محمد الخامري من صنعاء: بعد ساعات قليلة من تكليف مجلس النواب للحكومة بحل قضية صعده بالطريقة التي تراها مناسبة وطلب البرلماني يحيى الحوثي المقيم حالياً في ألمانيا عبر الانتربول الدولي ، فوجئ سكان محافظة صعده باستثناء المدينة بانقطاع كافة الاتصالات السلكية واللاسلكية عنهم وخروجهم عن نطاق التغطية تماماً في حدث اعتبره بعض المتابعين لأحداث التمرد الشيعي في صعده مقدمة لضربة عسكرية خاطفة تنهي التمرد الذي بدأ منذ حزيران quot;يونيوquot; العام 2004م ويتجدد باستمرار منذ ذلك الحين.

مصادر سياسية قالت لإيلاف أن الحسم العسكري الذي من المتوقع البدء به خلال الأيام القليلة القادمة جاء على خلفية الدعم الإقليمي لمجموعة الحوثي من الجماهيرية الليبية لزعزعة امن المملكة العربية السعودية ومن إيران لإلهاء العالم عن برنامجها النووي والتهديد بأذرعها التخريبية التي تعتبر الحوثي احدها ، وبالتالي فان الحكومة اليمنية ترى في هذه الحركة أداة لزعزعة الأمن في المنطقة برمتها من خلال توتير العلاقات بين اليمن والسعودية.
إيلاف حاولت الاتصال بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لمعرفة أسباب قطع الخدمات الهاتفية عن المحافظة إلا أن مسؤولاً رفض الكشف عن هويته أجاب بأنه لا يعرف شيئاً عن الموضوع إلا انه قال قد يكون بتوجيهات عليا لما فيه مصلحة البلاد وبما يُعزز الأمن القومي لليمن quot;حد قولهquot;.

وكان مجلس الدفاع الوطني ناقش في اجتماعه المشترك مع اللجنة الأمنية العليا برئاسة الرئيس على عبدالله صالح أمس ، ناقش إعادة النظر في علاقة اليمن مع بعض الدول التي اتهمها بالتدخل في الشأن اليمني من خلال دعم التمرد الذي يقوده الحوثي بمحافظة صعده quot;شمال اليمن على الحدود السعوديةquot; ، ورغم عدم الإفصاح رسمياً عن تلك الدول إلا أن تسريبات صحافية وبعض المقالات والأخبار التي تنشر في بعض وسائل الإعلام شبه الرسمية تؤكد أنها ليبيا وإيران.

من جهة ثانية قالت مصادر إعلامية عسكرية عن مطالبات حكومية بإجراءات ضد لجنة الوساطة بين الحكومة وأتباع الحوثي بناء على التقرير الذي أصدرته مؤخراً والذي لاقى استياء كبيرا لدى الجانب الحكومي.وقال الخبر الذي بثه موقع وزارة الدفاع الإخباري أن مجلس النواب طالب في جلسته أمس الحكومة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد العناصر التي تدعي أنها لجنة الوساطة في أحداث الفتنه في محافظة صعده ، مشيراً إلى أن المطالبة الحكومية باتخاذ إجراءات ضد اللجنة جاءت بعدما تبين أن تلك العناصر تمثل جزءاً لا يتجزأ من العناصر الإرهابية التابعة للحوثي.

وكانت اليمن طالبت الانتربول الدولي بتسليم البرلماني يحيى بدر الدين الحوثي النائب في كتلة المؤتمر الشعبي العام quot;الحاكمquot; وشقيق حسين بدر الدين الحوثي الذي قاد المواجهات الأولى مع الدولة عام 94م.ووفقاً للمصادر الرسمية فان اليمن سلمت الانتربول الدولي مذكرة رسمية تطالب فيها تسليمها يحيى بدر الدين الحوثي المقيم حاليا في ألمانيا لاضطلاعه وتورطه في أحداث صعده وقتله العديد من المواطنين ومن أفراد وضباط أبناء القوات المسلحة والأمن.