quot;إيلافquot; تستطلع أوضاع فئات اللاجئين العراقيين في تركيا
عاملون بمهن متدنية وذائبون في المجتمع ومتوجهون إلى بلد ثالث
كتب-أسامة مهدي: تختلف أوضاع اللاجئين العراقيين في تركيا البالغ عددهم حوالى 20 ألفا بحسب قومياتهم وأديانهم وفيما يندمج التركمان في المجتمع التركي لمعرفتهم بلغته وعاداته يحظى المسيحيون بمساعدة كنائس على توفير لجوء في دول ثالثة فيما يجاهد العرب والأكراد من أجل الحصول على عمل يضمن لهم إقامة دائمة وبعكسه يضطرون الى العودة لبلدهم حيث لاتقدم السلطات التركية اي مساعدات الى اللاجئين خوفا من تدفقهم عليها ليشكلوا عبئا اضافيا على اقتصاد البلاد الذي يعاني من وجود 3 ملايين عاطل عن العمل .
وينتمي اللاجئون العراقيون في تركيا الى جميع القوميات والطوائف العراقية ومتوزعون على مختلف المدن التركية حيث تأتي مدينة اسطنبول في مقدمتها وتأوي آلافا منهم وبعدها انقرة ثم أزمير . ويتصدر التركمان قائمة اللاجئين حيث يبلغ عددهم 12 الفا وذلك لوجود روابط قومية واجتماعية وثقافية مع المجتمع التركي الذي يتكلمون لغته نفسها مع اختلاف بسيط في اللهجة.
وفي مقدمة المشاكل التي يواجهها اللاجئون العراقيون هي مشكلة الاقامة ثم الصعوبات الاقتصادية والصحية بالاضافة الى المشاكل الامنية و تعليم اطفالهم الذين لا يجيدون اللغة التركية رغم ان هناك العديد من منظمات المجتمع المدني التركية التي تقوم بتقديم بعض المساعدات الاقتصادية لهم . وتمنع القوانين التركية إقامة أي لاجئ داخل المدن الكبرى سوى لفترة محددة لهذا يقيم أكثر من 60% من العراقيين في مدن صغيرة وسط البلاد.
ويواجه هؤلاء اللاجئون عقبات عديدة اخرى منها اللغة التي تعد سببا أساسيا في عدم تمكنهم من الحصول على أي عمل مهما كان متواضعا .. ثم تأتي الأسعار المرتفعة مقارنة مع سوريا والاردن مثلا التي يقيم فيهما معظم اللاجئين العراقيين في الخارج .
رؤساء جمعيات رعاية اللاجئين العراقيين يعرضون الاوضاع
كمال بياتلي رئيس جمعية تركمان العراق في تركيا |
واكد بياتلي أن الصعوبات المادية للاجئين هي في مقدمة المشاكل التي يعانونها في تركيا لانهم مرغمون على دفع أجور سكنهم ومدارس اولادهم الذين يضطرون الى تسجيلهم في مدارس خاصة لان الرسمية لاتقبل أبناء من لايملكون اقامات دائمة . واشار الى ان الحصول على الإقامة الدائمة صعب جدا وفقا للقوانين التركية التي تطلب اقامة مستمرة لمدة خمس سنوات . واوضح ان السلطات التركية لاتقدم اي مساعدات الى اللاجئين لكنه اشار الى وجود جمعيات تقدم لهم معونات جزئية وخاصة الى التركمان والمسيحيين اما العرب والاكراد فان المعونات تقدم اليهم بشكل غير معلن من رجال اعمال عراقيين اغنياء لهم تجارة وشركات في تركيا . وقال إن بعض اللاجئين العراقيين يحملون شهادات عليا او خبرات مهنية جيدة وهؤلاء سرعان ما يحصلون على عمل لهم في الشركات او المؤسسات الخاصة التركية وهي التي تحصل لهم على اقامات دائمة من خلال مخاطبتها للسلطات وتأكيد حاجتها اليهم .
ويسل شاهين رئيس جمعية رعاية العراقيين في مدينة مالاطيا |
وقال إنه لذلك تسعى الجمعية لمساعدتهم ماديا وصحيا وتعليميا مشيرا الى ان نصفهم هاربون منذ زمن النظام السابق اما النصف الاخر فبعد سقوطه .
لاجئون يتحدثون عن ظروفهم في تركيا
وقد التقت quot;إيلافquot; عددا من اللاجئين العراقيين في تركيا والتي هرب اليها بعضهم في زمن النظام السابق والقسم الاخر بعد سقوطه وكانت المشكلة ان الكثير منهم رفضوا ذكر اسمائهم لاسباب تبدو شخصية تتعلق بإقامتهم لكنه تم الاتفاق معهم على ذكر الحروف الاولى من اسمائهم .
ويقول اللاجئ (ق.ف.ع) وعمره 32 عاما متزوج وله طفلان وكان يعمل خياطا في العراق انه هرب الى تركيا في زمن النظام السابق منذ 8 سنوات بسبب بدء السلطات التحقيق معه عن لقاء كان يجمعه مع بعض الاصدقاء شكت في انه مكرس ضدها . واشار الى انه كان يسكن في كركوك ولانه يجيد اللغة التركية فقد استطاع فتح محل للخياطة والعمل فيه لتأمين متطلبات عيشه والحصول على الاقامة الدائمة .
اما اللاجئ الاخر فهو (ط.م.غ) وعمره 47 عاما ويعمل مترجما في شركة للاستيراد والتصدير وله 3 ابناء يواصلون دراستهم الثانوية والابتدائية . وقال انه بفضل شهادته العليا استطاع ايجاد عمل له والتأقلم مع المجتمع بمساعدة بعض الجمعيات المهتمة بقضايا اللاجئين .
اما (س. ن.ش) فقد هرب الى تركيا قبل عامين بعد ان اختطف مسلحون جارا له كان يعمل في احدى الشركات الاميركية في العراق ثم قتلوه . وقال انه كان يعمل في الشركة نفسها الأمر الذي اثار في نفسه الخوف فقدم استقالته من عمله وغادر العراق .
ويقول (ش.ج.ر) وهو من سكنة بغداد سابقا انه هرب الى تركيا عبر شمال العراق
بعد ان استهدفت الحي الذي يسكنه الميليشيات الطائفية . واضاف انه اضطر الى بيع سيارته واثاث منزله لتأمين خروجه من العراق . واوضح انه يحاول الحصول على عمل الان في تركيا لكنه لا يعرف اللغة التركية الأمر الذي يشكل عقبة امام تحقيق هذا الهدف . واكد انه يقوم بمراجعة بعض السفارات الغربية علّه يحصل على لجوء في إحداها .
ومن جهته يؤكد (خليل .ز.ش) انه كان يملك محلا تجاريا في بغداد وكان متمكنا ماديا الا ان تهديدات تصله دائما بدفع مبالغ مالية للمسلحين بحجة تبرعات او قتله قد ارغمته على الرحيل . ويشير الى انه يدفع الان 450 دولارا في الشهر ايجار سكن الامر الذي اضطره الى العمل في مطعم سياحي بمرتب 600 دولار شهريا ويقول انه مع ماحمله لدى هربه يعينه على تمشية اموره المعيشية لحين الحصول على عمل دائم ومع اقامة دائمة او الرحيل الى بلد ثالث وبعكس ذلك قد يضطر اخيرا الى العودة الى العراق .
ويفضل كثير من اللاجئين البقاء في اسطنبول العاصمة الاقتصادية للبلاد لتوفر العمل فيها اكثر من المدن الاخرى لكن معظم اصحاب العمل يفضلون الشبان الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و25 الذين يتحملون العمل في ظروف صعبة مثل التحميل في المخازن التجارية او العمل في ورش الصناعات الفضية والذهبية .
ويفضل اللاجئون المسيحيون اسطنبول لوجود الكنيسة التي تساعدهم على حياتهم وحيث يمارسون طقوسهم الدينية اضافة الى وجود جمعيات تابعة لهذه الكنائس تتصل بسفارات الدول الغربية خاصة لتوفير ملاذ ثالث يلجأون اليه مثل استراليا وكندا والولايات المتحدة والسويد و ألمانيا وهولندا والدنمارك . ويلاحظ عراقيون لاجئون ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لاتقدم لهم اي مساعدة لحل مشاكلهم .
يذكر ان المفوضية قد اكدت اليوم ان العراقيين ما زالوا يهربون من بلدهم وذلك بعد خمس سنوات على الاجتياح الاميركي في اذار (مارس) عام 2003 وما زالوا يتدفقون ايضا لطلب حق اللجوء في الدول الصناعية.
وقال في التقرير إن quot;انخفاض عدد طلبات اللجوء الذي ساد منذ خمس سنوات في الدول الصناعية قد انعكس في العام 2007 خصوصا بسبب زيادة عدد طالبي اللجوء من العراقيينquot; حسب احصائيات اولية تم الحصول عليها استنادا الى معلومات قدمتها الحكومات. لكنها اوضحت ان اللاجئين العراقيين في الدول الصناعية لا يشكلون سوى 1% من حوالى 4,5 ملايين عراقي شردتهم الحربquot; .. حيث هرب مليونا عراقي الى الاردن وسوريا غير المصنفين في عداد الدول الصناعية وحيث الخدمات الاجتماعية والصحية أصبحت عاجزة امام هذا التدفق العراقي كما ان حوالى 2،5 مليون عراقي اخرين اضطروا للنزوح داخل بلدهم. ووجهت المفوضية العليا للاجئين هذا العام نداء لجمع 261 مليون دولار للنازحين واللاجئين العراقيين بسبب الحرب في بلدهم.
التعليقات