مداهمات في محافظة عدن وإعتقال منتمين إلى تنظيم القاعدة
إجراءات أمنية وحرب على الإرهاب مثيرة للجدل في اليمن
عرفات مدابش من صنعاء:تشهد المحافظات اليمنية وبالأخص العاصمة صنعاء إجراءات أمنية مشددة وإستثنائية في الآونة الأخيرة التي إشتدت فيها حدة المعارك مع الحوثيين بالقرب من العاصمة وبعد عمليات إرهابية لتنظيم القاعدة إستهدفت عددا من الأماكن الأجنبية والمجمعات السكنية التي يقطنها أجانب. ففي العاصمة صنعاء عادت مجددا نقاط التفتيش في الجولات المرورية وتقاطعات الطرق ومداخل ومخارج المدينة بصورة لم يعهدها المواطنون منذ سنوات. واللافت في تلك الإجراءات هي تعدد أجهزة الأمن المتواجدة بمندوبيها في تلك النقاط الأمنية ، فهي تتكون من جهازي الاستخبارات ( الأمن السياسي والأمن القومي ) إضافة إلى وحدات من الأمن المركزي والنجدة وغيرها.
وتشمل تلك الإجراءات منع حمل السلاح ومصادرته والتدقيق في هويات كثير من مستخدمي الطريق بواسطة الاطلاع على بطاقات الهوية ، كما جرى تشديد الإجراءات الأمنية على المؤسسات الحكومية والأمنية والعسكرية في ظل مخاوف من تهديدات إرهابية من القاعدة ومن الحوثيين الذين توعدوا السلطات بتوسيع نطاق عملياتهم . وتقول السلطات اليمنية إنها تبحث عن مطلوبين أمنيين يزيد عددهم عن سبعين شخصا ، جرى تعميم صورهم وأسمائهم على النقاط الأمنية في جميع المحافظات وعلى فروع الأجهزة الاستخباراتية وكذلك على محال الاتصالات والانترنت التي باتت وفقا للتعليمات الأمنية لا تسمح للمواطنين بإجراء الاتصالات إلا بعد إبراز بطاقة الهوية الشخصية وتسجيل كافة بياناتها .
وذكرت السلطات الأمنية اليمنية أنها تمكنت اليومين الماضيين من اعتقال 17 شخصا من المطلوبين امنيا على ذمة الإرهاب والذين تشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة . وفي الوقت الذي اكتفت بالقول إن احد هؤلاء هو يحمل جنسية دولة إسلامية آسيوية وانه عنصر خطر من القاعدة ، فقد كشفت مصادر صحافية أن بين المعتقلين عددا من الجنسيات العربية والخليجية تحديدا.
وعلمت quot; إيلاف quot; من مصادر مطلعة في صنعاء أن سلطات الأمن أعادت خلال اليومين الماضيين اعتقال عدد من أعضاء القاعدة الذين جرى اعتقالهم لفترات متفاوتة وأفرج عنهم سواء بعد محاكمتهم أو في ضوء برنامج quot; التوبة quot; الذي طبق على كثير منهم بعد ما سمي quot; الحوار الفكري quot; مع العائدين من أفغانستان والذي رعاه وأداره الشيخ حمود الهتار ، وزير الأوقاف الحالي .
وقال عدد من هؤلاء لمراسل quot; إيلاف quot; انه جرى اعتقالهم والإفراج عنهم والإبقاء على آخرين فيما أكد البعض الآخر أن سلطات الأمن اكتفت بدهم منازلهم وتفتيشها بدقة قبل أن تغادر. وتشير المعلومات إلى أن معظم هذه المداهمات تمت في محافظة عدن جنوب البلاد. هذا وتقول السلطات اليمنية إنها حققت في الآونة الأخيرة نتائج في حملتها ضد القاعدة ، ويربط البعض بين هذه الأحاديث والمعلومات بشأن الاعتقالات في صفوف الإسلاميين المتشددين.
وخلال السنوات القليلة الماضية مثل أمام محكمة امن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة في صنعاء وعدن عدد غير قليل من المتهمين بتهم الإرهاب وصدرت بحق معظمهم أحكام تتفاوت بين الإعدام والسجن لسنوات طويلة وبالأخص للمدانين الرئيسين في حوادث مثل تفجير المدمرة الأميركية quot; يو . اس . اس ـ كول quot; وناقلة النفط الفرنسية quot; ليمبورج quot; وغيرهما من العمليات الإرهابية التي شهدتها اليمن خلال السنوات الثماني الأخيرة .
ويعتقد مراقبون في صنعاء أن الحكومة اليمنية وفي ضوء انضمامها للحلف الدولي المناهض للإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية باتت تواجه تحديا كبيرا في أدائها في هذه الحرب، في ظل الانتقادات التي توجه لها من واشنطن بدرجة رئيسة في السر والعلن بشأن هذا الأداء الذي وصف في تقارير أميركية بالمتراخي مع الإرهابيين وكانت اعنف تلك الانتقادات وجهت إلى صنعاء بعد الإفراج عن جمال البدوي العقل المدبر لمهاجمة المدمرة quot; كول quot; وإبقائه قيد الإقامة الجبرية بعد أن سلم نفسه إلى السلطات منذ أن فر قبل أكثر من عامين مع 22 من رفاقه المحكومين من عناصر القاعدة من سجن للاستخبارات في صنعاء . وكادت تلك التصرفات اليمنية أن تؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين صنعاء وواشنطن التي أوفدت كبار مسؤوليها في مجال محاربة الإرهاب إلى اليمن لنقل وجهة النظر الرسمية الأميركية المطالبة بعقوبات غليظة على المتهمين بالإرهاب أو بتسليمهم إليها.
التعليقات