&
خاص بـ"ايلاف": رد مصدر اردني رفيع المستوى في حديث لـ "ايلاف" على ما دأبت وسائل الاعلام البريطانية من الاردن لا يزال يطالب بتسليم ابو قتادة احد انصار تنظيم (القاعدة) بزعامة اسامة بن لادن بالقول "نحن كنا نريده في وقت سابق لأنه مطلوب للعدالة بتهم في جرائم ارتكبها على ساحتنا، ولكننا لا نريده الآن".
واضاف المصدر اننا "وان كنا على تعاون تام مع بريطانيا في مكافحة الارهاب وتعاوننا وثيق في هذا الشأن الى اللحظة، فاننا لا نرغب في استلام المدعو ابو قتادة، تاركين مجمل الأمر في ايدي السلطات البريطانية للتعامل معه حسب قوانينها واعرافها في مكافحة الارهاب".
وكان الاردن طالب بتسليمه ابو قتادة (وهو اردني من اصل فلسطيني) للسنوات الخمس الماضية، لكن السلطات البريطانية كانت تعتذر عن تلك الامكانية على اعتبار ان قوانينها لا تسمح بتسليم اللاجئين السياسيين احتراما لحقوق الانسان.
وابو قتادة مطلوب للعدالة الاردنية لتورطه بالتخطيط لعمليات ارهابية على الساحة الردنية مع مجموعة من انصاره الذين لا يزالون يعملون هناك وتطاردهم السلطات الاردنية.
وهو هرب من الاردن الى باكستان بعد تنفيذ عمليات ارهابية مع عدد من انصاره، ثم جاء الى بريطانيا في العام 1993 حيث منح حق اللجؤ السياسي، ورفضت لندن مطالبات اردنية عديدة بتسليمه اليها.
وابو قتادة الذي اشارت صحيفة (تايمز) البريطانية الى انه هو السفير المعتمد لأسامة بن لادن في اوروبا، ظهر عديدا من المرات ضيف على قناة (الجزيرة) الفضائية القطرية في الاوان الأخير مدافعا عن بن لادن وحركة الطالبان التي انهزمت في افغانستان.
وهو كان يعتاش على عاتق دافعي الضرائب البريطانيين من خلال المعونة المالية التي تقدمها له الحكومة البريطانية كلاجىء سياسي.
وقالت مصادر بريطانية اليوم الاربعاء ان (ابو قتادة) مطلوب من جانب اسبانيا للتحقيق معه في علاقات له مع عناصر من شبكة (القاعدة) في ست دول اوروبية على الأقل.
وتطالب السلطات الاسبانية بضرورة تسليمه اليها على اعتبار انه يكون احد المتورطين المحتملين في التفجيرات الاميركية في ايلول (سبتمبر) الماضي.
وكانت الحكومة البريطانية جمدت ارصدة ابو قتادة من ضمن تلك المجموعات والهيئات التي يشتبه بعلاقاتها مع شبكة (القاعدة) في العالم بعد التفجيرات الاميركية.
وتقول المصادر الاستخبارية البريطانية انه ضبط حوالي 18 شريط فيديو في مدينة هامبورغ الالمانية جميعها انتجت من جانب ابو قتادة وهي استخدمت من جانب ثلاثة من المتورطين في التفجيرات الجوية الارهابية الاميركية.
واشارت الى ان ابو قتادة التقى لعديد من المرات مع عدد من عناصر (القاعدة) في دول اوروبية قبيل احداث ايلول باشهر معدودات.
وفي الوقت الذ قالت فيه شرطة سكوتلانديارد البريطانية انها لاتملك ادلة ثبوتية على تورط ابو قتادة في الاعمال الارهابية الاخيرة، الا انها قالت انها "ستترك شأن تقرير ذلك الى ما بعد اصدار قانون مكافحة الارهاب الذي يعكف على وضعه الآن وزير الداخلية ديفيد بلنكيت".
ويقول المصدر الأردني الذي تحدثت اليه "ايلاف" من لندن الى مقره في عمان "نحن حاليا نرفض تسليمنا ابو قتادة حيث الأولى ان تقوم السلطات البريطانية باستجوابه في شأن ما يتهم به في التورط في التفجيرات الاميركية".
وقالت المصادر البريطانية ان ابو قتادة (المولود في مدينة بيت لحم الفلسطينية، ويحمل الجنسية الاردنية، وحاصل على حق اللجؤ الساسي في بريطانيا) متورط ايضا باعطاء معلومات مغلوطة للسلطات البريطانية عن هويته.
واشارت الى انه في التحقيقات معه اعطى ثلاثة تواريخ لتاريخ ميلاده، وقالت انه منح حق اللجوء السياسي في العام 1994 ، ومنح منزلا مريحا للعيش مع ابنائه الأربعة وزوجته في ضاحية اكتون في غربي لندن اضافة الى مبلغ شهري من المال يبلغ 322 جنيها استرلينيا لتسديد اجور منزله مع مبلغ آخر كمؤونة عائلية.
وقالت المصادر انه ثبت من التحقيقات ان "هذا اللاجىء السياسي له رصيد مالي في احد البنوك قدره 180 ألف جنيه استرليني يعتقد ان شبكة القاعدة زودته به لالقاء خدماته لها في اوروبا.
يذكر ان هذا الرصيد تم تجميده في القرارات التي اصدرها وزير الخزانة البريطاني على خلفية احداث ايلول (سبتمبر) الاميركية.
ومن جانبها تقول المصادر الامنية الاسبانية ،حسب صحيفة التايمز البريطانية، ان محمد عطا احد قائدي طائرات التفجير الارهابية زار لندن ما لايقل عن عشرين مرة في الاشهر الأخيرة الماضي، وانه يحتمل ان يكون التقى ابو قتادة لعديد من المرات، ونفى ابو قتادة ان يكون مثل هذا الأمر قد تم.
وقال ابو قتادة في تصريحات نقلت عن لسانه "انا لم اتورط في اية اعمال ارهابية، ولكن في بلد مثل بريطانيا، من السهل ان تتورط او ان يورطك الآخرون في اية تهمة بمجرد نشر صورتك على شاشات التلفزة او في الصحف".
واخيرا، فان مصادر بريطانية عليمة تعتقد ان اعتقال ابو قتادة اصبحت قريبة الوقت خصوصا مع صدور قانون مكافحة الارهاب الجديد.&&&