&
سمو الأمير،
خُذ لهم من بنك العيون أعيناً. لعل عيون الأموات تريهم أمواتنا وقد تجمّدت أبصار اهل واشنطن من وراء منظار اسرائيل فتراءى لهم شارون السفاح كرجل سلام وأبطالنا الشهداء كرجال ارهاب.
إرهابي هو بعين بوش وشارون من يدافع عن أرضه التي اغتصبتها اسرائيل، ومن يثأر للطفل الذي هرسته دبابة اسرائيل، ولجثث الشباب التي سحلتها مجنزرة اسرائيل، للأم الحُبلى التي عرّاها جُند اسرائيل على الحاجز فمات وليدها وقد عرف جور اسرائيل دون أن يتعرّف الى الحياة.
سمو الأمير،
خُذْ لهم من صدر شهيد قلباً وازرعه بين ضلوعهم علّهم ينبضون للحق والعدل والانصاف بعدما تحجّرت قلوبهم وقست إلا على اسرائيل.
سمو الأمير،
أزِلْ الوقر من آذانهم علّهم يسمعون أزيز رصاص الموت الذي أهدوه هم الى اسرائيل.
سمو الأمير،
خذ لهم فوانيس علّها تضيء ظلام بصيرتهم وظلمها عن بلد يغرق اسمه فلسطين وشعب يسبح في الحريق.
سمو الأمير،
خذ لهم صندوق غضبنا وافرغه أمامهم وإن لم يعترفوا بحقوقنا سيتعرفون الى مصالحهم وأين تكمن.
سمو الامير،
نحن لا نطلب اليك في الوقت الحاضر لا السيف المسلول، ولا النفط المقطوع. ولكن لا بد ان لأميركا مصالح كبيرة وكبيرة جداً في منطقتنا. ولولا ذلك لما خاضت حرب الخليج بالامس وتخترع اليوم وفي كل يوم الاسباب والمخاطر كي تبقى في قواعدنا. وهذا قطعاً ليس لمصلحتك بل لمصالحها. حتى أنها أجبرت حضينتها اسرائيل أثناء حرب الخليج على تلقف صواريخ السكود والموت دون رد حتى ولا بطلقة مسدس واحدة، كي لا تعتبروها جزءا من التحالف فتخرجون منه. وهذه الاسباب أنت أدرى منا بها. فاستعملها.
سمو الأمير، لا تعطِ أذناً صاغية الى هذه الانتلجنسيا الجديدة التي تسعى الى صب العلاقة الاميركية - السعودية بقالب جديد يتناسب، على حد أقوالهم، مع الحداثة والعولماتية! هذه الانتلجنسيا التي اكتشفت العقلانية الفياضة مع الرطنة الانكليزية واللباس الفرنجي وأهملت مع الثوب والعقال عشائرية الاحزان ونخوة الجذور، همها أن تجعل صورتك محببة في الاعلام الأميركي، ولكن كيف يكون ذلك والنفس التي لم تتقيأ من مجازر شارون في طولكرم وجنين، من أين لها ان تحب صورة العربي الشهم التي تمثلها؟
سمو الأمير،
تذكّر ياسر عرفات، لقد تكلم لغتهم وجمّل صورته عندهم في مدريد وأوسلو وواشنطن وبسلام الشجعان. ولم ينفع كل مع اسرائيل ولا مع أسيادها. وها هو عاد الى عرينه حبيساً ربما غداً شهيداً لا سمح الله وأطال الله بعمره يجمع فلسطين من حوله ويصبح رمزها الأوحد فتئنّ له أجراس بيت لحم وتكبّر معه حيطان المسجد الاقصى، لأنه عاد الى صورته والى كلامه.
سمو الأمير،
تكلم كلامك كما عهدناه وفيه أصالة الصحراء وصراحة البداوة، وأنت أعلم بما يجعل أميركا تلوي ذراع اسرائيل. فعندك من أسباب الاقناع أكثر مما عند اسرائيل لو انت أردت. وكل شيء ممكن إن أنت أقدمت.
سمو الأمير،
أقفِل اليوم ألبوم صور الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت والصداقة التقليدية واستخرِج من قلبك صورة عبد العزيز الذي لم يتوقف عند حدود الممكن.
