قصة المفاوضات الأمنية وهل ضللت حماس مصر
الجندي الإسرائيلي شاليت في منزل مفخخ بغزة

نبيل شرف الدين من القاهرة: بعد أيام يكمل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت شهره التاسع مخفياً في مكان ما داخل قطاع غزة، بعد أن نجحت ثلاثة فصائل فلسطينية في اختطافه أثناء عملية أطلق عليها quot;الوهم المتبددquot; نفذتها ضد مواقع عسكرية إسرائيلية شرق مدينة رفح في الخامس والعشرين من حزيران (يونيو) الماضي.

وعلمت (إيلاف) من مصادر حسنة الاطلاع على هذا الملف الأمني، أن نشطاء من (حماس) يحتفظون بالجندي الإسرائيلي في quot;منزل مفخخquot; إن صح هذا التعبير، وأشارت ذات المصادر إلى أن سياسيين من حركتي فتح وحماس، ومسؤولين أمنيين مصريين وإسرائيليين يعرفون تفاصيل كثيرة بشأن مكان وجود الجندي المختطف، غير أنهم أيضاً يدركون جيداً أن أي محاولة لتحرير الجندي تعني قتله، كون المنزل محاصراً بمواد ناسفة، ولا سبيل للتعامل معها بوسائل القوة والتدخل العسكري .

وتحدثت المصادر عما أسمته quot;محاولة تضليلquot;، قامت بها حماس في أثناء تفاوضها مع الفريق الأمني المصري المقيم بصفة مستمرة في غزة، إذ زودوا هذا الفريق الذي يرأسه وكيل جهاز المخابرات المصرية بمعلومات مضللة، ووضعوا القاهرة في حرج لدى وساطتها مع إسرائيل، التي كشفت الأمر للمصريين، مما أثار حفيظة القاهرة .

الفصائل الثلاثة

ومنذ اختطافه نشطت عدة وساطات تأتي في صدارتها تلك الوساطة التي تقوم بها مصر ولا تزال مستمرة، رغم الأجواء السلبية التي تخيم على العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية حالياً، إثر الكشف عن قتل أسرى مصريين خلال حرب 1967في فيلم وثائقي، لكن يظل ملف quot;شاليتquot; حاضراً على أجندة أي محادثات أو اتصالات تتعلق بالشأن الفلسطيني.

ونجحت الفصائل الفلسطينية الثلاثة التي تحتجز الجندي شاليت وهي: كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، وألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، وجيش الاسلام، وخلافاً لكل التوقعات فقد احتفظت بالجندي على مدار الشهور التسعة الماضية في مكان آمن بقطاع غزة ذي المساحة الجغرافية الضيقة والكثافة السكانية العالية.

وقال مسؤول رفيع في حركة (فتح) الفلسطينية إن الخلاف بين حالياً بين إسرائيل وحركة حماس بشأن إتمام صفقة تبادل الأسرى وإطلاق سراح الجندي شاليت ينصب على الأسماء التي يفترض أن تفرج عنهم إسرائيل خلال عملية التبادل، موضحا إن إسرائيل تتحفظ على الأسماء بما يمثل خلافا جوهريا، خاصة هؤلاء الذين تتهمهم بأنهم قتلوا إسرائيليين وتستبعد إطلاقهم تحت أي ظروف.

ونفى المصدر الفلسطيني أن تكون لدى حركة فتح أي معلومات بشأن الأنباء حول الاتصالات المتعلقة بإجراء صفقة التبادل بسبب تحفظ حركة حماس على المعلومات والتي يرجح منها القليل فقط، لافتا إلى أن أكثر من 11 ألف فلسطيني لا يزالون معتقلين في السجون الإسرائيلية في ظروف بالغة القسوة.

ووفقاً لتقارير وزارة شؤون الأسرى الفلسطينيين، فإن هناك نحو عشرة آلاف وخمسمائة فلسطيني يقبعون حالياً في سجون الإسرائيلية، موزعين على نحو ثلاثين سجنا، منهم 8941 من سكان الضفة الغربية، و832 من سكان القطاع، و528 من القدس، و147 معتقلاً من فلسطينيي الداخل، و52 معتقلاً عربياً.