&
المفكر الراحل عبد الله القصيمي
&من أقوال القصيمي !!
&
كتب القصيمي عن الإرهاب باسم الدين، وكأنما هو يتحدث بيننا اليوم، ويقرأ الأحداث التي تجري على الساحة الدولية، يقول القصيمي:
( .. ومن ثمّ فإننا نعتقد أن هذه الجماعات المنسوبة إلى الدين، الناطقة باسمه لو أنها استطاعت الوثوب على الحكم ووضعت السلاح في يدها لحكمَ البشرَ عهدٌ من الإرهاب يتضاءل إزاءه كل إرهاب يستنكره العالم اليوم، وهذا أمر يجب أن يعرفه أولوا الرأي والمقدرة وأن يحسبوا له الحساب قبل فوات الأوان، ولن تجد أقسى قلباً ولا أفتك يداً من إنسان يثبُ على عنقك ومالك، يقتلك ويسلبك، معتقداً أنه يتقرب إلى الله بذلك، ويجاهد في سبيله، وينفذ أوامره وشرائعه!! والسوء لمن ناموا على فوهة البركان قائلين: لعله لا ينطلق ... ) .
&ويتحدث القصيمي عن النتائج السياسية للحركات الدينية، مشبهاً نجاح النازيين في ألمانيا بنجاح الجماعات الدينية في العالم العربي( .. ولا يجب أن نعجب إذا وجدناً مخبولاً يهذو ويمني بالمستحيلات، فقد نجح وأخذ برقاب الآلاف أو مئات الآلاف أو الملايين من هذه القطعان البشرية، يقودها حيثُ شاء، فإنه قد هاجم أضعف جانب فيهم- وهو جانب الرجاء والأمل- فقد انتصر عليهم دون عناء! وعلى هذا فمن البعيد الصعب الوقوف في سبيل هؤلاء المخادعين وفي سبيل استيلائهم على الجماعات بواسطة التلويح لها بآمالها، وعلى هذا يجب ألا يعد نجاح هؤلاء دليلاً على أن لهم قيمة بل يجب أن يعد دليلاً على ضعف النفس الإنسانية المؤملة المرجية .. ) من كتاب هذه هي الأغلال، 1946م.
وعن أصالة الغوغائية في الذات البشرية يقول ( .. إن القتل والبذاءة باسم العقيدة أو المذهب أو الدفاع عن العدل أو الحرية، هما قتل وبذاءة بالتوحش الذاتي والرغبة النفسية، بُررا تبريراً أخلاقياً وعقائدياً، بل حولا إلى عقيدة وأخلاق ..)& " عاشق لعار التاريخ " .
( .. أنا أرفض أن أموت، أن يموت أبني، أن يموت صديقي، أن يموت أي إنسان، أن يموت خصمي، أن يكون لي خصم! أنا أرفض ذلك تحت أي شعار، تحت أي فكرة تختفي وراءها أضخم الأكاذيب وأفجر الطغاة والمعلمين، لهذا أنا أ{فض التعاليم والمذاهب التي تعلمني كيف اكون قاتلاً، كيف أكون مقتولاً، كيف أؤمن بذلك، كيف أهتف لمن يدعونني إليه، لمن يوقعونه بي!! ) " صحراء بلا أبعاد" .
وعن الوحدة العربية، يقول القصيمي :
( .. يادولة العرب الواحدة الكبرى، إني أخاف مجيئك لأني أخاف مجيء هارون الرشيد الجديد !! إني أخاف مجيء هارون الرشيد لأني قرات عن هارون الرشيد القديم، كان يقاتل بآبائي ويقاتلهم بالسيوف والرماح والسهام والنبال، كان ينفق قوت آبائي على الجواري والشعراء والمغنين، كان يعرض ذاته وهيبته ووحشيته وكبرياءه فوق المنبر وفي المسجد وفي مواكبه البدوية المنطلقة من القصر إلى المصلى، ومن المصلى إلى القصر، ومن هذا القصر إلى ذاك القصر، ومن مخدع هذه الجارية إلى مخدع الجارية المنافسة الأخرى، كان يحارب ذكاء آبائي وحرياتهم بالمشايخ وبالآيات والأحاديث، وبالأنبياء وبالسلف وبالقبور.. )& من كتاب لئلا يعود هارون الرشيد
وعن عدم قدرة العرب على تقبل النقد !! يقول ( .. الشعوب العربية لا تعترف بقيمة النقد، بل لا تعرفه، إن النقد في تقديرها كائن غريب كريه، إنه غزو خارجي ، إنه فجور أخلاقي ، إنه بذاءة، إنه وحش فظيع يريد أن يغتال آلهتها ، إن النقد مؤامرة خارجية ، إنه خيانة، إنه ضد الأصالة ، إنها لذلك تظل تتغذى بكل الجيف العقلية التي تقدم إليها، لا تسأم التصديق ولا تمل الانتظار، إن أسوأ الأعداء في تقديرها هم الذين يحاولون أن يصححوا أفكارها وعقائدها أو يحموها من لصوص العقول ومزيفي العقائد، وبائعي الأرباب ، إن تكرار الأكاذيب والأخطاء والتضحيات لا يوقظ فيها شهامة الإباء أو الشك أو الاحتجاج، لقد جاءت مثلاً أليما في الوفاء والصبر والانتظار لكل مهدي لا ينتظر خروجه .. ) من كتاب" صحراء بلا أبعاد" .
