السفير الإيراني وحيد أحمدي بالمغرب في حديث لايلاف:
quot;ما يقال عن رعاية سفاراتنا لنشر التشيع مجرد مجرد أباطيلquot;
أحمد نجيم: حمل السفير الإيراني بالرباط وحيد أحمدي المغرب مسؤولية قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران، وأوضح في حوار مع quot;إيلافquot; بمقر إقامته بالرباط، قبل رحيله إلى طهران السبت الماضي، أن دولته تسعى إلى تهدئة الأوضاع وترغب في عودة وشيكة للعلاقات الديبوماسية. ونفى في الحوار نفسه أن يكون المسؤولون المغاربة أثاروا معه طيلة إقامته في المغرب، موضوع التشيع، مشددا على أن لا علاقة للسلك الديبلوماسي الإيراني بنشر التشيع في المغرب. وتأسف السفير الإيراني عن عدم إجراء مباراة المنتخبين المغربي والإيراني، موضحا أنه طيلة الحرب الإيرانية العراقية ظلت سفارتا البلدين مفتوحتين. كما أكد وحيد أحمدي أن إيران لم تعلن أن قرار المغرب قطع علاقته الديبوماسية مع إيران كان بإيعاز من دول أجنبية.
لماذا كان رد إيران قاسيا مع رسالة المغرب المتضامنة مع البحرين، إذ استدعي القائم بأعمال السفارة المغربية دون سواه من الدول الكثيرة المتضامنة، هل كانت إيران تسعى إلى التصعيد في علاقتها مع المغرب؟
في الحقيقة إن الكل يسعى إلى تهدئة الأوضاع وإرجاع مياه العلاقات المغربية الإيرانية إلى سابق عهدها. نحن لسنا مرتاحين لهذا الوضع ونأمل في أن تجد القضية طريقها إلى الحل في أقرب فرصة، فمن مبادئنا الأساسية في إيران أن العالم الإسلامي يجب أن يقف جنبا إلى جنب.
لكن إيران من بادرت إلى إهانة المغرب؟
يجب أن ننظر إلى الموضوع من كافة جوانبه، لنبدأ بالتصريحات التي أثارت ردود الفعل هذه، فخلال الذكرى السنوية لانتصار الثورة، أقيمت احتفالات لمدة عشرة أيام، وفي إحدى هذه الاحتفالات بمدينة مشهد قال أحد الخطباء أنه قبل 40 أو 50 سنة كانت البحرين مقاطعة تابعة لإيران، وهذه حقيقة تاريخية تؤكدها الوثائق، للأسف حورت بعض المنابر الإعلامية تصريحاته، إذ اكتفت ببعض المقاطع دون سواها.
لكن ليس المغرب الدولة الوحيدة التي أدانت تصريحات هذا الخطيب، فقد انتقل بعض القادة العرب إلى البحرين للتضامن، لماذا المغرب؟
نعم هناك دول تضامنت مع البحرين، وهذا أمر لم يزعج إيران، فلكل دولة الحق في التضامن مع دولة أخرى، لكن الشيء الذي لم نتوقعه هو أن المغرب الذي تربطه علاقات ودية مع إيران، يستعمل بعض العبارات غير اللائقة في حق إيران.
لكن دول أخرى فعلت الأمر نفسه ولم تستدع إيران ممثلها الديبلوماسي؟
الأمر مختلف، لو استعملت دول أخرى مثل مصر والسعودية عبارات مشابهة لما كان لإيران نفس الموقف، لأننا نعتبر أن علاقتنا بالمغرب ودية ولا يجوز لعلاقة الود هذه أن تعكر صفوها عبارات كتلك العبارات الموظفة في رسالة التضامن المغربية.
تتخذ عن رسالة الملك محمد السادس التضامنية مع ملك وشعب البحرين يوم 19 فبراير (quot;العبثية تتعارض، بصفة قطعية وكلية، مع مبادئ وقواعد القانون الدولي، وكذا مع قيم التساكن، وحسن الجوار، التي تحثنا عليها ديانتنا الإسلامية السمحةquot;، وفي مقطع آخر من الرسالة quot;التصريحات الهجينة في حق بلد عربي شقيقquot;)، لكن العبارات التي تتحدث عنها لم تكن موجهة إلى الحكومة أو الشعب الإيراني، بل تقصد تصريحات الخطيب؟
لا أعتقد ذلك، فرسالة الملك فيها لعب بالكلمات، فمن المقصود إذن ببعض الدوائر الإيرانية، لقد قلنا إن ما قيل في حق البحرين ليس تصريحا رسميا، بل هو مسؤول سابق، ولما استفسرنا القائم بأعمال السفارة المغربية في طهران عن العبارات التي قيلت ضدنا لم نحصل على جواب لأنه طلب أن يسأل دولته، كان الرد المغربي باستدعائنا من قبل الخارجية المغربية، ورغم ذلك قلت للخارجية إن الأمر بسيط. إننا لم نكن نتوقع ردة الفعل المغربية، خاصة أنها أخذ أبعادا أخرى مع وسائل الإعلام.
