غزة&- تستعد غزة التى تتعرض لقصف اسرائيلي يتربص بها على مدار الساعة لاستقبال اعياد الفطر والميلاد وهى تتشح بالسواد يحاصرها الخوف والموت من كل جانب بعد الغارات الاسرائيلية العنيفة التى استهدفتها ليل الاربعاء الخميس. ويلزم الفلسطينيون في غزة منازلهم تحسبا لاي غارات جديدة لا تنقصها المبررات، تلفهم اجواء الخوف والرعب التى باتت جزءا من حياتهم اليومية ..
&وذلك بعد ساعات على اخر قصف قامت به المقاتلات الاسرائيلية من طراز اف 16 على مؤسسات السلطة في القطاع الافقر والاشد اكتظاظا في المنطقة كلها. وقد خلت صباح اليوم الشوارع التجارية في مدينة غزة الا من قليل من المارة يكتفي معظمهم بالسؤال عن الاسعار في المحلات التجارية الخالية من الزبائن فيما لا تجد حاجيات العيد من الحلوى والملابس الجديدة من يشتريها.
&راوية (33 عاما) كانت تسير بسرعة على غير عادتها في سوق عمر المختار التجاري في منطقة الرمال الراقية في المدينة تقول مضطربة وهي تتابع تحليق مقاتلة اسرائيلية في الجو انها لم لم تتمكن من اصطحاب اطفالها الى السوق لشراء ملابس العيد" وتابعت "انني اخاف على اطفالي من قصف الطائرات الاسرائيلية المفاجيء في اي لحظة .. انه عدو لا يرحم".
وشكا كثير من الباعة واصحاب المحلات التجارية في غزة من ندرة الزبائن وقلة الاقبال رغم اقتراب العيد وهي الفترة الذهبية التى تشهد فيه الاسواق حركة شراء ناشطة تعوض ما سبق من ايام الكساد. وقال صاحب محل للملابس في غزة "الوضع محزن حتى البكاء" مضيفا وكانه يسلم الامر لله ويواسي نفسه "كل شيء نصيب المهم ان تعود الاوضاع الى الهدوء والاستقرار كي نشعر سواء مسيحيين او مسلمين في فلسطين بالعيد ككل الناس في انحاء العالم".
&وزاد من حالة الخوف لدى الناس جراء القصف الاسرائيلي ان هذا القصف يمكن ان ياتي في اي وقت ولا يحتاج الى اي مبررات، ما جعل الكثيرين يمتنعون عن النزول الى الشوارع العامة والاسواق، ولم تعد صفةالحذر صفة تلازم فقط قادة القوى الفلسطينية ونشطاء المجموعات المسلحة بل اصبحت جزءا من حياة المواطن الفلسطيني العادي الذي يرهف السمع ويتطلع الى السماء في كل وقت تحسبا لتحليق عادة ما يسبق القصف. وروى عبد الرحمن احمد (32 عاما) ان "الناس عندما سمعوا هدير الطائرات الاسرائيلية الليلة الماضية التي بدات اطلاق الصواريخ على الفور هربوا في كل اتجاه من ميدان فلسطين والسوق (وسط غزة) .. انه الموت يلاحقهم".
واضاف احمد "لا يريد شارون لنا العيد وبفعل القصف تخيم اجواء الحرب والموت وليس اجواء العيد .. لو استطاع شارون ان يمنع مجيء العيد لفعل لكنه يحاول منعه على طريقته". لكن الحياة في جانب اخر من مدينة غزة تاخذ طابع التحدي والتسليم بان المكتوب مكتوب والناس في الاسواق الشعبية الفقيرة يشترون ما تسمح به اوضاعهم من حاجيات العيد وخصوصا في سوق الشجاعية الذي لا يبعد سوى مئات الامتار عن مقر للشرطة الفلسطينية قد يكون هدفا للقصف في اي لحطة. محمد (45 عاما) يسابق الوقت قبل الليل لشراء ما يلزم اطفاله الخمسة ليكونوا "كبقية الاطفال" كما يقول.
&وقال "القصف الاسرائيلي يدمر حتى الاحتفال الباهت بالعيد كما لو ان الفقر والعوز والبطالة لا تكفي". وبحسب احصائيات السلطة الفلسطينية فالبطالة "تجاوزت الستين بالمئة" وخسائر الاقتصاد الوطني بلغت "اكثر من ستة مليارات دولار" وهو ما يزيد من العبء على المواطن العادي الذي فقد مصدر رزقه ولم تستطع السلطة الفلسطينية توفير المساعدات له.
&وقد نفذت القوات الاسرائيلية ليل الاربعاء الخميس مستخدمة طائرات ال اف 16 والمروحيات العسكرية اعنف غارات لها على مقار السلطة الفلسطينية والتي ادت الى مقتل عنصر امن وامراة فلسطينية واصابة ثلاثين اخرين اضافة الى تدمير مقار عدة بعد مقتل عشرة اسرائيليين في هجوم نفذه فلسطينيون الاربعاء . واعتبرت السلطة الفلسطينية على لسان نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اليوم الخميس عمليات التصعيد والقصف الاسرائيلية "حربا رسمية" تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني وسلطته "من شأنها جر المنطقة الى الانفجار".