إيلاف : نبيل شرف الدين
في ما بدأت قوة دولية متعددة الجنسيات قوامها 3 آلاف رجل مهامها الأمنية أمس في العاصمة الأفغانية "كابول" وضواحيها ، تتسلم اليوم الحكومة الأفغانية الجديدة برئاسة حامد قرضاي مقاليد الحكم .. بدأت القوات الدولية مهامها أمس .. وأعلنت بريطانيا أنها ستقود القوة لمدة 3 شهور ثم تسلم القيادة إلي الولايات المتحدة ، إلى ذلك فقد لقي 65 أفغانيا مصرعهم في غارة نفذتها طائرات أميركية مساء الخميس شرقي أفغانستان. وقالت وكالة الأنباء الأفغانية إن الموكب المكون من عدد من رؤساء القبائل والقادة كان متوجها إلى غردس في ولاية خوست مساء الخميس وكان يفترض أن يتوجه من خوست إلى كابل الجمعة ، غير أن وزارة الدفاع الأميركية نفت علمها بالأنباء التي تحدثت عن قصف موكب في أفغانستان أسفر عن مقتل العشرات من الأعيان المتوجهين لحضور حفلة تنصيب الحكومة الأفغانية الجديدة في العاصمة كابل ، ومن جانبه فقد أعرب الملك السابق ظاهر شاه عن ثقته في قدرة الحكومة الانتقالية على ادارة دفة البلاد وأعلن عزمه على العودة الى بلاده قبل 21 مارس المقبل تاريخ بداية العام الجديد في افغانستان·
مراسم التسليم
ومن المقرر أن يفتتح الحفل عند الساعة 11.00 بالتوقيت المحلي (6.30 بتوقيت غرينتش) بتلاوة من القرآن والنشيد الوطني ويلقي بعد ذلك الزعيم الباشتوني الأكثر نفوذا في تحالف الشمال عبد الرسول سياف خطابا.
وستتعاقب بعد ذلك خطابات مقتضبة يلقيها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ومهندس الاتفاقات الأفغانية في بون الأخضر الإبراهيمي ومبعوث منظمة المؤتمر الإسلامي.
ثم يلقي الرئيس برهان الدين رباني كلمة يليه خلفه على رأس الدولة رئيس الحكومة الانتقالية حامد كرزاي الذي سيؤدي اليمين الدستورية. ويتحدث أخيرا وزير الداخلية يونس قانوني المكلف تنظيم الحفل بوصفه ممثلا للحكومة الجديدة.
ويتوقع مشاركة العديد من شخصيات المجتمع الدولي منها وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار وموفدو فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكذلك وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي.
تعويضات ومحطات
من جهة أخرى قررت الولايات المتحدة صرف 1.6 مليون دولار تعويضاً لكل ضحية من ضحايا مركز التجارة العالمي.. كما ألغت قيود الطيران في سماء 27 مدينة كبري.. لا يسري الإلغاء علي مدن بوسطن ونيويورك وواشنطن.
وأعلن كولن باول وزير الخارجية الاميركي ان نجاح الحملة العسكرية الأميركية في أفغانستان لا يعني تطبيق نفس أسلوبها في حالة ضرب العراق لأن الوضع في العراق مختلف وقدراته العسكرية أقوي بكثير من حركة طالبان .. والمعارضة العراقية لا تقارن بالتحالف الشمالي الافغاني الذي قام بالدور الأكبر في الحرب علي طالبان ، وقال في تصريحات صحفية إن واشنطن تبحث الاستمرار في اتباع سبل الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
أضاف باول أن الكثيرين من اعضاء تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن فروا إلي الصومال مستغلين الفراغ السياسي هناك وعدم وجود حكومة نظامية مسيطرة علي الأمور .. قال إن أميركا تركز الآن علي تعقب هؤلاء الفارين في الصومال .
قوات دولية
بدأت قوة دولية متعددة الجنسيات قوامها 3 آلاف رجل مهامها الأمنية أمس في العاصمة الأفغانية "كابول" وضواحيها بعد أن تلقت تأييدا بالاجماع من مجلس الأمن الدولي لتوفير الأمن للحكومة الأفغانية الانتقالية الجديدة التي تتولي مهامها اليوم "السبت".
تقود بريطانيا هذه القوي التي بدأت عملها بمرافقة الشخصيات الدولية المهمة التي توافدت علي قاعدة باجرام الجوية 50 كيلو مترا شمال كابول لحضور حفل تنصيب الحكومة المؤقتة بزعامة حامد قرضاي.. أبلغت بريطانيا الأمم المتحدة أنها ستقود هذه القوة المتعددة الجنسيات لبضعة أشهر وأنه في حالة حدوث تعارض مع الجيش الأميركي ستكون القيادة للأميركيين.
جمع الأسلحة
في الوقت نفسه أصدرت وزارة الداخلية الأفغانية أمرا بعدم حمل الأسلحة في شوارع كابول ابتداء من أمس.. وجاء في الأمر أن المصرح لهم بحمل السلاح هم المجاهدون المكلفون بحراسة المدينة بالإضافة إلي شرطة وزارة الداخلية.. قالت وكالة رويتر إن بعض الأفغان لم يلقوا بالا لهذا الأمر حيث شاهد مراسلها عددا من الناس يتجولون في الشوارع وهم يحملون أسلحتهم علي أكتافهم مما سيضعهم في مواجهة مع القوة الأمنية الأجنبية والأفغانية.
من جانبه تعهد قرضاي بإلقاء الحرب التي استمرت 23 عاما في أفغانستان وأمرائها وزعمائها وراء ظهره ، غير أن صفحات التاريخ المعاصر لأفغانستان ليست مشجعة .
قالت إن الفاتحين الجدد من التحالف الشمالي لكابول حيث أطيح بطالبان الشهر الماضي هم نفس المجاهدين المتنازعين الذين جاءوا إلي السلطة عام 1992 واطلقوا حربا أهلية وحولوا المدينة إلي أنقاض .