القاهرة-إيلاف: قالت مصادر عسكرية أميركية أن الولايات على وشك اتخاذ قرار بشأن إرسال قوات أميركية خاصة إلى جورجيا لتدريب قواتها المحلية على أساليب الإيقاع بأعضاء تنظيم القاعدة ، كما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً قالت فيه إن وزارة الدفاع الأميركية قد بدأت بالفعل في إمداد جورجيا بمروحيات مقاتلة ، وبرر ذلك بأن جورجيا كانت معبراً تقليدياً لجماعات وأفراد من عناصر "القاعدة" الذين يفرون من أفغانستان في طريقهم إلى الشيشان .
وعلى صعيد متصل فقد صرح فيليب ريملر ، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في جورجيا ، لشبكة& NBC الإخبارية ، إن العديد من مقاتلي "القاعدة" فروا إلى هناك ، مما ينذر باحتمال قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري في المنطقة مؤكداً أن العمليات التدريبية قد تبدأ خلال شهر من الآن.
يأتي ذلك في الوقت الذي صرح فيه كول إيد لوميس، المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية في أوروبا لصحيفة "واشنطن بوست" بأن وزارة الدفاع الأميركية قدمت بالفعل لحكومة جورجيا 10 مروحيات من طراز UH-1H HUEY ستة منها للعمليات وأربعة كبدائل تستخدم في حالة تعطل أي من الطائرات الست. ومن المقرر أن يقوم فريق عسكري أميركي في مدينة تبليسي، عاصمة جورجيا، بتدريب القوات الجورجية على كيفية تشغيل المروحيات ، وإذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى جورجيا فستكون هذه هي ثاني أكبر عملية تقوم بها الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب بعد النصر الذي حققته على حركة طالبان في أفغانستان.
وفي الأسبوع الماضي، بدأت القوات الأميركية تخوض تدريبات مشتركة مع القوات الفليبينية بهدف القضاء على الجماعات الإسلامية المسلحة هناك. ويقوم 660 ضابط أميركي بتدريب القوات الفليبينية على قتال جماعة أبو سياف، التي ترتبط بعلاقات مع تنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن.
يأتي هذا في الوقت الذي صرح فيه مسئولون أميركيون لوكالة رويترز بأن القوات التي سيتم إرسالها إلى جورجيا لن تشارك في أية أعمال قتالية وإنما ستقتصر مهمتها على التدريب فقط، كما هو الحال في الفليبين.
قوات خطاب
من جانبه، رفض بريان وايتمان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، التعليق على احتمال تحريك للقوات الأميركية إلى جورجيا ، إلا أنه قال إن فريقا صغيرا من قيادة القوات الأميركية في أوروبا قد زار جورجيا الشهر الماضي لتقييم حجم المساعدة التي تحتاجها حكومة جورجيا في الحرب ضد الإرهاب.
كان ريملر قد قال خلال لقاء أجرته معه صحيفة جورجية أسبوعية الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة ترغب في تشكيل قوة مناهضة للإرهاب ضمن تشكيلات وزارة الدفاع الجورجية ، مشيراً إلى أن عشرات المقاتلين الأفغان قد فروا إلى جورجيا حيث يرتبطون بعلاقات مع قائد عربي نشط بالقرب من الشيشان يدعى خطاب ، وهو ما يعرف بأمير المجاهدين العرب في الشيشان .
وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفلد قد زار جورجيا في شهر ديسمبر/ كانون أول الماضي وعقد محادثات مع الرئيس إدوارد شيفاردنادزه في تبليسي خلال جولته التي تضمنت أيضا أفغانستان ، وقد اوضح شيفاردنادزه خلال المحادثات إن دولة جورجيا الديموقراطية تحتاج إلى العون في مكافحة الجماعات المسلحة وتحديث قواتها المسلحة.
وفي الأسبوع الماضي، صرح وزير الأمن الجورجي فاليري خابرزاني لوكالة رويترز بأن بلاده ليست في حاجة لتنفيذ عمليات بمشاركة قوات أجنبية. وقال إن جورجيا تمكنت من القبض على العديد من الخاطفين وتجار المخدرات. وأضاف: " لن نتوقف عند هذا فحسب ولكن سنقوم بمزيد العمليات ضد المجرمين والإرهابيين".
القاعدة والشيشان
على صعيد آخر، نقلت وكالة الأنباء الروسية إيتار تاس عن مسئول أميركي لم تكشف النقاب عن اسمه القول بأن واشنطن وضعت إطارا لخطة تهدف إلى القيام بعملية مشتركة مع موسكو لمكافحة الإرهاب في جورجيا ، إلا أن مسئولا أميركيا آخر صرح لوكالة رويترز بأن هذا النبأ غير صحيح. وفي واقع الأمر، تنوي الولايات المتحدة التعاون مع جورجيا في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب، أما روسيا فستساعد جورجيا بشكل منفصل .
تجدر الإشارة إلى أن روسيا تعتقد في وجود علاقة بين أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة في الشيشان، وذلك منذ وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة. كما اتهمت روسيا الغرب بانتهاج سياسة المعايير المزدوجة بسبب عدم ملاحقته للمقاتلين الشيشان بنفس درجة ملاحقته لأتباع المنشق السعودي أسامة بن لادن في أفغانستان.
إلا أن مسئولا أميركيا آخر صرح لشبكة NBC قائلا: " لقد أعددنا تقييما شاملا، ونعتقد أنه بإمكاننا توضيح الفرق بين المتمردين الشيشان ومقاتلي القاعدة"، ويقول المسئولون إن الولايات المتحدة لا ترغب أو تنوي مساندة روسيا في الصراع الانفصالي الشيشان .