&
لندن ـ إيلاف: تحدث وزير العدل الفلسطيني فريح ابو مدين على الهاتف من العاصمة الاردنية حيث يزورها الآن في شأن تفاعلات قضية جويد الغصين رئيس الصندوق القومي الفلسطيني السابق.
والغصين اعتقل في ابو ظبي في مطلع الصيف الفائت، ونقل على متن طائرة خاصة الى غزة حيث وضع تحت الاقامة الجبرية من دون محاكمة.
وتطالب السلطة الفلسطينية جويد الغصين بمبلغ ستة ملايين دولار كان استدانها من اموال الصندوق قبل عشر سنوات، وتقول انه لم يعدها، كما انها تطالبه بالفوائد المترتبة التي تعادل المبلغ ذاته.
وتقول عائلة الغصين الممثلة بابنه توفيق المقيم في ابوظبي، وابنته منى الكاتبة وسيدة الأعمال المقيمة في لندن، ان الأب بريء من التهم التي تحاول السلطة الفلسطينية "تلويث اسمه فيها".
وقبل عدة اسابيع اخلت السلطات الفلسطينية سبيل الثري الفلسطيني الذي كان صديقا للرئيس الفلسطيني على مدى الخمسين عاما الماضية ونقلته الى مستشفى القدس في غزة بعد تدهور حالته الصحية حيث يعاني داء السرطان في الكبد والبروستاتا.
ولكن السلطات الفلسطينية احتجزت جواز سفره، ولم تسمح له بالمغادرة الى التداوي في الخارج، بل انها شددت الحراسة عليه واضعة اكثر من "دزينة مدججة بالرشاشات السريعة الطلقات في الجناح الذي يقيم فيه في المستشفى".
وفي الاتصال مع وزير العدل الفلسطيني فريح ابو مدين، قال "ندرك جيدا الوضع الصحي الخطير للسيد جويد الرجل المعروف بمواقفه الوطنية في خدمة القضية الفلسطينية، وسنتحدث مع الرئيس عرفات حال عودته غدا او بعد غد من اجل تسهيل سفره الى مصر للعلاج".
وحين سألت "إيلاف"، الوزير ابو مدين عن الهدف من التسفير الى مصر، قال "هذه اسهل وسيلة لاقناع الرئيس بالسماح لصديقه السابق بالسفر للتداوي، اما تعبير الخارج، فهو له محاذيره عند البعض ممن هم حول الرئيس الذي يسمع لهم كثيرا".
وقال ابو مدين "لقد كنت انا منذ البداية مع الحق في قضية جويد الغصين، وطالبت الرئاسة بأن تمر القضية من بوابات وزارة العدل، ولكن هناك من لايريد ذلك".
واضاف الوزير الفلسطيني "سأكون صريحا مع "إيلاف"، فانني قدمت استقالتي مرتين من اجل تفاعلات هذه القضية، لأنني مقتنع من براءة الرئيس السابق للصندوق القومي الفلسطيني مما ينسب اليه".
وقال "وخصوصا ان الرجل اعطى من يتابع هذه القضية من جانب السلطة الوطنية تصريحا قانونيا بالتصرف بحوالي 46 قطعة ارض يملكها في عمان، ولكن لا أحد يعرف حتى اللحظة عن المصير الذي آلت اليه هذه القطع من الأرض التي يمكن ان تسدد اثمانها بعضا من المبلغ الذي كان استدانه جويد".
واشار الوزير ابو مدين الى ان المبلغ الذي اقترضه جويد قبل سنوات عديدة كان لأهداف استثمارية لصالح الصندوق القومي الفلسطيني ولكنه خسر المبلغ "والحقيقة انه يجب ان لا يتحمل وحده الخسارة بل يجب ان تتحمل السلطة الفلسطينية جزءا من الخسارة".
واتفقت منى الغصين في الكلام مع شقيقها توفيق الذي تحدث لـ "إيلاف" من مقر اقامته في ابوظبي بان السلطة الوطنية الفلسطينية طلبت منهم التوقيع على اوراق تطالبهما بعدم ملاحقة القضية امام محاكم عليا ضد السلطة الوطنية، ومن ثم التعهد بدفع اية متبقيات من المبلغ المطالب به والدهما.
وقالا "نعم لقد وقعنا حتى ننقذ والدنا، ونغادر به الى العلاج في الخارج ، في لندن او غيرها، ولكن رغم ذلك، فان قرارا بالسماح له بالسفر لم يصدر بعد، كما انهم لم يعطوه جواز سفره بعد".
يذكر ان جويد الغصين يعيش في ابوظبي منذ اوائل الستينيات وهو رجل اعمال ناجح ويحمل جواز سفر اردنيا منحه اياه العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال لصداقة بينهما.
ولجويد الغصين علاقات وثيقة مع عديد الشيوخ وكبار المسؤولين الخليجيين وخصوصا في دولة الامارات والكويت، ومن اجل هذه الأخيرة كانت بدايات مشاكله مع صديقه القديم الرئيس عرفات، حيث انتقده في شكل واضح وعلني لدعمه للرئيس العراقي صدام حسين حين غزا الكويت في العام 1990 ، حسب ما يقول قريبون من الرجلين.
وشن ابنا جويد الغصين منى وتوفيق حملة واسعة على نطاق بريطاني واميركي وحتى في الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان من اجل الافراج عن والدهما.
وأخيرا، قالا ان "رغبة والدنا كانت هي قيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية ايضا، ولكننا نتساءل كيف يمكن قيام مثل هذه الدولة التي لاتحترم ارادة ابنائها، ولا ندري كيف يمكن ان يحترمها الآخرون؟".&&
التعليقات