&
ايلاف- بدأت في الفترة الأخيرة حكايات عن ممارسات "طالبان" تبرز حول اختطاف& النساء والفتيات الأفغانيات، وتقديمهن كجوائز جنسية لقادتها، ومن بينها قصة اختطاف الطفلة شابنام الصغيرة التي يرويها المواطن الأفغاني إسلام الدين زوج أختها ويهدد بالانتقام من جنود "طالبان".
اقتحم ثمانية مقاتلين من حركة طالبان بوابة أحد المنازل الأفغانية في وقت العشاء، وقاموا بضرب والدة الطفلة شابنام وجدتها، ثم اختطفوا الطفلة البالغة من العمر 9 سنوات في شاحنة صغيرة كغنيمة للضابط الذي يقودهم.وكان ذلك في آب/غسطس عام 1997، ولم تعد شابنام التي من المفترض أن تكون في الثالثة عشر الآن إلى منزلها حتى الآن.
وكانت أختها قد رأتها مرة واحدة منذ عامين، وقد علمت أن شابنام أصبحت ملكية خاصة للكولونيل شوالي الذي كان ضابط أمن كبير في حركة طالبان.
&فتوجهت إلى منزله وطلبت منه أن ترى أختها الصغيرة، وكان قد سمح لها أن تتحدث إليها لمدة خمس دقائق فقط محاطتين برجال مسلحين من حركة طالبان مما أثار خوفها، ويقول إسلام الدين زوج أخت شابنام لمحطة NBC الأميركية إن زوجته" تبكي في كل مرة ترى فيها فتاة تشبه شابنام"، فقد كانت الطفلة تعيش مع أختها وزوجها وكانت أمها وجدتها تزورانها في وقت الاختطاف، وأضاف إسلام الدين الذي يستخدم اسما واحدا مثل كثير من الأفغان "لم تزل ملابسها وعرائسها موجودة في المنزل، كل شيء يذكرنا بها، وكان من المفترض أن نكون سعداء بطرد حركة طالبان من كابول الشهر الماضي، ولكن ليس بوسعنا إلا أن نبكي لأنها غير موجودة معنا".
العار
ووفقا لكل من العائلات الأفغانية و مسئولي الحكومة الجديدة وجماعات الإغاثة الإنسانية، اختطفت حركة طالبان كثيرا من النساء والفتيات، ربما يصل عددهن إلى مئات أو أكثر، خلال حكمهم لأفغانستان لمدة خمس سنوات. ولا تزال كثيرات منهن مفقودات حتى الآن، ولكن بدأت قصص اختطافهن تبرز في أعقاب سقوط حركة طالبان.
ويعد أمر إحصاء عدد المختطفات أمرا مستحيلا.
فلم تعلن عائلات كثيرة عن اختفاء إحدى البنات أو الأخوات التي كانت الاسرة قد أُجبرت على بيعها لممارسة الجنس، حتى لا يلحق بها العار، خاصة في ظل مثل هذا المجتمع الإسلامي المتشدد. في حين خشيت عائلات أخرى من الاعتراض حتى لا يلحق أي ضرر بالمفقودات، وقد تحدث إسلام الدين وآخرون تم إجراء لقاءات معهم على مضض حول هذه الحوادث، ولكنهم رفضوا تصويرهم أو إحضار صور للمختطفات.
ولكن مع استعداد الحكومة الجديدة التي تسلمت مقاليد الحكم في البلاد السبت الماضي، وتضاؤل الرعب الذي خلقته حركة طالبان، بدأت مزيد من العائلات تتقدم لسرد قصص الاختطاف علنا لأول مرة.
جوائز جنسية
والجدير بالذكر أن قصص الاختطاف تلقي الضوء على نفاق مركزي في نظام طالبان، فقد كانت سياستهم الرسمية هي توقير النساء كجواهر يحرسها الرجال من عائلتهن، مما يعني بالنسبة للحركة سلب النساء جميع حقوقهن فعليا، ومن بينها التعليم، وإجبارهن إما على البقاء في المنازل دون أن يراهن أحد، أو الخروج مرتديات البرقع الذي يغطيهن من الرأس إلى القدم.
ومن أشهر القصص حول الملا محمد عمر قصة تدور حول ما فعله في ربيع 1994 حينما قاد مجموعة من تابعيه لقاعدة أحد قادة الحرب بالقرب من مدينة قندهار لتحرير فتاتين كان قد تم اختطافهما واغتصابهما بصفة متكررة. وذكرت التقارير أن الملا عمر كان قد علق القائد في اسطوانة دبابة انتقاما من عنفه معهما.
ولكن وفقا للقاءات مع عائلات أفغانية وبعض المسئولين في أفغانستان وخارجها، كانت حركة طالبان عبارة عن ميليشيا تتكون من بعض الشباب الأميين الذين غالبا ما يستغلون سلطتهم بطرق عنيفة، من بينها، كما ذكرت التقارير، المطالبة بالنساء والفتيات كجوائز جنسية لهم.
تحقيقات جديدة
وقال جنرال محمد قاسم النائب العام العسكري الرئيسي بتحالف الشمال الأفغاني في لقاء معه إنه يعتقد أن طالبان اختطفت على الأقل 1000 سيدة أفغانية، كما وعد قاسم الذي سيكون مسئولا كبيرا بوزارة الدفاع في الحكومة الجديدة أن الحكومة ستحقق في أكبر عدد ممكن من هذه القضايا. وأضاف أنه سيكون من الصعب العثور على كثير منهن، حيث من المعتقد أن كثيرا من هؤلاء الفتيات خارج أفغانستان الآن، وكثيرا منهن أيضا قتلته حركة طالبان.
وقال فرحات بخاري، وهو باحث بمنظمة مراقبة حقوق الإنسان في نيويورك التي أصدرت تقريرا حول محنة نساء طالبان، في لقاء هاتفي إن بعض الأقاويل بدأت تبرز في الفترة الأخيرة حول اختطاف عدد كبير من النساء الأفغانيات.
ومن ناحية أخرى، قال مسئول غربي إن المجاهدين الذين حاربوا للسيطرة على البلاد قبل أن تتولى طالبان الحكم قد اختطفوا النساء أيضا واغتصبوهن بصفة متكررة، وأضاف : "إن حركة طالبان لم تخترع ذلك". وقال قاسم إنه كان هناك عدد من حوادث الاغتصاب والاختطاف خلال سنوات النزاع بين الفصائل الأفغانية للسيطرة على البلاد، ولكن الحكومة لم تعاقب عليها أبدا مثلما كان يحدث خلال حكم طالبان. وقال أيضا إن بعضا من هؤلاء الفتيات تركته طالبان قبل خروجها من كابول في 13 نوفمبر، في حين أن كثيرا منهن اختطفته قوات طالبان في طريقها للخروج من المدينة.
تهديد بالانتقام
وقد قضى إسلام الدين الأيام الأخيرة متجولا في أقسام البوليس ومكاتب الأمن للتحقيق في قضية اختطاف الطفلة الصغيرة. وقال إنه حتى الآن لم يبد أحد استعداده للقيام بأي شيء فيما يتعلق بالقضية. وقال :"إذا كنت غير قادر على استعادتها، سأنتقم لما حدث لها، سأبحث عن أحد من أقرباء من اختطفها وأقتله، وقد يبدو ذلك مختلفا في بلاد أخرى، ولكنها تقاليد الثأر في أفغانستان، فهذه هي العدالة، ولا بد أن تطبق".