&
القدس- تعتبر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي اعلنت مسؤوليتها اليوم الاحد عن ثلاث عمليات دامية في القدس الغربية الى شمال قطاع غزة وفي حيفا بشمال اسرائيل، الحركة الاسلامية الفلسطينية الرئيسية التي تعارض عملية السلام مع الدولة العبرية. تأسست حماس عند انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الاولى في الرابع عشر من كانون الاول/ديسمبر 1987 في الاراضي المحتلة وتستند الى شبكة كبيرة من المساعدات والاعمال الخيرية.
وقد افرجت اسرائيل عن زعيمها الروحي الشيخ احمد ياسين في 1997 بعد ثمانية اعوام من الاعتقال. وتعارض حماس بقوة اتفاقات اوسلو لعام 1993 حول الحكم الذاتي الفلسطيني ويدعو ميثاقها الى "الجهاد" حتى قيام دولة فلسطينية تضم الاراضي الفلسطينية واسرائيل. وكانت حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين رفضتا وقف اطلاق النار المعلن في 18 ايلول/سبتمبر من جانب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
أما الذراع العسكرية لحماس المعروفة باسم "كتائب عز الدين القسام" (تيمنا باسم الناشط القومي العربي الذي حارب في فلسطين قبل انشاء اسرائيل في 1948)، فنفذت عمليات دامية في السنوات الاخيرة ضد جنود ومدنيين اسرائيليين بينها هجوم تل ابيب في الاول من حزيران/يونيو (21 قتيلا امام مرقص) وفي القدس في التاسع من اب/اغسطس (في مطعم للبيتزا 16 قتيلا).
واوقعت ثلاثة هجمات تبنتها حماس 31 قتيلا خلال 12 ساعة في الاول والثاني من كانون الاول/ديسمبر: عشرة اسرائيليين وانتحاريان فلسطينيان في القدس الغربية ومستوطن يهودي وناشطان في حماس في غزة واخيرا 16 قتيلا بينهم على الارجح انتحاري فلسطيني في حيفا. وتعد الحركة على ما يرجح بين 700 و1200 ناشط وعشرات آلاف المناصرين لها. وفي شباط/فبراير واذار/مارس 1996، نفذت حماس ثلاثا من اربع عمليات انتحارية دامية اوقعت اكثر من خمسين قتيلا في اسرائيل ما ساهم في عرقلة عملية السلام وعودة اليمين القومي الاسرائيلي الى السلطة.
وعلى المستوى السياسي، يتزايد نفوذ حماس على حساب السلطة الفلسطينية ولا تزال تشكل ابرز احزاب المعارضة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رغم تراجع حدة التباينات بينهما منذ بدء الانتفاضة الثانية في 28 ايلول/سبتمبر 2000. وشاركت حماس في اواخر شباط/فبراير الماضي في اجتماع ل "المصالحة الوطنية" لرص صفوف الفلسطينيين في مواجهة اسرائيل. وفي 11 ايلول/سبتمبر، بعد ساعات من وقوع الاعتداءات في الولايات المتحدة، اكدت حماس ان لا علاقة لها بالهجمات الارهابية معتبرة في الوقت نفسه ان هذه الهجمات يجب ان تحض واشنطن على اعادة النظر بسياستها في العالم.