القاهرة : نبيل شرف الدين
وجاء الدور على "أم الجماعات" ، أي جماعة "الإخوان المسلمين" ، وتنظيمها الدولي ، ففي حملة بدا واضحاً أنها تستهدف تصفيتها في الفترة المقبلة ، اتهمت تقارير أعدتها الخارجية الأميركية الجماعة المصرية النشأة ، العالمية النفوذ حالياً ، بتبني لغة العنف ضد كل من يخالفها الرأي ، وأشارت التقارير إلي أن جماعة الإخوان تتمتع بقدرات خاصة في تنفيذ الاغتيالات السياسية ، وأنها تتربص بكل الأنظمة العربية المعتدلة وتسعي لزعزعة الاستقرار فيها ، وأن بين أعضائها "كوادر" تلقت تعليماً وتدريباً متميزاً ، فضلاً عن قدرات الإخوان المالية الضخمة في عشرات البلدان
واعتبرت التقارير التي أعدت بالتنسيق مع جهاز الأمن القومي الأميركي أن الإخوان ، وفي طريقهم لتنفيذ عملياتهم يلجأون إلي عقد التحالفات السرية مع عدد كبير من الجماعات والأفراد الذين ما زالوا يؤمنون بأن طريق الإخوان هو الأقرب إلي الجنة التي وعد بها المسلمون، وأوضحت أنه من الخطأ التاريخي أن تظل هذه الجماعة قائمة حتي الآن بالرغم من نشاطها الرسمي والمعلن في العديد من البلدان العربية والإسلامية.
وتري التقارير الأميركية أن جماعة الإخوان المسلمين هي "أم الجماعات" ، وهي العباءة التي خرجت منها منظمات أكثر راديكالية مثل "الجماعة الإسلامية" المصرية ، التي يتزعمها د. عمر عبدالرحمن المحبوس حاليا في السجون الأميركية، كما أن قيادات تنظيم الجهاد ظلوا لفترة طويلة معتنقين لفكر الإخوان ، فضلاً عن أن العديد من الجماعات الإسلامية في السعودية ودول الخليج وشمال إفريقيا والشام وغيرها ، مازالت تري في الإخوان المسلمين المثل الأعلي لأي تنظيم إسلامي فعال ومتماسك .
وتصف التقارير الخطورة الحقيقية لهذا التنظيم في كونه أعد العديد من البدائل لقياداته وزعاماته وأن اختفاء أي منهم من فوق ساحة العمل لن يؤثر علي مقدرة التنظيم علي الاستمرار، كما أن مبادئ هذا التنظيم مرنة لدرجة يصعب معها حصر مبادئ التنظيم في عدد قليل من المبادئ الشهيرة. ويضيف التقرير أن التنظيم يعتمد بصفة أساسية على "منطق المرونة" ، الذي& يؤيد مجاراة الأوضاع والظروف القائمة، وأنه يبدو في بعض الأحيان علي استعداد لتأييد النظام السياسي القائم، ودون أن يتخلي عن هدفه الأساسي في السعي إلي السلطة ببطء، الأمر الذي قد يمكنه خلال نحو عقدين من الزمن من الوصول الفعلي للسلطة في العديد من البلدان، خاصة أن الإخوان يعتمدون علي اساليب التنشئة السياسية، مما يتطلب القضاء علي الفكر الإخواني في تصفية هذا التنظيم حتي لا تكون أفكاره مرتعا لنشر أفكار أخري ولكونه أكثر التنظيمات الدينية ذكاء وخطورة، ويمتاز بالتسلسل الهرمي القوي وتنظيم الفروع والدقة في التخطيط لأعماله، وأنه ينجح في الكثير من المرات في التسلل إلي السلطة وإلي الأحزاب السياسية.
وأشارت التقارير التي أرسلت ملخصات لها لأجهزة الأمن في عدة دول بالشرق الأوسط ، لاتخاذ ما تراه مناسبا بشأنها ، غير أن مصر التي تعد المركز الرئيسي للإخوان المسلمين، وأن أحد الصراعات الهامة التي نجح فيها النظام المصري السياسي هو احتواء قوة ونفوذ الإخوان المسلمين ومحاصرة أنشطتها ، وأخيراً ملاحقة الحركيين فيها من خلال آلية المحاكمات العسكرية.