&
القاهرة- إيلاف: أكد أحمد ماهر وزير الخارجية المصري أن بلاده واثقة من أن الولايات المتحدة لن تلجأ إلى مهاجمة العراق لفرض عمليات الأمم المتحدة للتفيتش على الأسلحة& في الوقت الذي طلبت بغداد من سفيرها لدى تركيا العودة فورا الى العراق، لاسيما وان انقرة تشارك الولايات المتحدة في حملتها ضد الارهاب.
&وقال ماهر في كلمة ألقاها في معهد بروكنجز في واشنطن "نأمل ألا يحدث هذا ونفهم أن هذا لن يحدث."
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد طالب الرئيس العراقي صدام حسين بالسماح باستئناف عمليات التفتيش على الأسلحة ، وفي لهجة تهديدية قال إن صدام "سيرى" ما هي العواقب إذا رفض ذلك الأمر .
وقد أعرب زعماء عرب وغربيون يخشون أن تكون تصريحات بوش إشارة إلى عزم لشن هجوم عن رفضهم أي عمل عسكري ضد العراق على الأقل إلا إذا قدمت الولايات المتحدة أدلة تثبت صلة العراق بأعمال عنف محددة.
وسئل ماهر ما شعور مصر إذا وقع هجوم فرد بقوله "سيكون له أثر سلبي على الجميع. ونعتقد أنه سيكون من الخطأ ولاسيما في هذا الوقت اللجوء إلى استخدام القوة ضد العراق أو أي دولة عربية أخرى."
وردا على سؤال ماذا يجعله واثقا أن الولايات المتحدة لن تهاجم قال ماهر "قد يكون حدسا. لدي حدس بأن هذا لن يحدث."
وقال ماهر إن المساعي الجديدة للولايات المتحدة للوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين هذا الأسبوع تتيح "فرصة فريدة" لإحراز تقدم نحو السلام في الشرق الأوسط وإنه يجب على الولايات المتحدة أن تبقى نشطة لعدة أشهر حتى تؤتي المبادرة ثمارها.
ولكنه مثل الزعماء العرب الآخرين استدرك بقوله إن العقبة الرئيسية هي أن الحكومة الاسرائيلية لا تعتنق الرؤية المقبولة على نطاق واسع لسلام قائم على دولة فلسطينية في الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967.
وقال إن الاسرائيليين حاولوا في السبعة الأيام الماضية استفزاز الفلسطينيين لاتخاذ ردود عنيفة من خلال أعمال مثل اغتيال أحد زعماء حماس يوم الجمعة الماضي.
وقال ماهر "من المستحيل تصديق أن هذه الأعمال التي حدثت بعد كلمة (وزير الخارجية الأمريكي كولن) باول وقبيل زيارة مبعوثيه كانت بريئة وستبقى بدون رد مما يؤدي إلى حلقة عنف أخرى يستغلها (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون."
وأضاف قوله "هذا الأمر يبعث على بالغ القلق لدينا ونأمل أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا صارما رافضة هذا التحدي وهذا الاستفزاز حتى يتمكن الجانبان في نهاية الأمر من دخول طريق المفاوضات على الوضع النهائي."
وكان باول ألقى كلمة عن الشرق الأوسط في 19 من نوفمبر تشرين الثاني. ووصل مبعوثاه الجنرال المتقاعد انتوني زيني ومساعد وزير الخارجية وليام بيرنز إلى اسرائيل يوم الاثنين وبدأ الاثنان العمل يوم الثلاثاء.
وفي غضون ذلك أزالت القوات الإسرائيلية منازل في قطاع غزة واغتالت محمود أبو هنود القائد العسكري في حركة المقاومة الإسلامية حماس. وقتل خمسة تلاميذ فلسطينيين في غزة فيما يبدو بسبب انفجار عبوة ناسفة زرعها الجنود الاسرائيليون.
ويوم الثلاثاء وبينما بدأ المبعوثان مهمتهما قتل مسلحان فلسطينيان شخصين اثنين وجرحا زهاء 50 اخرين في هجوم على مدينة العفولة الإسرائيلية.
وأدان الوزير المصري هجوم العفولة لكنه استدرك بقوله إن الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين سيئة بالمثل.
وقال "إني أدينه (هجوم العفولة) بقدر ما أدين أعمال الاسرائيليين خلال الأيام القليلة الماضية وقبل ذلك قتل أطفال ذاهبين إلى المدرسة وما يسمى عمليات القتل المتعمدة التي هي في الحقيقة إعدامات خارج نظام القضاء وليست مقبولة."
و"من المهم التمييز بين مقاومة الاحتلال الأجنبي وجرائم الإرهاب التي ندينها بغير تحفظ."
وقال الوزير إن مصر لن تعيد سفيرها إلى اسرائيل إلا حينما تستأنف المفاوضات بشأن الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية. وكانت مصر سحبت السفير احتجاجا على الأعمال الاسرائيلية في أوائل الانتفاضة الفلسطينية التي تفجرت في سبتمبر أيلول عام 2000.
وقال ماهر إن مصر عانت اقتصاديا من آثار هجمات 11 من سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة التي أضرت بشدة بصناعة السياحة المربحة في البلاد.
ولكنه استدرك بقوله إنه في الولايات المتحدة لن يطلب مزيدا من المعونة الأمبركية لمصر. وتمنح واشنطن القاهرة معونات قيمتها نحو ملياري دولار سنويا.
وقال ماهر "سنسأل أصدقاءنا الأميركيين مساعدتنا على التغلب على هذه الصعاب لا بأموال جديدة ولكن بإبداء مرونة في الطريقة التي يسير بها تعاوننا الاقتصادي. وأرجو أن يلقى هذا الطلب ردا إيجابيا."