لكن الخارجية الإيرانية ذهبت بعيدا في تفسيراتها وربطت ذلك بجهات خارجية وتحدثت عن توقيت الاستدعاء حيث أن طهران كانت تحتضن مؤتمرا حول غزة الفلسطينية، بمعنى أنكم تتهمون دولا مثل أمريكا وحتى إسرائيل بإملاء قراراته على المغرب؟
ما قلناه هو أن القرار تزامن مع مؤتمر استضافته إيران حول فلسطين، وتساءلنا من يستفيد من خلاف بين دولتين إسلاميتين، هل أمريكا وإسرائيل ستستفيدان من هذا القرار أم لا؟ هذا ينطبق عن كل الدول الإسلامية كيفما كانت. المعروف أن استراتيجية أعداء الإسلام تبحث دائما عن الاستفادة من الخلافات.
لكن هذا الجواب يظهر أن إيران تتوفر على معطيات تؤكد أن القرار المغربي كان بإيعاز من تسميهم quot;أعداء الإسلامquot;؟
نحن نقول أن نتيجة الخلاف يصب في مصلحة الأعداء ولم نقل يوما أن القرار المغربي كان بإيعاز دولة معينة، ثم إننا لسنا محتاجين لذكر الأسماء، بل نتحدث عن النتيجة، وهي أن تلك الدول ستستفيد من قطع العلاقات الديبلوماسية بين الدول الإسلامية فيما بينها. بصفة عامة فلم يكن في مخيلتها أن طرفا معينا أملى على المغرب قراره.
لنعد إلى نقطة أخرى كانت مساهمة في التعجيل بقطع العلاقات الديبلوماسية، وهي اتهام المغرب لسفارتكم برعاية المد الشيعي في المغرب من خلال الملحق الثقافي؟
هذه مجرد أكاذيب وأباطيل، فإيران لا ترعى المد الشيعي في المغرب أو غيره.
هل سبق أن أثار معكم المسؤولون المغاربة موضوع المد الشيعي طيلة إقامتكم بالمغرب؟
في غضون 23 شهرا قضيتها في المغرب، لم يثر أي مسؤول مغربي معي موضوع التشيع إطلاقا، ونحن لا نفكر في هذه الأمور على الإطلاق.
ماذا أخبرتكم الخارجية المغربية بعد استدعائكم، بخصوص استدعاء القائم بأعمال السفارة المغربية بإيران؟
قالوا لي إن استدعاء القائم بأعمال السفارة المغربية في طهران إلى الرباط للتشاور وليس للاحتجاج، وكنا ننتظر نتائج هذا التشاور لمدة سبعة أيام، لكننا فوجئنا بخبر قطع العلاقات الديبلوماسية. وهل تعتقد أن من يريد أن ينشر مذهبا سيحتاج إلى من ينوب عنه، إننا كدولة لم نعمل إطلاقا على نشر المد الشيعي في المغرب، نحن شيعة ومعتزون بذلك، لكن مواقفنا ومبادؤنا ثابتة ولن تتغير.
هذا يعني أنكم في إيران لا تنشرون المد الشيعي؟
وهل الثورة سلعة حتى تصدر، هذا من مؤثرات أعداء إيران أميركا وإسرائيل، لسنا من يصدر الشيعة، بل هناك آخرون يفعلون وأنتم تعرفون النتيجة، هي انتشار أفكار القاعدة وطالبان والوهابية. لو أرادت إيران نشر المد الشيعي في العالم الإسلامي لاختارت أن تبدأ من داخل البلاد، نحن نتوفر على أقلية سنية، وبعد ثلاثين سنة من الثورة انتقل عدد المدارس الدينية من سبعة مدارس إلى 300 مدرسة (قبل الثورة)، وكل تلك المدارس تمولها الحكومة.
هناك أخبار غير رسمية تتحدث عن وجود قرابة ألف إلى 1500 شيعي مغربي، هل تتوفرون على معطيات دقيقة عن الشيعة المغاربة؟
ليس لدينا معطيات حول نسبة التشيع في المغرب، كل ما لدينا هو أن هناك حوالي 15 طالبا درسوا في إيران وعادوا لتدريس الفارسية في الجامعات، وحاليا هناك 6 إلى 7 طلبة مغاربة كانوا على علاقة بالسفارة الإيرانية وذهبوا إلى إيران لكنهم لم يتشيعوا وظلوا سنيين.
هل تتوقعون إعادة وشيكة للعلاقات بينكم وبين المغرب؟
نحن لم نسع إلى ما حصل، ونأمل أن تعود العلاقات بين الدولتين، في القريب العاجل، إلى سابق عهدها، فالعلاقات السياسية فيها مد وجز، فكل شيء يمكن أن يحدث.
كيف تلقيتم خبر تعليق إجراء مباراة بين المنتخب المغربي لكرة القدم ضد نظيره الإيراني؟
أعتقد أن إلغاء المباراة خطأ من الجانب المغربي، لأن القرار اتخذ قبل قطع العلاقات الديبلوماسية المغربية الإيرانية. كان من المقرر أن يزور المغرب وفد من رجال الأعمال الإيرانيين المغرب قبل أسبوع من قرار قطع العلاقات. أعود وأقول إنني لا أفهم قرار المغرب قطع علاقاته الديبوماسية معنا، فعلى مدى ثمان سنوات من الحرب العراقية الإيرانية لم تقطع العلاقات الديبوماسية بين البلدين وظلت السفارتان مفتوحتين.
التعليقات