صورة هذا الفتى المهاجر المشرّد عن دياره، القابع على صخرة في بحر الكويت يحلم بحقه الضائع. ثم هبَّ بأربعين رجلا فقط واخترق معهم المجهول والمنطق وقفز بجواده فوق الممكن وانتصَر.(النهار اللبنانية)
خُذ لهم من بنك العيون أعيناً. لعل عيون الأموات تريهم أمواتنا وقد تجمّدت أبصار اهل واشنطن من وراء منظار اسرائيل فتراءى لهم شارون السفاح كرجل سلام وأبطالنا الشهداء كرجال ارهاب.
إرهابي هو بعين بوش وشارون من يدافع عن أرضه التي اغتصبتها اسرائيل، ومن يثأر للطفل الذي هرسته دبابة اسرائيل، ولجثث الشباب التي سحلتها مجنزرة اسرائيل، للأم الحُبلى التي عرّاها جُند اسرائيل على الحاجز فمات وليدها وقد عرف جور اسرائيل دون أن يتعرّف الى الحياة.
سمو الأمير،
خُذْ لهم من صدر شهيد قلباً وازرعه بين ضلوعهم علّهم ينبضون للحق والعدل والانصاف بعدما تحجّرت قلوبهم وقست إلا على اسرائيل.
سمو الأمير،
أزِلْ الوقر من آذانهم علّهم يسمعون أزيز رصاص الموت الذي أهدوه هم الى اسرائيل.
سمو الأمير،
خذ لهم فوانيس علّها تضيء ظلام بصيرتهم وظلمها عن بلد يغرق اسمه فلسطين وشعب يسبح في الحريق.
سمو الأمير،
خذ لهم صندوق غضبنا وافرغه أمامهم وإن لم يعترفوا بحقوقنا سيتعرفون الى مصالحهم وأين تكمن.
سمو الامير،
نحن لا نطلب اليك في الوقت الحاضر لا السيف المسلول، ولا النفط المقطوع. ولكن لا بد ان لأميركا مصالح كبيرة وكبيرة جداً في منطقتنا. ولولا ذلك لما خاضت حرب الخليج بالامس وتخترع اليوم وفي كل يوم الاسباب والمخاطر كي تبقى في قواعدنا. وهذا قطعاً ليس لمصلحتك بل لمصالحها. حتى أنها أجبرت حضينتها اسرائيل أثناء حرب الخليج على تلقف صواريخ السكود والموت دون رد حتى ولا بطلقة مسدس واحدة، كي لا تعتبروها جزءا من التحالف فتخرجون منه. وهذه الاسباب أنت أدرى منا بها. فاستعملها.
سمو الأمير، لا تعطِ أذناً صاغية الى هذه الانتلجنسيا الجديدة التي تسعى الى صب العلاقة الاميركية - السعودية بقالب جديد يتناسب، على حد أقوالهم، مع الحداثة والعولماتية! هذه الانتلجنسيا التي اكتشفت العقلانية الفياضة مع الرطنة الانكليزية واللباس الفرنجي وأهملت مع الثوب والعقال عشائرية الاحزان ونخوة الجذور، همها أن تجعل صورتك محببة في الاعلام الأميركي، ولكن كيف يكون ذلك والنفس التي لم تتقيأ من مجازر شارون في طولكرم وجنين، من أين لها ان تحب صورة العربي الشهم التي تمثلها؟
سمو الأمير،
تذكّر ياسر عرفات، لقد تكلم لغتهم وجمّل صورته عندهم في مدريد وأوسلو وواشنطن وبسلام الشجعان. ولم ينفع كل مع اسرائيل ولا مع أسيادها. وها هو عاد الى عرينه حبيساً ربما غداً شهيداً لا سمح الله وأطال الله بعمره يجمع فلسطين من حوله ويصبح رمزها الأوحد فتئنّ له أجراس بيت لحم وتكبّر معه حيطان المسجد الاقصى، لأنه عاد الى صورته والى كلامه.
سمو الأمير،
تكلم كلامك كما عهدناه وفيه أصالة الصحراء وصراحة البداوة، وأنت أعلم بما يجعل أميركا تلوي ذراع اسرائيل. فعندك من أسباب الاقناع أكثر مما عند اسرائيل لو انت أردت. وكل شيء ممكن إن أنت أقدمت.
سمو الأمير،
أقفِل اليوم ألبوم صور الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت والصداقة التقليدية واستخرِج من قلبك صورة عبد العزيز الذي لم يتوقف عند حدود الممكن.
صورة هذا الفتى المهاجر المشرّد عن دياره، القابع على صخرة في بحر الكويت يحلم بحقه الضائع. ثم هبَّ بأربعين رجلا فقط واخترق معهم المجهول والمنطق وقفز بجواده فوق الممكن وانتصَر.(النهار اللبنانية)
التعليقات