نضال وتد من تل أبيب: تناولت الصحف الإسرائيلية في عددها الصادر، الخميس تقارير سرية أعدها المحامي الإسرائيلي غلعاد شير، تفيد بأن مصر تؤيد الموقف الإسرائيلي في مفاوضات الحل الدائم، بشأن إنهاء الصراع واعتراف الفلسطينيين عندها بأنه لن تكون لهم مطالب تجاه إسرائيل، كما توقفت الصحف عند مسارعة نتنياهو لعقد مؤتمر صحفي لتعداد انجازات حكومته بعد مئة يوم من تشكيلها، في ظل الانتقادات العامة للحكومة، وانتهاز كديما لهذه الانتقادات وشن هجوم على نتنياهو بدعوى أنه لم ينجز شيئا. وأبرزت معاريف تصريحات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، عوزي أراد حول تصريحات الأميركيين الأخيرة بشأن إيران معتبرا أن إدارة أوباما تحاول عزل نفسها عن السياسة الإسرائيلية.
مصر تؤيد الموقف الإسرائيلي في مفاوضات الحل الدائم
يستدل من تقرير سري وصل مؤخرا لديوان رئاسة الوزراء أن :quot; مصر تؤيد موقف إسرائيل القائل بأنه، عند استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين فعلى الفلسطينيين الالتزام بأنه سيعلنون في اتفاق الحل الدائم بانتهاء مطالبهم من إسرائيلquot;. وقد أعد هذا التقرير المحامي غلعاد شير، بعد أن أجرى سلسلة لقاءات مع كبار رجال المخابرات برئاسة اللواء عمر سليمان. ووفقا لأقوال المصريين فإن المفاوضات يجب أن تدار على أساس فرضية دولتين لشعبين، وتنسحب إسرائيل في نهايتها إلى حدود العام 67، مع تبادل أراض تبقي الكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية.
على صعيد آخر أعلن اللواء سليمان أنه فشل في تشكيل حكومة وحدة فلسطينية. ووفقا لتقديرات سليمان فإن حركة حماس ليست مستعدة لإعطاء فتح موطئ قدم في القطاع، كما أن فتح بدورها غير مستعدة لأن تعرض على حماس شراكة في سلطتها في الضفة الغربية. وكشفت الصحيفة أن سليمان بعث رسالة لإسرائيل للقيادة الإسرائيلية في القدس مفادها أنه يفضل أن توافق إسرائيل على تهدئة طويلة الأمد مع حكومة حماس في غزة، مشيرا إلى أن مصر ستواصل جهودها في محاربة عمليات تهريب الأسلحة عبر سيناء.
وفي هذا السياق تساءلت يديعوت أحرونوت عن سر الزيارة التي قام بها غلعاد شير، الذي كان مدير ديوان براك، في القاهرة، وقالت الصحيفة إن شير توجه إلى القاهرة بناء على دعوة من وزير المخابرات المصرية الذي أراد أن يحمله رسالة غير رسمية للحكومة الإسرائيلية. ووفقا ليديعوت فقد تساءل سليمان ما الذي تريده حكومة نتنياهو خصوصا وأنه سبق وأن تم الاتفاق على نحو 95% من الصفقة مع حماس في عهد عوفير ديكل وأولمرت، مؤكدا أن حماس لن يقبل بمطلب إسرائيل بإبعاد 144 أسيرا فلسطينيا من حماس ، غلى قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن مصادر وجهات على صلة بالمفاوضات للإفراج عن شاليط يعتبرون أن فرص نجاح إتمام الصفقة حاليا هي منخفضة، غذ يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي اتخاذ قرار حاسم بشأن تبني المسار الذي حدد للصفقة في عهد سلفه أولمرت. وكشفت الصحيفة في هذا السياق أن عددا من الدول العربية ، تميل أحيانا إلى الاستعانة بعدد من المسؤولين السابقين والسياسيين السابقين في إسرائيل، واستدعائهم إليها لجس نبض الحكومة الإسرائيلية، ونقل رسائل غير رسمية لها، ومن ضمن هذه الشخصيات إضافة إلى المحامي غلعاد شير، رئيس هيئة الأركان السابق للجيش الإسرائيلي، أمنون ليفكين شاحاك، ورئيس الموساد السابق إفرايم هليفي، ودان مريدور.
الولايات المتحدة تسعى لتمييز موقفها عن السياسة الإسرائيلية
أبرزت معاريف تصريحات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ومستشار نتنياهو الشخصي، عوزي أراد، بشأن التصريحات الأميركية الأخيرة في الشأن الإيراني. وقالت الصحيفة إن أراد اعتبر أن هذه التصريحات تهدف بالأساس إلى إبراز الفرق بين السياسة الأميركية والسياسة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس أوباما تسعى لفصل نفسها عن المواقف الإسرائيلية العامة وعدم ربطها تلقائيا بالموقف الإسرائيلي.
وقال أراد إن تصريحات نائب الرئيس الأميركي، بيدين، وخاصة قوله بأن الولايات المتحدة ستعمل بطريقة مغايرة، لا تكتسب أهميتها من منح إسرائيل حرية العمل واستقلالية اتخاذ القرار، وإنما من التأكيد على أن الولايات المتحدة quot;ستعمل بطريقة مغايرةquot;، غذ تسعى الولايات المتحدة لأن توضح لإيران أن موقفها يختلف عن الموقف الإسرائيلي. واعتبر أراد أن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها هو حق لا يمكن للولايات المتحدة أن تأخذه منها، وهي لن تحاول القيام بذلك.
الخلافات بين فتح وحماس ستعرقل صفقة شاليط
تسود تقديرات في أجهزة الأمن الإسرائيلية، تشكك بفرص إحراز تقدم سريع في إبرام صفقة شاليط ، وذلك بسبب إشكالية العلاقات السائدة بين حركة فتح وحركة حماس، حتى دون الخوض في حجم التنازلات التي يطلب من إسرائيل تقديمها. وكانت الآمال التي علقت على إبرام الصفقة، بنيت أساسا على فرص التوصل إلى مصالحة فلسطينية بين حماس وفتح، ولكن الآن، وبعد تعثر الاتصالات بين الطرفين وفشلها فإن الحديث يدور عن استئنافها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري علما بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبدى تحفظا من هذا الموعد.
ووفقا للمصادر الإسرائيلية فإن مصر تفتقر في ظل فشل مساعي المصالحة إلى quot;جزرةquot; تقدمها لحماس لحثها تغيير موقفها الحالي، وتحقيق تحول في المفاوضات. وكانت مصادر مختلفة اشارت على احتمال استئناف الاتصالات الإسرائيلية المصرية، والمصرية الفلسطينية بشأن ملف شاليط خلال الأسابيع القادمة، مع تعيين رجل الموساد السابق حجاي هداس، مسؤولا عن ملف شاليط.
التعليقات