إيلاف&- نبيل شرف الدين: بين الأنباء حول سقوط مجموعة كوماندوز أميركية في قبضة رجال أسامة بن لادن ، وإنكار حركة "طالبان" هذا الأمر ، وصمت البنتاغون ، وتصريحات الجنرال رشيد قريش المتحدث العسكري الباكستاني بأنه لا يعلم شيئا عن تحركات القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية داخل أفغانستان ، تثور تساؤلات عديدة ، خاصة وأن قريش كان قريبا جدا من المحادثات العسكرية التي جرت في اسلام اباد بين الجانبين الامريكي والباكستاني والتي تم فيها بحث الترتيبات التي سيقدمها الجانب الباكستاني في حالة قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضرباتها ضد معسكرات ابن لادن في أفغانستان ، والمرجح أن الناطق العسكري الباكستاني كان يعلم بوجود قوات أمريكية وبريطانية داخل أفغانستان ، لكنه لا يعلم طبيعة عملهم لأن البنتاجون أعلن أن هذه العمليات بالغة السرية ، وفرض قيود صارمة فيما يتعلق بإمداد الصحافة بالمعلومات المتعلقة بهذه العمليات ، أبرزها أن المخول بالتصريحات الصحفية عدد محدود جدا من كبار رجال البنتاجون وبحدود معينة ، وأن الأمر هذه المرة يختلف عما كان عليه الحال في حرب الخليج .
وما يجري حاليا أن هناك عمليات تمويه واسعة لتغطية التحرك الأمريكي فعلى حين يترقب العالم توجيه ضربات جوية مرورا بأجواء باكستان فإن القوات الخاصة تتحرك في مناطق علي الحدود الباكستانية الأفغانية وكانت قد وصلت بالفعل قبل عشرة أيام وتكتمت جميع المصادر وجودها.
طبيعة القوات
وتضم قوات العمليات الخاصة الرينجرز التابعين للجيش وقوة سيلز التابعة للبحرية وقوة دلتا& ويصل عدد أفراد الوحدات الثلاث مجتمعة الى 40 ألف جندي تقريباً ولا تضم سوى عدد محدود للغاية من المجندات· وتتلقى قلة من أفراد تلك الوحدات تدريباً على القتال في الخنادق .
وتعد قوات الرينجرز المتمركزة في فورت براج بولاية نورث كارولينا والمقسمة الى ثلاث كتائب، قوة الانتشار السريع الخاصة الأميركية التي تقوم الولايات المتحدة بنشرها في أماكن الأزمات في كل أنحاء العالم·
ويتخصص الرينجرز في هجمات المشاة وكذلك في الهجمات الليلية والسيطرة على المطارات· وقد خاضوا تقريباً كافة العمليات العسكرية الأميركية منذ حرب فيتنام، وعلى سبيل المثال أثناء غزو بنما عام ·1989
أما القبعات الخضراء والمعروفون أيضاً باسم قوات الجيش الخاصة المحمولة جواً فهم متخصصون في الاستخبارات ولكن يتم استخدامهم أيضاً في الهجمات المباشرة على الأعداء، ولاسيما في المعركة ضد الارهاب .
ويتعين أن يتحدث أي جندي في تلك القوات لغة أجنبية واحدة على الأقل بطلاقة، وشاركت قوات البيريهات الخضراء في حرب فيتنام وبنما وفي عمليتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء في العراق عامي 1990 و ·1991 أما قوة سيلز التابعة للبحرية والتي تمثل الأحرف الأولى من كلمات البحر والبر والجو باللغة الانجليزية، فهي تعمل عادة في فرق صغيرة مكونة من 16 فرداً في كل من البر والبحر·
ويتم تدريب جنود سيلز في سان دييجو بكاليفورنيا ونورفولك بولاية فيرجينيا في مكان يصفه البعض بأنه أصعب معسكر تدريب أساسي في العالم، وقد حلت هذه القوة محل من كانوا يعرفون برجال الضفادع البشرية الذين مهدوا لعملية الأبرار في نورماندي أثناء الحرب العالمية الثانية·
أما قوة دلتا فالمعروف عنها قليل وهي وحدة خاصة تم تشكيلها في عام 1977 لمجابهة الهجمات الارهابية، ويقال ان القوة متخصصة في مواقف احتجاز رهائن وهي مدربة على العمل في مجموعات صغيرة في عمق مناطق العدو .
وتعد قوات المارينز (مشاة البحرية المعروفون أيضاً باسم الرماة البحريين) والتي يصل عددها الى 170 ألف جندي، من قوات الصفوة غير أنها تختلف عن الوحدات الخاصة الصغيرة، ويعمل المارينز في البر والبحر والجو ويستخدمون الدبابات· والمدفعية والطائرات والسفن والصواريخ
وقد خاض المارينز الحربين العالميتين الأولى والثانية وكذلك حرب فيتنام، ويتم أيضاً نشرهم لحماية المؤسسات الدبلوماسية .
ملاحقة دولية
ويقول خبير مكافحة الإرهاب الفرنسي المعروف رولان جاكار أن وكالة المخابرات المركزية قد انتهت من تشكيل شبكة واسعة لملاحقة قادة الحركات الأصولية ، وقد أرسلت مؤخرا برقيات سرية إلى كل محطاتها الخارجية طالبة تنشيط عملية الحليفة على الارهابيين والمنظمات الارهابية في الشرق الأوسط وأعاد مدير المخابرات المركزية تينيت تنشيط "الأذرع الأمريكية الطويلة" مثل "القوات الخاصة" و"فرقة القبعات الخضر" و"فرقة الغوريلا" والفرقة الخاصة "راينجرز" ويقف على رأس كل هذه الوحدات تشكيل متميز يعرف باسم قوة "دلتا" ويضم عناصر تلقت تدريبات خاصة من وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيق الفيدرالي إلى جانب عناصر من القوات الخاصة لمشاة البحرية الأمريكية "المارينز" .
وبات من المؤكد الآن أن كافة قادة المنظمات الأصولية و(أمراؤها) صاروا أهدافاً لهذه القوات الخاصة التي ستقوم بملاحقتهم من خلال عمليات اختطاف في أي مكان ، وفي حال عدم تمكنها من اختطافهم أحياء فإنه من الواضح أنها ستقوم بتصفيتهم جسدياً كما ألمح إلى ذلك المسؤولون في الإدارة الأميركية والمخابرات المركزية من أن مواجهاتهم لن تكون "نظيفة" .