محطات أوسطية لبنانية إيرانية في جولة خادم الحرمين
الملك عبد الله يبدأ زياراته إلى فرنسا وإسبانيا وبولندا
سلطان القحطاني من باريس: أعلنت مصادر سعودية وثيقة الإطلاع في حديث مع quot;إيلافquot;، أن عاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز في طريقه إلى بدء زيارات رسمية، منتصف الشهر الحالي، تقوده إلى كل من فرنسا، وإسبانيا، وبولندا، في إطار جولة أوروبية هي الثانية من نوعها منذ توليه زمام حكم المملكة النفطية في أوائل آب (أغسطس) 2005. الملك عبدالله وتشيني خلال زيارة الأخير الى الرياض
وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن هذه الجولة الأوروبية سوف تبدأ في الثامن عشر من شهر حزيران (يونيو) الحالي بالمحطة الإسبانية تلبية لدعوة رسمية من قبل الملك خوان كارلوس، حيث يقضي الملك عبد الله ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات يغلب عليها الطابع الاقتصادي مع بلد طالما إشتهر بعلاقته الطبية مع الرياض.
وتشهد العلاقات السعودية الاسبانية تطورًا لافتًا خصوصًا في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، حيث اتفق البلدان قبل عدة أشهر على انشاء صندوق مشترك تبلغ قيمته 5 مليارات من الدولارات، إضافة إلى أن أسبانيا أحد أبرز داعمي الحكومة السعودية خلال مفاوضاتها المضنية مع منظمة التجارة العالمية.
وتدعم الحكومة الإسبانية توجه المملكة الرامي إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن تنسيق سياسي شديد الفعالية في ما يتعلق بتحرك البلدين داخل quot;أزمة الأزماتquot; قضية السلام في الشرق الأوسط.
وبعد هذه المحطة الاسبانية، يمضي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى باريس، التي سبقه إليها أمير قطر، في الواحد والعشرين من الشهر الحالي، مجرياً لقاءً هو الأول من نوعه مع الرئيس الفرنسي الجديد نيكولاس ساركوزي الذي تولى مهام منصبه كرئيس للجمهورية الخامسة قبل أسابيع.
وكانت quot;إيلافquot; تعلم أن توقيت الزيارة الباريسية قد قدر له أن يكون في نهاية موسم الصيف الحالي، غير أن quot;حرارة الملف اللبنانيquot;، وفق مصدر مطلع، أسهمت إلى حد كبير في تسريع موعده، وذلك في إطار رؤية مشتركة بين الرياض وباريس حول وجوب إنهاء ملف الأزمة التي تتصاعد فصولاً منذ عملية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.
ولم تشأ المصادر، التي كانت تتحدث من الرياض، إلقاء الضوء بشكل أكبر على بقية الملفات التي سيناقشها الزعيمان على طاولة المباحثات بينهما خلال الزيارة التي تمتد فترة ثلاثة أيام لا أكثر.
إلا أن الملف سريع الاشتعال والساخن هو الملف اللبناني بعد أن لاحت في الأفق طبخة مؤتمر باريس المتمتع بمباركة سعودية قوية مع عين رضى إيرانية قد يؤدي هذا المؤتمر، وفق مصادر quot;إيلافquot; في باريس وبيروت، إلى الخروج بصيغة توفيقية توسع الحكومة اللبنانية دون أن تخلّ في رئاستها وفي مقام رئيسها السني، وفي الوقت نفسه تشرع في الاتفاق على انتخاب رئيس جديد ربما كان قائد الجيش ميشال سليمان.
وتقول مصادر quot;إيلافquot; إن فرنسا والسعودية معًا، ربما نجحتا في إزالة الفيتو الذي يضعه المسيحيون قبل المسلمون حول شخصية رئيس الجمهورية الذين لا يريدونه أن يكون عسكريًا بعد أن عانوا الأمرين من حكم قادة الجيش، وكان أسوأ مثال لهم الرئيس المدعوم من سوريا اميل لحود، في وقت أصبح ميشال عون على مقربة من الشعور بأن لا أحد يريد انتخابه بما فيهم حلفاؤه من حزب الله الذين يلعبون به كورقة فقط.
وفي السياق عينه، فإن الشيعة يشهدون تغيرًا نوعيًا بالجنوح نحو الموقف الإيراني الذي يرى أن لا مصلحة له من تخريب الوضع اللبناني في وقت هو في حاجة إلى صياغة ملفاته النووية والعراقية، وقد سبق للإيرانيين أن قالوا صراحة لمسؤولين خليجيين إن اهتماماتهم الرئيسة هي في العراق والخليج، أما الجبهة اللبنانية والسورية فهي أوراق مساومة.
تبقى الملفات الأخرى التي يناقشها العاهل السعودي مثل الملف الإيراني النووي والتهديدات التي تنظر إليها العاصمتان بجدية حول ضرب المنشآت النفطية في الخليج والعلاقات السعودية الفرنسية ، خاصة إذا علمنا أن الرئيس ساركوزي قد حصل على شبه تفويض شعبي سواء من خلال فوزه بالرئاسة أو الانتخابات التشريعية.
وفي quot;فرنسا ساركوزيquot; الباحثة عن تحول جديد، قد يلمح الملك الزائر ظلال صديقه الكبير، النازل من أعلى سلم عرش الجمهورية التي حكمها لسنوات، الرئيس السابق جاك شيراك، الذي لم تستبعد مصادر متطابقة أن يعقد معه لقاءً غير رسمي بعيدًا عن صخب وسائل الإعلام.
ووفقًا لجدول الزيارة الذي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه، فإن المحطة الأخيرة للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يتم عامه الثاني في الحكم، في جولته الأوروبية هي بولندا الموعودة بهذه الزيارة منذ العام الماضي، لكن ترتيبات شكلية حالت دون اتمامها، ليتقرر لها موعد جديد هو الرابع والعشرين من شهر حزيران/يونيو الحالي لمدة يومين.
وحتى هذه اللحظة لم يتم الجزم رسميًا حول ما إذا كان الملك عبد الله قد يزور مصر بعد رواج معلومات حول وجود quot;أزمة صامتةquot; بين البلدين، لكن مصادر quot;إيلافquot; تشير إلى أن هذا اللقاء الثنائي بات في quot;حكم المؤكدquot;.
التعليقات