لندن- قال مصرفيون ان الاثرياء العرب القلقين من إمعان الولايات المتحدة في التدقيق في حساباتهم المصرفية الخارجية متوجسون خيفة من التعامل مع البنوك الاميركية وانهم ربما يسعون الى ملاذات اكثر امنا اذا ما اتسع نطاق الصراع في افغانستان.
واشاع تجميد اصول بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة وما نشأ عنه من اضطراب حمى من التكهنات في القطاع المصرفي الخاص بشأن مصير مليارات الدولارات من الاموال السعودية التي تعد واحدة من ركائز تلك الصناعة المصرفية.
وقال معظم علي رئيس معهد الصيرفة والتأمين الاسلامي ومقره لندن "الاثرياء العرب يشعرون بعدم الامان بصورة كبيرة. الامراء السعوديون لم ينقلوا اموالهم بعد الا ان بعض صغار رجال الاعمال يفعلون."
وتتابع البنوك الامريكية اخبار المنطقة بقلق حيث تتمتع فيها بمصالح كبيرة. الا انه على الرغم من التقارير التي تفيد بانتقال مليارات الدولارت من الاموال العربية وسعي البنوك السويسرية الي اجتذاب مئات الملايين من الدولارات الا ان المصرفيين الامريكيين يقولون ان الامر مازال بأيديهم.
وقال مصرفي امريكي كبير "الامر بايدينا حتى الان ولكن اذا تواصلت الحرب وامتدت فان ثمة ضررا سيصيب اعمالنا."
ويمثل العالم العربي الذي يتمتع بموجوادت في وحدات مصرفية خارجية تقدر قيمتها بأكثر من تريليون دولار في شكل اموال يمتلكها مستثمرون افراد وحكومات مجال اعمال كبيرا للبنوك الامريكية.
فعلى سبيل المثال تمثل منطقة الشرق الاوسط بالنسبة لشركة سيتي غروب وهي اكبر شركة للخدمات المالية في العالم اكبر حجم اعمال تديره خارج مركزها في جنيف بالنسبة للعمليات المصرفية الخاصة في اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا.
وفي جنيف تقول مصادر مصرفية ان عملاء عرب ومن بينهم عدد من الامراء السعوديين يحتفظون بسبعة مليارات دولار لدى سيتي غروب التي تدير 31 مليار دولار في اوروبا وافريقيا والشرق الاوسط.
ومنذ هجمات 11 من سبتمبر ايلول يقول المصرفيون ان هناك تنافسا علي اموال الاثرياء العرب. والبنوك السويسرية الخاصة تسعي جاهدة من اجل اجتذاب هذه الثروات بمحاولة تحسين صورتها وبيان انها لا تقدم علي تجميد الارصدة والاموال.
ورفضت متحدثة في بنك كريدي سويس برايفت وهو وحدة تابعة لمجموعة كريدي سويس ثاني اكبر بنك سويسري الادلاء بحديث قائلة ان الموضوع "بالغ الحساسية".
وقال لوران شابيو رئيس قسم الاوراق المالية الاسلامية في بنك بكتيت السويسري ان سويسرا قد تخرج من هذه المشكلة فائزة ماليا.
وقالت لرويترز "جاءنا عدد قليل من الزبائن طالبين وضع اموالهم تحت سلطان القضاء السويسري. في وقت الازمات كانت سويسرا والفرنك السويسري دوما تستفيد. وهذه المرة من المتوقع ان تستفيد ايضا."
وقالت "لقد انحازت سويسرا الي الباقين لكن السوءال الي اي مدي. من الواضح ان الحكومتين البريطانية والامريكية كانتا اكثر نشاطا في تجميد الاموال. ولذا فان سويسرا من المتوقع ان تستفيد الي حد ما."
ويقول مصرفيون ان اغني العائلات العربية لم تنقل بعد حيازات كبيرة من اموالها خارج البنوك الامريكية الي بنوك ملاذ امن او الي الوطن.
واستدركوا بقولهم ان البنوك الامريكية قد تصبح خاسرا ماليا اذا استمرت الحرب في افغانستان مذكية المشاعر المعادية لامريكا في المنطقة.
وقال مصرفي كبير طلب الا ينشر اسمه "اري قلقا في ان ينظر الينا علي اننا نتعامل مع موءسسات امريكية لكن هذا لم يسفر عن اي خسارة كبيرة في الاعمال حتي الان."
واضاف قوله "اذا تطور الوضع السياسي تطورا مختلفا ورأينا مشكلات في العالم الاسلامي توءدي الي صعوبات لاكثر العائلات ثراء في الشرق الاوسط في التعامل مع البيئة الامريكية فان هذا سيوءثر في الاعمال وقد ندفع الثمن."
وحتي الان فان الجميع ينتظرون ليروا اي طريق سيسلكه العرب. لكن هناك علامتي استفهام .. ماذا سيحدث في افغانستان وكيف سيوءثر هذا في العالم العربي.
ويقول المصرفيون ان روءوس الاموال العربية ستصاب بالفزع اذا دخلت الولايات المتحدة في معركة أوسع ضد الارهابيين وعمدت كما يطالب بعض المتشددين في واشنطن الي مهاجمة العراق.
وقال مصرفي اقليمي رفيع "اذا بدأ الامريكيون قصف العراق فسوف نري تدفقا هائلا لروءوس الاموال من المنطقة ومن البنوك الامريكية."
واضاف قوله "القلق لن يتبدد." وقال "يقال ان الهدف التالي هو العراق وبعده يكون سوريا." .