جولة خاصة في متحف السادات
مكتبته الشخصية تضم موسوعة ضخمة عن تاريخ اليهود
محمد الحمامصي: المصادفة وحدها هي التي أتاحت لي زيارة متحف السادات بمكتبة الإسكندرية والمقرر إفتتاحه قريبًا، فقد كنت على لقاء مع الكاتب والمؤرخ د.خالد عزب ، لكنه بدوره كان في لقاء مع المهندس ممدوح حمزة وعدد من الكتاب من بينهم عادل حموده وعبد الله السناوي، وعقب إنتهاء اللقاء كان أن اصطحبهم في جولة داخل المكتبة كان من بينها متحف السادات. ففي المتحف بالفعل هناك جهد كبير ومتميز، فقد جاء مكتملاً في إشتماله على المراحل والمحطات الرئيسة لرحلة حياة الرئيس محمد أنور السادات ( بطل الحرب والسلام ).
احتوى المتحف علىمجموعة من أندر مقتنيات الرئيس السادات والتي خصت بها السيدة جيهان السادات المكتبة ، ومنها : بذلة اغتياله ، وجهاز الراديو الخاص به ، والأوسمة والنياشين التي حصل عليها ، ومكتبه ومكتبته الشخصية (المكتبة تضم موسوعة ضخمة بالإنكليزية تتجاوز العشرين جزءا عن تاريخ اليهود ، وهنا أشار د.خالد عزب أن الرئيس السادات كان قارئا جيدا لتاريخ اليهود وكانت مكتبته تضم العديد من الكتب التي تتناول وتحلل هذا التاريخ) وعدد من أندر الكتب التي أهديت إليه وتلك التي كان يفضل قراءتها، ، وعدد من اللوحات التي رسمها فنانون له ومنها لوحة زيتية بريشة اعتماد الطرابلسي ، والبايب الذي اشتهر به خلال فترة حكمه ، وساعة يده ونظارته الشهير . ، إلى جانب العصي الشخصية الخاصة به، وعصى المارشالية، ومجموعة من السيوف العربية التي أهديت له من دول الخليج، والدروع التذكارية التي كانت تهدى إليه في المناسبات المختلفة ، والعباءة التي كان يرتديها خلال زيارته إلى مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم في شمال مصر.
وكذلك ضم المتحف نص معاهدة كامب ديفيد (الوثيقة الأصل) ووثائق وكتابات وخطابات متعددة بخط يد الرئيس الراحل، وقد لاحظت كم كان خطه جميلا ومنسقا ، وكم كانت بنية جملته سليمة وصحيحة لغويا ، وكم كان أسلوبه يتدفق حيوية . وضم المتحف عددا من الأوسمة والنياشين التي حصل عليها الرئيس الراحل خلال مراحل حياته المختلفة؛ سواء داخل مصر مثل: وسام العمل من الطبقة الأولى، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام نجمة الشرف، ووسام سانت كاترين، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ووسام الرياضة من الطبقة الأولى، أو إهداء من دول أخرى مثل: وسام أمية الوطني من الرئيس السوري شكري القوتلي 1958، ووسام العمل اليوغسلافي من الطبقة الأولى، ووسام تريشا كتي باتا إهداء من مملكة نيبال، وغيرها.
ومن الأنواط نجد نوط الأرز الوطني (لبنان)، ونوط النجمة العسكرية، ومن القلادات: قلادة الجمهورية من الطبقة الأولى، والقلادة الكبرى للاستحقاق الوطني لدولة تشاد، وقلادة أهدتها للسادات الأكاديمية الدبلوماسية بفرنسا، وقلادة الاستقلال التونسية، بالإضافة إلى عدد من الأطباق الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية المهداة له وللسيدة جيهان السادات . ومن الميداليات : ميدالية الفاتيكان، وميدالية تذكارية صدرت بمناسبة توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل 1979 إهداء من دولة إسرائيل، وميدالية صدرت في الذكرى الأولى لزيارة السادات للقدس 1977 ndash; 1978.
أما الصور التي تدفقت علي لوحات كبيرة فمنها ما يغطي لقاءاته بالقادة والزعماء العرب ، وحرب أكتوبر المجيدة ، ومنها ما يغطي رحلاته الخارجية ، وحادث المنصة التي اغتيل فيها (وقد وقف بعض الزوار أمام اللوحة التي حملت صور الاغتيال مشيرين إلي أنها ليست ضرورية ، فأكد د.عزب إلي أنها جزء من تاريخ الرئيس وجزء من تاريخ الوطن ولا يمكن تجاهلها باعتبارها جريمة في حق الأمة المصرية) وهناك لوحة تغطي صورها زيارته التاريخية إلى القدس ولقاءاته المتعددة وصلاته بالمسجد الأقصي وخطابه في الكينيست الإسرائيلي وأيضا جلسات توقيع المعاهدة (كامب ديفيد). أما بالنسبة للتسجيلات فهناك أكثر من 200 فيلم تسجيلي من أهمها وأندرها وأطرفها تسجيلات للقرآن الكريم بصوت الرئيس السادات ، وصفحات بخط يده من كتابه (يا ولدي هذا عمك جمال).
ومن المتحف إلي العرض البانورامي quot;بانوراما التراثquot; (Culturama) وهو عبارة عن تسع شاشات عرض، كل شاشة تختص بفترة زمنية من حياة الرئيس الراحل وقد استغرق العرض حوالي 20 دقيقة، وأشار د.خالد عزب إلي أن مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي الذي يديره الدكتور فتحي صالح قام بإعداده ، كما تمت الاستعانة بلقطات فيديو أهداها للمكتبة التليفزيون المصري مجموعها 12 ساعة تضم عددًا من الخطابات وتقارير المراسلين الأجانب وفيلم السادات quot;أكشن بيوجرافيquot;، مع استعراض لكافة الوثائق الخاصة بعملية السلام المصرية الإسرائيلية وحرب أكتوبر، بالإضافة لمجموعة من التسجيلات التي لم تذع من قبل سواء في مصر أو الدول الأجنبية .
وقد أوضح د.خالد عزب مدير إدارة الإعلام والمشرف على مشروع توثيق حياة السادات أن الفكرة الأساسية للمتحف بدأت برعاية خاصة من السيدة الفاضلة سوزان مبارك، رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، والتي حرصت على أن يكون للرئيس السادات متحفا داخل المكتبة وموقع إلكتروني يؤرخ لحياته. وقد تفضلت السيدة جيهان السادات بتقديم مجموعة من أندر مقتنيات الرئيس الراحل لتكون نواة المتحف الجديد، بالرغم من القيمة الإنسانية الكبيرة التي تمثلها هذه المقتنيات بالنسبة إليها.
وأضاف إن المتحف يعد الأول من نوعه عن الرئيس السادات في مدينة الإسكندرية، وهو يأتي في إطار توثيق المكتبة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر. وقد تم تخصيص جناح كامل له بجوار القبة السماوية يقع على مساحة 200 متر، لمتحف الرئيس الراحل السادات، مشيرا إلى أن د. حسين الشابوري، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، قام بالتنسيق المتحفي واختيار الموقع.
يذكر أن مكتبة الإسكندرية قد دشنت العام الماضي موقع السادات الإلكتروني في احتفالية كبيرة ة حضرها عدد من كبار الشخصيات. وهو الموقع الذي يقدم توثيقًا رقميًّا لمبادرة السادات للسلام عام 1977 ومعاهدة كامب ديفيد باستخدام الصور والوثائق والأفلام التسجيلية والخطب والأرشيف الصحافي وغيرها من المواد التاريخية النادرة.
التعليقات