محمد الخامري من صنعاء: في تصعيد جديد وتجدد للاتهامات بين المعارضة اليمنية ممثلة باللقاء المشترك الذي يضم اكبر أحزاب المعارضة على الساحة quot;تجمع الإصلاح الإسلامي والاشتراكي والبعث والناصري والحق واتحاد القوى الشعبيةquot; من جهة وبين المؤتمر الشعبي العام quot;الحاكمquot; من جهة ثانية ، وكانت أسباب تجدد تلك الاتهامات والبيانات والتصريحات الصحافية المتبادلة هي تطورات الأحداث الجارية في محافظة صعدة quot;شمال اليمنquot; ، حيث أصدرت أحزاب المشترك بياناً أكدت فيه رفضها وإدانتها لاستخدام القضايا الأمنية كورقة سياسية من قبل الحاكم ، داعية إلى معالجة الأضرار الناجمة عن كل الصراعات السياسية واحترام حقوق المواطنة وقواعد العيش المشترك.

وعبرت أحزاب اللقاء المشترك في بيانها عن قلقها البالغ من تجدد المواجهات المسلحة والتداعيات الخطيرة الناتجة عن سفك الدماء وتزايد أعداد الضحايا من قتلى وجرحى من أبناء الوطن عسكريين ومدنيين وما يرافق ذلك من تدمير للممتلكات العامة والخاصة والإضرار البالغ بالاقتصاد الوطني بالإضافة إلى إساءة سمعة اليمن الإقليمية ، معلنة عن إدانتها لتجدد المواجهات العسكرية ورفضها لأسلوب المعالجات العسكرية للقضايا ذات الطابع الوطني والخلاف السياسي، مجددة التأكيد على أن الخيار السلمي الديمقراطي هو السبيل الوحيد للتعبير عن المطالب السياسية والاجتماعية والآراء والأفكار.

وأعلنت أحزاب المعارضة اليمنية استعدادها الكامل للمشاركة الفاعلة في أي إطار أو جهد وطني جاد وصادق لوقف الحرب وتداعياتها المؤسفة وإنجاح المعالجات النهائية بمختلف الوسائل السلمية والديمقراطية، داعية مجلس النواب إلى القيام بواجبه وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الأحداث وتقصي الحقائق وإعلان النتائج التي يتوصل إليها الرأي العام، كما دعت الحكومة والأجهزة المختصة إلى استنفاد كافة الإجراءات القانونية والقضائية اللازمة في معالجتها للقضايا الأمنية.

من جانبه انتقد قيادي مؤتمري الموقف الذي وصفه باللا مسؤول الذي أعلنته أحزاب اللقاء المشترك حيال تطورات أحداث التمرد وأعمال الإرهاب في محافظة صعده ، مستغرباً من التناقض الذي تضمنه البيان الصادر ، معتبراً أنه كشف أن أحزاب المشترك تعيش خارج المجتمع وتحجب نفسها عن الأحداث.

وقال الشيخ ياسر العواضي عضو اللجنة العامة للمؤتمر الحاكم ونائب رئيس كتلته البرلمانية إن المغالطات التي تدعيها أحزاب المشترك حول الأحداث الأخيرة في صعده وحجب الحقائق عن المجتمع لا يصدقها أحد فالمجتمع ممثلاً بمؤسساته الرسمية سواء بمجلس النواب الذي فوض الحكومة ويوجد لدى معظم هذه الأحزاب كتل فيه أو مجلس الشورى الذي يحوي أغلب قيادات المشترك ، مشيراً إلى أن الأخير وجه دعوة لأحزاب المشترك لإطلاعهم على تفاصيل التطورات في صعده إلا أنهم رفضوا الحضور ، وبالتالي هم من يحجبون على أنفسهم المعلومات والأحداث وليست الأحداث هي التي يتم حجبها عنهم.

وأضاف العواضي في تعليقه على البيان المشترك ما أشبه الليلة بالبارحة ، منوهاً إلى أن هذا البيان يذَكر بمواقف وبيانات بعض هذه الأحزاب أثناء محاولة الانفصال في صيف 1994م ، مؤكداً أن الحقد لدى أحزاب المشترك أعمى بصائرهم وجعلهم متذبذبين في مواقفهم من كل القضايا الوطنية.

وانتقد العواضي تصوير أحزاب المشترك ما يجري في صعده وكأنه اختلاف سياسي ، متسائلاً متى كانت قضية الحوثي قضية اختلاف سياسي إلا إذا كانوا هم في المشترك يقفون وراءها ، لأن حركة التمرد الحوثية ليست قوى سياسية كما أنها ليست حزبا سياسيا ، مكرراً استغرابه لحديث تلك الأحزاب عن الالتزامات والاستحقاقات الوطنية.
وأكد القيادي في الحزب الحاكم في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للحزب أن الحفاظ على الأمن والاستقرار جزء من الالتزامات والاستحقاقات التي يجب على الحكومة اتخاذها لمواجهة الخارجين عن القانون ، مشيراً إلى أن إجراءات السلطة تجاه ما يجري من تمرد يعد من صميم الدستور والقانون حيث إن الحكومة مخولة بذلك والتعاطي مع مثل هذه القضايا التي تضر بالوطن.

إلى ذلك أفادت مصادر محلية بمحافظة صعده أن المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي استمرت أمس في عدد من جبال منطقة الطلح والمناطق الواقعة في الشمال الغربي منها ، مشيرة إلى أن تلك المواجهات أسفرت عن استشهاد ضابط وجنديين وجرح ثلاثة جنود آخرين، كما أسفرت عن سقوط عدد كبير من أتباع الحوثي بين قتيل وجريح لم تتمكن المصادر من حصرهم نظراً لكثرتهم وتفرقهم في أكثر من مكان.