قال مسؤول مصري ان مصر كثفت الجهود لاخلاء منطقة في الساحل الشمالي للبلاد من ملايين الالغام التي تعود للحرب العالمية الثانية في مشروع لازالة الالغام يتكلف 250 مليون دولار لتجهيز المنطقة للاستثمارات في مجالات السياحة والطاقة والزراعة.

القاهرة: تقول مصر ان قوات الحلفاء والمحور تركت وراءها 20 في المئة من الالغام والمتفجرات مما تبقى في العالم من مخلفات الحرب العالمية الثانية حول منطقة العلمين التي شهدت معركة حاسمة في الحرب. وقال فتحي الشاذلي رئيس الامانة التنفيذية لازالة الالغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي ان هذا المشروع يفتح مجالا واسعا في المستقبل. وتقع المنطقة التي من المقرر ازالة الالغام منها بامتداد ساحل البحر المتوسط من العلمين وحتى الحدود الليبية. وقال تقرير حكومي عن مشروع ازالة الالغام انه يقدر أن اجمالي تكلفة تنمية هذه المنطقة تبلغ عشرة مليارات دولار.

وبما أن أغلب سكان مصر البالغ عددهم نحو 77 مليون نسمة مكدسون في شريط من الارض بامتداد وادي النيل والدلتا فان مصر تريد تنمية مناطق أخرى مثل الساحل الشمالي. ويوجد بالفعل العديد من منتجعات الشواطيء التي تلقى رواجا بين الاثرياء على ساحل البحر المتوسط بشمال البلاد واشترت شركات تنمية مصرية وأجنبية أرضا خالية من الالغام في مناطق مجاورة. وأضاف الشاذلي أن الارض التي ستجري ازالة الالغام منها ستكون مخصصة لاستثمارات السياحة والنفط والغاز الطبيعي والطاقة المتجددة والزراعة.

وقال الشاذلي الذي يدير المشروع الذي يلقى دعما من برنامج الامم المتحدة الانمائي انه يعتزم ازالة كل الالغام في المنطقة خلال خمس أو ست سنوات. وتبلغ مساحة المنطقة ومعظمها شواطيء بكر وصحراء نحو 620000 فدان. وأردف قائلا انه واثق من أنه يمكن تحقيق هذا. وأزالت مصر نحو ثلاثة ملايين من الالغام ومخلفات الحرب من بين 19.7 مليون لغم خلال الفترة من 1981 الى 1999. وقال الشاذلي انه منذ تكثيف الجهود أزال العاملون في هذا المجال أكثر من 300 ألف لغم وغيرها من المعدات العسكرية الاخرى من أكثر من خمسة في المئة من المنطقة منذ فبراير شباط.

وأضاف الشاذلي مستندا الى تقديرات حكومية أن المنطقة التي ستزال منها الالغام تحتوي على ما يقدر بنحو 4.8 مليار برميل من النفط وأكثر من 13.4 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي وكذلك نحو ثلاثة ملايين فدان من الارض الصالحة للزراعة والرعي. ويبلغ حجم احتياطي مصر المؤكد من الغاز الطبيعي نحو 77.2 تريليون قدم مكعب في حين أن احتياطي النفط الخام يبلغ نحو 4.4 مليار برميل. وتقدم الحكومة المصرية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي التمويل لهذا المشروع ويقوم أيضا على تبرعات من المانيا وبريطانيا في حين قدمت ايطاليا مساعدات غير مالية. وكانت جيوش هذه الدول الثلاث قد شاركت في زرع الالغام خلال الحرب. ولم توقع مصر على معاهدة الالغام لعام 1997 مما حرمها من الحصول على الدعم المالي الدولي لازالة الالغام. ومن اعتراضات مصر على المعاهدة أنها لا تلزم الاطراف التي زرعت ألغاما خارج حدودها بازالتها أو دفع تكلفة ازالتها