وعن الصحافة في العالم العربي ، يقول ( .. الصحافة في البلدان العربية ، غزو للإنسان، غزو لذكائه، لأخلاقه، إنها لاتفهم الحقيقة ، لا تحترمها ولا تبحث عنها، إنها لا تحاول أن تدافع عنها، أن تقف معها، أن تدافع عن شرفها، إنها في كل حالاتها بلا شرف، إنها ليست فساداً فقط، إنها غباءة ، جهالة ، افتضاح، إنها قوم من المنحلين والمرتشين، والضعفاء والمنافقين يعرضون في السوق عرضاً دائماً أسوأ ما فيهم، يعرضونه على انه أسمى رسالة إنسانية ووطنية واخلاقية، يعرضونه على أنه تضحية في سبيل الإنسان تفوق جميع التضحيات، عن هؤلاء الذين يشرفون على هذه الصفحات هم أردأ شخصيات المجتمع، منذ البداية، وإما بالتعويد والممارسة!! كم تعذبني هذه الصحافة، كم أخاف منها ...) ( .. ما أضيق وأخطر الطريق الذي يسير فيه الصحفي العربي الذي يرفض أن يكون ملوثاً أو جباناً أو ضالاً أو بليداً، ما أضيق وأخطر الطريق الذي يسير فيه الصحفي النظيف !! ) " صحراء بلا أبعاد " .
وعن الكاتب العربي، يقول القصيمي ( .. إن الكاتب العربي يطيع كل الأوامر، إنه يخاف أن يعصي أو يخالف، إنه يعبد كل الأصنام في كل المحاريب، إنه يتحول إلى داعية خوف وطاعة، إنه يعلم الجماهير كيف تطيع وتخاف، إنه يسوغ لها ذلك ويدعوها إليه، إنه رسول مضاد لمعنى كل رسالة، إنه يلوث السوق أكثر من أن يحاول تنظيفها، إنه يعارض حيث تكون المعارضة مغنماً لا مخاطرة، إن المعارضة عنده دائماً نوع من البحث عن الربح، لا عن التضحية، ليست المعارضة عنده صراعاً مع الخطر، إنها مغازلة ومساومة، ومتاجرة وإعلان ...) " صحراء بلا أبعاد " .
وعن الطغاة والثوار في العالم العربي، يقول ( .. إنه لا يمكن أن تكون ثورة بدون أصوات عالية، إن الأصوات العالية تستهلك حماس الإنسان وطاقته، إنها تفسد قدرته على الرؤية والتفكير والسلوك الجيد، إن الأصوات العالية هي الثمن السخي الذي تهبه الثورات للمجتمعات التي تصاب بها، إن الأصوات العالية هي العقاب الغوغائي الذي تعاقب به كل ثورة أعصاب ووقار مجتمعها).
( ما أوقحك وأكثر ذنوبك أيتها الشعارات، ما أوقحك في فم الطاغية، في أجهزته، في فلسفته، ما أوقحك في فم المعلم والكاتب والخطيب والواعظ، كم كذبت ؟ كم قتلت؟ كم خدعت، كم سرقت، كم هيجت؟ إني أخافك، إني أحتقرك أيتها الشعارات ..)&& " عاشق لعار التاريخ " .
( .. الثوار دائماً يتحدثون عن نقيض ما يعطون، إنهم يتحدثون عن الحرية والاستقامة، وهم أقوى أعدائها، وعن الصدق وليس في البشر من يعاقبون الصادق ومن يمارسون الكذب ويجزون الكاذبين مثلهم! وعن حقارة النفاق وهم احسن من يزرعونه، ويستثمرون، ويتعاملون معه، وعن الرخاء مع أنهم من أذكى من يبتدعون جميع أسباب الإفقار والأزمات والحرمان، وعن التقدمية وهم أعتق البشر رجعية، إنه لا مثيل لهم في الخوف من التغيير الذي لا يهبهم تسلطاً وطغياناً، ويتحدثون عن العدل والحب، وهم يعنون بهما تخويف كل الطبقات، وقهرها، وسوقها لمصلحة كبريائهم، وأحلامهم.. ) .
( .. قد يأتي وقت يعلن فيه الرجل بأنه ثائر، فيقال " هذا ثائر" للطعن فيه، كما يقال اليوم: رجعي، قد يقال في يوم من الأيام: هذا إنسان، أو هذا المجتمع مصاب بحالة ثورية أو حالة عسكرية، مثلما يقال اليوم: هذا مصاب بحالة مرضية أو بحالة إنهيار أخلاقي أو انهيار عصبي ، قد يقال في يوم مقبل" هذا ثائر، أي مخرب، سارق قاتل، محارب للناس/ مريض/ مصاب بالشذوذ.. ) " عاشق لعار التاريخ" .
( إن الديكتاتور هو اشد الناس تعاسة حين لا يجد معارك يخوضها، ولا أعداء يتغذى بعداوتهم والتشنيع عليهم، إن الدكتاتور لا يسعد بشيء يملكه، حتى الانتصارات الكبيرة لا تستطيع أن تسعده، ولا أن تشفيه من همومه العدوانية، من أشواقه الدائمة إلى المعارك والخصومات، إن الانتصارات قد تعذبه، كما تعذبه الهزائم... ) .
&
&
الحلفة الاولى:
الحلقة الثانية:
الحلقة الثالثة:
&&