نفت مصر بشدة ما تناقلته وسائل الإعلام الاسرائيلية عن أنَّ القاهرة شرعت في بناء جدار فولاذي على الحدود مع قطاع غزة معتبرة أن الأمر يدخل في سياق الأكاذيب الإسرائيلية المعتادة لإحداث توترات حدودية.

القاهرة: نفت مصادر مصرية أنّ القاهرة تقوم ببناء quot;جدار فولاذي quot; على الحدود مع قطاع غزة. وقالت المصادر التي تحدثت إليها quot;إيلافquot; ان ما روجت إليه وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن بناء مصر جدارًا فولاذيًا على الحدود مع قطاع غزة quot;ليس له أساس من الصحة ويدخل في سياق الأكاذيب الإسرائيلية المعتادة التي تهدف الى إحداث توترات على الحدود في وقت تحاول فيه القاهرة رفع الحصار عن غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم .

يأتي ذلك ردًّا على ما ادعته صحيفة quot;هأرتس quot; الإسرائيلية أمس بان مصر بدأت مؤخرًا إقامة جدار فولاذي تحت الأرض على امتداد محور فيلادلفيا بين قطاع غزة والحدود المصرية، لوقف حفر الأنفاق ومكافحة تهريب الأسلحة والبضائع المختلفة إلى القطاع. ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية إن الجدار الفولاذي سيقام بعمق 20 إلى 30 مترًا تحت الأرض على امتداد 9 إلى 10 كيلومترات، مشيرة إلى أن السلطات المصرية قد بدأت بالأعمال التمهيدية لوضع هذا الجدار.

وقال مصدر رفيع المستوى لإيلاف إنَّ ما ساقته الصحيفة يدخل في سياق الأكاذيب الإسرائيلية التي تهدف الى تكرار التوترات على الحدود المصرية ndash; الفلسطينية في وقت يسيطر فيه الهدوء على الأجواء ، مشيرًا إلى ان مصر تستطيع مكافحة التهريب وحماية حدودها دون ان تلجأ الى بناء جدار بمثل هذا النوع الذي تتحدث عنه الصحيفة الإسرائيلية .

وأضاف المصدر ان مصر الآن تكثف جهودها من اجل التخفيف عن سكان القطاع من خلال رفع الحصار وفتح معبر رفح بشكل دائم لعبور الفلسطينيين من القطاع الى مصر والعكس ، وتتفاهم مع الإخوة الفلسطينيين في هذا الخصوص في الوقت الحالي .

وكشف المصدر أن إسرائيل أبدت اهتمامًا ببناء جدار عازل وطرحت فكرة بناء هذا الجدار على مصر في عهد رئيس الوزراء السابق أيهود اولمرت بزعم منع عمليات التسلل وتهريب الأسلحة لقطاع غزة، إلا أنها فشلت في الحصول على موافقة مصرية، كما رفضت مصر أيضًا اقتراحًا إسرائيليًّا بحفر خندق مائي بطول مائة كيلو متر وبعرض 500 متر ليكون منطقة عازلة بين الحدود المصرية والإسرائيلية.

واستطرد المصدر قائلاً: quot;إن ما يشير الى عدم صحة هذا التقرير أيضًا ان مصر تستكمل حاليا تثبيت الأجهزة الاليكترونية الدقيقة التي أمدتها بها أميركا للكشف عن الأنفاق ورصد عمليات التهريب على الحدود ، quot;بالتأكيد اذا كانت مصر لديها نية في بناء جدار عازل ، فإنها لا تكون بحاجة الى تثبيت هذه الأجهزة الدقيقة quot;، بحسب قول المصدر .

وتزامن تقرير صحيفة هارتس مع تقرير آخر لموقع الـquot; بي بي سيquot; الاميركي زعم ايضًا ان مصر شرعت في بناء الجدار وسيستغرق إكماله 18 شهرًا ويمتد على عمق 18 مترًا تحت سطح الأرض. وقال مراسل الموقع كريستيان فريزر إنَّ خطة بناء الجدار أحيطت بسرية شديدة، مشيرًا الى ملاحظة المزارعون المحليون في المنطقة وجود نشاط كبير على الحدود، وقطع أشجار.

وأضاف ان الجدار صنع في الولايات المتحدة وقد تم اختبار مقاومته للقنابل، كما انه لا يمكن قطعه او تذويبه او اختراقه. ونقل عن مصادر لم يسمِّها في مصر قولها ان الحاجز الجديد الممتد على مسافة 10 كيلومترات مدفون بالقرب من الجدار الحالي الذي يحوط المنطقة. وان أربعة كيلومترات من هذا الحاجز قد تم انجازها شمالي معبر رفح. وان العمل الآن بدا في الجزء الجنوبي... بيد ان المصدر أكد لإيلاف ان النشاط الموجود على الحدود و قطع الأشجار والحفارات ما هو إلى تركيب المجسات وأدوات الاستشعار وأجهزة المراقبة الاميركية وليس لبناء جدار عازل .

وتبذل مصر جهودًا واسعة من اجل إيقاف عمليات التهريب على الحدود وقامت بتدمير عدد من الأنفاق المستخدمة في ذلك وتشديد الرقابة على الحواجز العسكرية الموزعة في سيناء، إلا ان إسرائيل تشتكي من تواصل عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود . و قام وفد أمني اميركي بجولة في المنطقة مؤخرًا لمساعدة مصر في الكشف عن الأنفاق عن طريق تفعيل مجسات تحت الأرض .