فرضية تنحيته عن منصبه تتغلب على احتمال مرضه
رئيس وزراء اليمن في لندن: قراءة في غموض الزيارة

محمد الخامري من صنعاء : في الوقت الذي كان من المنتظر عودته إلى العاصمة صنعاء عقب اختتام زيارته الرسمية إلى سوريا والتي ترأس خلالها اجتماعات اللجنة العليا السورية اليمنية مع نظيره السوري المهندس محمد ناجي عطري ، إلا أن رئيس الوزراء عبدالقادر عبدالرحمن باجمّال فضل الاتجاه صوب عاصمة الضباب لندن دون الإعلان عن ذلك في وسائل الإعلام الرسمية ، الأمر الذي رسم العديد من علامات الاستفهام حول هذا القرار المفاجئ.

مراقبون قالوا لـquot;إيلافquot; إنه يمكن اعتبار الزيارة شخصية لكن والحال بعد اجتماعات رسمية في دمشق وانعقاد مجلس الوزراء ودون وجود النائب الوحيد لرئيس الوزراء الدكتور رشاد محمد العليمي الذي كان في تونس ، فإن هناك العديد من علامات الاستفهام التي يمكن أن تقرأ وإن بطريقة مغلوطة نظراً لعدم وجود أي تصريحات أو تصحيحات من قبل الجهات الرسمية ، مشيرين إلى الحملة الإعلامية التي شنتها وسائل الإعلام اليمنية المعارضة منها والرسمية والتي أجمعت على إزاحة باجمّال من رئاسة الحكومة وتكهنت بالعديد من الأسماء الأخرى قد تكون سبباً رئيساً في تلك الزيارة المفاجئة إلى العاصمة البريطانية لندن.

وقالوا إن هذه القراءة يمكن أن تكون معقولة وقريبة إلى المنطق السياسي في إطار التسريبات الإعلامية التي قالت إن الرئيس علي عبدالله صالح أجّل الإعلان عن التشكيل الحكومي الجديد إلى شباط quot;فبرايرquot; الجاري ، وبالتالي فإن رئيس الوزراء باجمّال فضل أن يتم الإعلان عن إزاحته من رئاسة الحكومة وهو خارج اليمن تحاشيا لأي مواقف أو احتكاكات تضعه في وضع محرج مع المعارضة التي انتقدت أداء حكومته كثيراً وأساءت إليه كما قال الأمين العام المساعد للإصلاح عبد الوهاب الآنسي quot;إن الأصل في التغيير الحكومي هو إما إزاحة الموجودين لان هناك من هو أفضل منهم وأكفأ أو تغييرهم لأنهم في أنفسهم فاشلون وغير صالحين وبالتالي هم مدانون ويحالون إلى المساءلةquot;.
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد سالم الصرمي في حديثه لإيلاف إن القرار المفاجئ لرئيس الوزراء باجمّال الذي كان منتظراً عودته إلى اليمن لترؤس جلسة الحكومة في محافظة إب quot;110 كلم جنوب العاصمة صنعاءquot; ،لإضفاء نوع من الأهمية للمحافظة كونها ستكون المحطة القادمة للاحتفال بعيد الوحدة الـ17 وهو التقليد الذي أرساه الرئيس صالح بجعل الاحتفالات بالوحدة دورية في المحافظات، كان مفاجئاً وغير متوقع خصوصاً مع تجدد المواجهات الدامية بين الدولة وأتباع الحوثي في محافظة صعده وبالتالي فان هناك العديد من التفسيرات ستطرح للزيارة.
وأضاف الصرمي أن هذه الزيارة أعادت إلى الأذهان قيام باجمّال عقب إقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية وما اسمي شعبياً بالجرعة الرابعة والأخيرة ضمن برنامج الإصلاح الشامل الذي نفذته اليمن منذ العام 1995 والتي كانت آخرها في تموز quot;يوليوquot; 2005 والتظاهرات التي نتجت جراءها بأخذ إجازة مفاجئة والسفر إلى الخارج رغم القرار الرئاسي الذي صدر آنذاك وقضى بمنع سفر مسؤولي الدولة لقضاء إجازاتهم في الخارج كدلالة على إظهار تقشف الدولة حينها ، وهو ما عده مراقبون إعلاناً صريحاُ من باجمّال عن عدم رضاه عن تحميله فشل السياسات الاقتصادية التي لا يتحملها وحده خصوصاً بعد أن هتفت التظاهرات مطالبة باستقالته من الحكومة.

إلى ذلك قالت مصادر إعلامية عربية في لندن إن رئيس الوزراء عبد القادر باجمّال وصل إلى لندن بصورة مستعجلة لتلقي العلاج في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية ، مشيرة إلى أن باجمّال شوهد وهو يدخل مستشفى quot;كروملquot; برفقة الدكتور نعمان وهو طبيب يمني مرافق له كان حاملا أشعة وتوجه إلى غرفة لأخصائي عراقي معروف هو الدكتور رائد شاكر أخصائي الأوعية الدموية والقلب .وأكدت مصادر quot;عرب برسquot; أن باجمّال بدا عليه التعب ولم يكن بصورة طبيعية عند دخوله إلى المستشفى ، وكان يرتدي ملابس عادية ومعطفا أسود وبدون أي مظاهر لمرافقين أمنيين او مساعدين شخصيين تدل أن المريض هو رئيس وزراء كما تعودوا ذلك في الداخل .

وقالت المصادر إن باجمّال قد تمت إحالته من أخصائي بريطاني إلى الأخصائي العراقي رائد شاكر بعد 10 دقائق من دخوله المستشفى ، وأن الدكتور نعمان المرافق لرئيس الوزراء كان يتحدث نيابة عن باجمّال في المستشفى مما يوحي أن هناك أزمة صحية حادة ربما منعت رئيس الوزراء من الحديث.