدارس العبرية التي يدرس فيها أبناؤهم كما أن الحكومة قدمت ولا تزال تقدم لهم كل التسهيلات والاحتياجات لأبناء اليهود , وهم يعيشون سوياً بوئام ومحبة مع باقي أبناء الوطن.

وكانت الحكومة الإسرائيلية أعربت على لسان المتحدث الرسمي لخارجيتها عن قلقها بشأن سلامة الجالية اليهودية في اليمن.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن إسرائيل بدأت بإجراء الاتصالات اللازمة مع الجهات الدولية, مشيرة إلى أنها تمكنت من الحديث مع إحدى نساء اليهود في اليمن بواسطة قريب لها يقيم في إسرائيل , وقالت تلك المرأة إنه يوم الجمعة قبل الماضي تلقوا رسائل من تنظيمات إسلاميه تخبرهم فيها بضرورة الخروج من منازلهم فورا والرحيل عنها وإلا فإنهم سيقتلونهم ويقتلون أولادهم وبناتهم فرحلوا عن منازلهم حيث يقيمون في فنادق بمدينة صعده في حماية الحكومة اليمنية.

أما اللوبي اليهودي الأميركي فقد تحرك من جانبه حيث طالب رئيس اللجنة الفرعية حول الشرق الأوسط بمجلس النواب الأميركي الرئيس علي عبدالله صالح بتعهد علني يلتزم فيه بحماية الجالية اليهودية في اليمن.

وأضاف النائب الأميركي غاري اكيرمان وهو عضو في الحزب الديمقراطي ونائب عن مدينة نيويورك خلال محادثاته مع وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي آنذاك أن quot;تعهداً أكثر حزماً من الرئيس علي عبدالله صالح تجاه حماية الجالية اليهودية اليمنية من شأنه أن يطمئن يهود اليمن والأسرة الدولية على السواء.

وقال اكيرمان الذي يعد من المخضرمين في الكونجرس الأميركي وأعيد انتخابه 12 مرة وهو عضو قديم في لجنة العلاقات الدولية في الكونجرس ويشرف على منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا ، كما يلعب دورا مهماً في توجيه اهتمام الحكومة الأميركية إلى قضايا معينة حول العالم ، قال أن quot;الحكومة نددت بالتهديدات التي وجهت إلى يهود صعده وتحملت مسؤوليتها لتأمين الأمن لجميع اليمنيين ولكن التجربة الحقيقية ستكون متابعتها وما سيقوم به المسؤول المحلي وكذلك المشايخ المحليينquot;.