&
الدار البيضاء-إيلاف: مازالت التصريحات الصحفية لرجل المخابرات المغربي السابق أحمد البخاري تكشف كل مرة عن معطيات تاريخية حول موضوع الاختطاف والاغتيالات السياسية في المغرب نهاية الخمسينات وبداية الستينات. كل خروج صحفي لهذا الرجل أصبح يعني خروج أسماء جديدة متهمة بالاختطاف والاغتيال السياسي، وكأننا بصدد قراءة رواية بوليسية.
ففي حوار نشرته يومية "الصباح" المغربية، خرج أحمد البخاري ليقدم معلومات يوضح فيها أنه "بصدد رسم الهيكل التنظيمي للكاب1 - وهو جهاز كان يهتم بالاستعلامات بداخل وخارج المغرب قبل أن يحل في السبعينات، ويعترف البخاري الذي كان موظفا فيه، أنه كان يقوم بالاغتيالات السياسية والاختطاف..-" من 1956 إلى 1960. وأوضح& المخابراتي العتيق أنه سيعتمد على أرشيفه الخاص ومذكراته.
وسيساهم الهيكل التنظيمي للكاب-حسب البخاري- في معرفة مكان وزمان الاختطاف كي تحدد المسؤوليات، وسيتم ذلك بتنسيق مع منظمات حقوقية "سأقوم بالتعاون مع مهندس معلوميات على وضع الهيكل التنظيمي"، كما أعلن رجل المخابرات السابق أنه ينسق مع جمعيات حقوقية أميركية للتعرف على رجالات المخابرات الأميركية الثلاث:الكولونيل مارتن والكولونيل ستيف والكولونيل سكوت الذين كانوا يراقبون ويشرفون على جهاز الكاب1.
وقال البخاري أن هناك "نساء كن يتحملن مسؤولية، مثلا، رئيسة ديوان الدليمي التي لديها معلومات عن كل ما كان يجري بالكاب1 ...ورئيسة السكرتارية الخاصة لأوفقير وبقيت مع الوزراء ولم تخرج إلا سنة 1999 مع إدريس البصري"، وبذلك قد تتسع اللائحة التي كانت قد أعدتها جمعية :منتدى الحقيقة والإنصاف" والجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخصوص مجموعة تضم 45 شخصا، منهم من لازال يمارس مناصب جد مهمة وحساسة في المغرب، متهمون بممارسة التعذيب والقتل والاعتقال التعسفي في صفوف المعارضين اليساريين في الستينات والسبعينات، وقال البوخاري "هناك آخرون سيجعلون تلك اللائحة تتجاوز المائة وربما مائة وعشرين على مستوى المغرب".
وقال البخاري في حواره هذا أنه لا يمكننه "حاليا أن" يقدم كل ما في جعبته "حتى لا تفوت معركة جواز السفر، الذي لم يحصل عليه بعد. وفي هذا الصدد رفع دعوى قضائية ضد والي-محافظ مدينة الدار البيضاء بتهمة عدم منحه جواز السفر كحق دستوري. وينوي، في حالة دفع المحكمة بعدم الاختصاص،أن يرفع دعوى ضد وزير الداخلية، مؤكدا أنه سيواصل نضاله من أجل الحصول على جواز سفره.
البخاري كان قد استدعي من قبل قاضي فرنسي للشهادة في قضية المعارض المغربي اليساري المهدي بنبركة. وكان أحمد البخاري أكد أن جثة المعارض المغربي قد "أذيبت بواسطة أسيد في حوض بالقرب من العاصمة المغربية الرباط، بعد أن اختطف في العاصمة الفرنسية باريس.