غزة - شهدت العلاقة بين السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) المتوترة مواجهة جديدة اليوم الخميس بعد اصابة سبعة فلسطينيين بالرصاص خلال محاولة الشرطة الفلسطينية اعتقال احد القادة البارزين في حماس بقطاع غزة.
&واتهمت الشرطة الفلسطينية حماس "بتصعيد الموقف" مشيرة الى ان "مجموعات مسلحة من حماس اطلقت النار تجاه افراد الشرطة لدى محاولتهم اعتقال عبد العزيز الرنتيسي (القيادي البارز في حركة حماس) ما ادى الى اصابة سبعة مواطنين بينهم شرطيان.
&واتهمت حركة حماس من جهتها في بيان الشرطة الفلسطينية انها "اطلقت العيارات النارية والقنابل اليدوية والصوتية بكثافة على منزل الرنتيسي مباشرة وعلى جموع المواطنين الذين تجمهروا بالقرب من المنزل".&
ويعتبر الرنتيسي من قادة الجناح الراديكالي في حركة حماس وقد سجن مرات عدة في المعتقلات الفلسطينية كما كان اعتقل في السجون الاسرائيلية وابعدته السلطات الاسرائيلية الى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان مع عدد كبير من قادة وكوادر حماس والجهاد الاسلامي في العام 1991 قبل ان يسمح لهم بالعودة الى الاراضي الفلسطينية بعد اشهر عدة من الابعاد.
&ويحاضر الرنتيسي (47 عاما) المريض بالسكري وهو طبيب اطفال في الجامعة الاسلامية بمدينة غزة. كما يحظى بشعبية في اوساط نشطاء حركة حماس وفقا لمصادر في الحركة.&وقال مصدر امني فلسطيني في بيان انه "عند وصول الشرطة الفلسطينية الى منزل الرنتيسي فوجئت (الشرطة) بوجود مجموعة من المسلحين الذين بادروا باطلاق النار على الشرطة وجمهور المواطنين الذين تجمعوا حول منزله ونتج عن اطلاق النار اصابة سبعة مواطنين بينهم شرطيان".
&واكد ان "حالة الجرحى السبعة بين متوسطة وخفيفة".&وحملت الشرطة الفلسطينية الرنتيسي شخصيا "المسؤولية عما حدث من اصابات وتعتبره متهما مطلوبا من الشرطة بتهمة مقاومة القاء القبض عليه واثارة الجماهير لضرب الوحدة الوطنية التي نسعى جميعا للمحافظة عليها".&ويعتبر الرنتيسي مطلوبا من اجهزة الامن والشرطة الفلسطينية منذ ان شنت الاجهزة الامنية مؤخرا حملة اعتقالات واسعة في صفوف القياديين والنشطاء في حركتي حماس والجهاد الاسلامي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
&وشهدت غزة اول صدام بين السلطة الفلسطينية وحماس عندما نفذ رجال الامن والشرطة الفلسطينية قرارا للقيادة بوضع الشيخ احمد ياسين مؤسس حماس قيد الاقامة الجبرية وقتل في هذه المواجهات احد عناصر حماس واصيب اخرون منهم من افراد الشرطة بجروح وقد تراجع افراد الامن والشرطة قبل العودة مجددا الى التمركز قرب منزل ياسين حيث الاقامة الجبرية المفروضة عليه.
&لكن الامر لم يتطور وتم تطويقه بتدخل مباشر من اللجنة الوطنية الاسلامية العليا للقوى الفلسطينية المشرفة على الانتفاضة وفقا لما ذكره مسؤول في اللجنة.&وكان رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية جبريل الرجوب حذر من ان السلطة الفلسطينية لن تتهاون مع القوى السياسية التي "تختار النشاط المدمر والمضر بالمصالح الوطنية الفلسطينية حتى لو اقتضى الامر المواجهة على الارض".وفي هذه المرة اضطر افراد الشرطة ايضا الى مغادرة مكان منزل الرنتيسي دون اعتقاله وفقا للمصدر الامني.
&ونوه المصدر الامني الى ان "الشرطة سبق وان اخطرت الرنتيسي بضرورة حضوره للتحقيق معه ولكنه لم يحضر فاصدرت النيابة العامة مذكرة (في هذا الصدد) طبقا للقانون"، موضحا ان "الرنتيسي اعد نفسه مسبقا لمخالفة القانون والمقاومة المسلحة للامر الصادر بالقاء القبض عليه".
&وقال الرنتيسي انه "يرفض الاعتقال الذي جاء بامر من وكالة لاستخبارات المركزية الاميريكية (سي اي ايه) وجهاز المخابرات الموساد الاسرائيلي".&واضاف "كان هناك اجتماع امني وجاءوا لتوقيفي"، في اشارة الى اللقاء الذي ضم مساء الاربعاء لمسؤولين امنيين كبار من الفلسطينيين والاسرائيليين.
&كما رفض الرنتيسي في حديث بثته اذاعة مونت كارلو "وقف اطلاق النار الذي دعا اليه الرئيس عرفات وقال "انها المرة الاولى التي اعلن فيها الرئيس الفلسطيني وقف اطلاق النار قتل فيها اكثر من 200 فلسطيني من قبل شارون والاعلان الاخير (خطاب عرفات في اول ايام العيد) هو اخطر ذلك لانه قال حتى اذا اعتدوا (الاسرائيليون) عليكم فلا تردوا عليهم".
&وفي بيان قالت حركة حماس ان "الرنتيسي ما زال محاصرا بقوات كبيرة من رجال السلطة المدججين بالاسلحة النارية وهم يطلقون العيارات النارية والقنابل اليدوية والصوتية بكثافة على منزل الرنتيسي مباشرة وعلى جموع المواطنين الذين تجمهروا بالقرب من المنزل". لكن مراسل فرانس برس افاد ان الشرطة غادرت منطقة منزل الرنتيسي.
&واشار البيان الى ان "مساجد قطاع غزة اخذت تنادي على المواطنين بضرورة التوجه الى منزل الرنتيسي لفك الحصار عنه وما زالت حتى اللحظة جموع المواطنين تتوافد وهم يرددون الشعارات المناوئة لاعتقال الدكتور (الرنتيسي) وتطالب بالافراج عن كافة المعتقلين السياسيين".
&وكان شهود عيان فلسطينيون افادوا مساء الاربعاء ان اجهزة الامن والشرطة الفلسطينية حاولت في المساء اعتقال احد القادة البارزين في حركة حماس في قطاع غزة لكن مئات الفسطينيين وعددا من مسلحي حماس تجمعوا حول منزله وحالوا دون اعتقاله.
&واشار الشهود الى ان "عددا من المسلحين على ما يبدو من عناصر حماس اطلقوا النار خلال محاولة الشرطة الفلسطينية الاقتراب من منزل الرنتيسي لاعتقاله".