&
لندن ـ نصر المجالي : قالت مصادر متطابقة هنا اليوم الاربعاء ان المشاورات مستمرة في عواصم عديدة من بينها واشنطن وروما وموسكو واسلام اباد وعدد من عواصم آسيا الوسطى لانجاز قيام حكومة انتقالية لقيادة افغانستان انتظارا لنتائج العمليات العسكرية التي ستشنها قوات التحالف الدولي ضد حركة الطالبان الحاكمة حاليا في كابول.
وقالت اان التحرك يتم على جبهتين ، القبائل الافغانية وزعماء الاعراق المتعددة ، وجبهة الجنرالات السابقين.
واعلنت مصادر اميركية على هذا الصعيد من التطورات، عن ان دبلوماسيين اميركيين بداوا في تجنيد عدد من الجنرالات الافغان السابقين والطيارين السابقين ممن قاتلوا الى جانب القوات السوفياتية في افغانستان في الثمانينيات.
وقالت المصادر ان اجتماع مع بعض هؤلاء الجنرالات والطيارين تم في اليومين الاخيرين في السفارة الاميركية في بشكيك عاصمة قيرغيزيا.
وتقدر المصادر الاميركية ان عدد العسكريين الافغان الذين غادروا بلادهم خلال الغزو السوفياتي وما تلاه من حكم الطالبان يقدر بحوالي ثلاثمائة الف.
واشارت المصادر الى هذا العدد يمكن ان يشكل العصب العسكري الحقيقي لحماية الامن الداخلي والخارجي لأفغانستان المستقبل الذي ستتشكل صورته النهائية في غضون ايام.
وهذه التحركات نحو العسكريين السابقين تتزامن مع التحركات نحو الزعامات القبلية والدينية في الداخل والخارج من اجل الوصول الى تشكيل المجلس الاعلى.
&وقالت المصادر ان المشاورات التي بدأت من روما مع الملك السابق محمد ظاهر شاه بمشاركة من وفد من تحالف الشمال المناهض للطالبان وبرعاية من اجهزة اميركية عديدة منها الكونغرس ووكالة الاستخبارات المركزية اضافة الى شخصيات افغانية في المنفى وزعماء قبائل توصلت الى ضرورة انشاء مجلس اعلى من مائة وعشرين شخصا غالبيتهم من زعماء القبائل والاقليات في وقت قريب وعلى نحو سريع.
وافادت المصادر ان قيام مثل هذا المجلس او الجمعية العامة لقي ترحيبا من واشنطن وعواصم اوروبية عديدة وقالت ان افغانيين من الشتات سيشاركون فيه.
واشارت الى ان الخطوة الاولى في مهام الجلس هي الاعلان عن اجراء انتخابات تشريعية حرة لانتخاب اول برلمان تشارك فيه جميع فئات الشعب الافغاني القبلية والسياسية والدينية.
وصرح وزير خارجية تحالف الشمال عبدالله عبدالله& للصحافة بان هذا المجلس سيجتمع في وقت قريب على الارض الافغانية، وحكومة تحالف الشمال معترف بها رسميا منذ خمس سنةا من جانب الدول الغربية على انها الحكومة الشرعية رغم ان سيادتها لاتتجاوز الخمسة بالمائة من الاراضي الافغانية.
وقال عبدالله "من السهل علينا دعوة الناس من داخل افغانستان في غضون ايام قليلة للمشاركة في اجتماعات المجلس المحتمل قيامه".
&& وكان اعلن اول من امس الاثنين عن اتفاق بين الملك السابق وتحالف الشمال بعد اجتماعات امتدت على مدى ايام ثلاثة في فندق في ضواحي روما، ونص الاتفاق على احياء المجلس الوطني الاعلى (لويا جيرغا) الذ هو بمثابة البرلمان غير المنتخب الذي كان يقود السلطة التشريعية في العهد الملكي الذي اطيح به في العام 1974.
والى ذلك، فان مصادر قريبة من اهل القرار في لندن وواشنطن بلغت (ايلاف) القول ان "أي تحرك سياسي سيكون له الدور الفاعل في دعم العمليات العسكرية المستقبلية في افغانستان، خصوصا وان هدف هذه العمليات في الدرجة الاولى انهاء الارهاب وداعميه، ومن ثم اعادة افغانستان الى الاسرة الدولية وهذا عمل طويل الامد اذا لم يتم التحرك على جميع الجبهات".
وخلصت المصادر الى القول "المهمة اآتية في افغانستان هي اننا لن نقضي على هذا الطرف او ذاك فحسب بل سنعيد الأمن والنظام لذلك البلد وسنعمه للوقوف على قدميه لسوات طويلة تأتي بعد هذا الخراب الذي انتجته الحرب الاهلية وايواء الارهابيين من امثال اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة".