طهران- تصاعدت حدة التوتر السياسي في طهران بين انصار الحوار مع الولايات المتحدة ومعارضيه في اعقاب القرار القضائي بمنع الصحف الايرانية من نشر مقالات مؤيدة لادنى انفتاح.
فقد اكد القضاء امس السبت في بيان مقتضب ان مجرد التاييد في الصحف لمبدا اجراء مباحثات مع مسؤولين اميركيين يعتبر "جريمة" لانه يتعارض مع "المصالح القومية" الايرانية ومع "تعليمات" مرشد الجمهورية الاسلامية ية الله علي خامنئي.
وياتي هذا الحظر غير المسبوق والذي لم تحدد عقوبة مخالفته ليزيد اشتعال الجدل المحتدم بالفعل منذ ثلاثة اشهر في ايران بشان القضية التي تعتبر حتى الان من المحرمات وهي العلاقات مع الولايات المتحدة "الشيطان الاكبر" في نظر الامام الخميني والتي تعتبر ايران اليوم البلد "الاكثر نشاطا" في دعم "الارهاب".
ومن جهة اخرى يظهر هذا القرار ان مرشد الجمهورية هو القابض حقا على زمام السياسية الخارجية ولا سيما في وقت الازمة الدولية الخطيرة في الشرق الاوسط واسيا الوسطى وهما المنطقتان اللتان يوجد فيهما لايران تحرك مواجه لتحرك الولايات المتحدة.
وقد اثار هذا القرار صدمة للنائب الاصلاحي البارز محسن ميردمادي القريب من الرئيس محمد خاتمي والذي استهدفه هذا القرار بصورة مزدوجة بصفته رئيسا للجنة الامن القومي والشؤون الخارجية في المجلس الذي طرح "نقاشا" بشان هذا الموضوع وبصفته ايضا مديرا لصحيفة نوروز التي كشفت النقاب عن "مباحثات" غير رسمية بين ايران والولايات المتحدة.
وكتب ميردامادي اليوم في صحيفة نوروز المهددة بالتعليق والتي ايضا قد تتعرض للملاحقة القضائية ان "السياسة الخارجية ليست مسالة يمكن للقضاء ان يتدخل فيها والقانون ينص على ان مثل هذه القضايا يجب ان تناقش في مختلف الهيئات وان من حق الناس الاطلاع على ما يجرى من مناقشات بين المختصين" في هذا المجال.&واعتبر ميردامادي انه اذا ما جرت مناقشات بين ايران والولايات المتحدة بانه يتعين ان تكون "في وضح النهار" وليس سرا.
ومن جانبها اعتبرت النائبة الاصلاحية ايلاهي كولائي امام البرلمان اليوم ان قرار القضاء الايراني باعتبار اي دعم عبر الصحف لاجراء حوار مع الولايات المتحدة "جريمة" قرارا "غير شرعي".
وتساءلت عما اذا كان منع وسائل الاعلام من ان "تعكس الراي العام الشعبي ورأي المثقفين" فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة خطوة "غير مشروعة" لفرض "الاستبدادية". واضافت النائبة التي نقلت الاذاعة كلمتها على الهواء مباشرة ان هذا الاعلان "الصدمة وغير المشروع" يتعارض مع "المبادىء الدستورية للامة".
وكولائي من الاعضاء البارزين في جبهة المشاركة، اكبر الاحزاب الاصلاحية الداعم للرئيس محمد خاتمي.&وقالت متعجبة "لا القانون ولا حتى القانون الالهي يحظر حرية التعبير".
وقد نفت وزارة الخارجية ما نشرته نوروز وصحف اخرى عن مباحثات بين الولايات المتحدة وايران وكذلك وزير الاستخبارات علي يونسي بعد تحقيقات اجرتها اجهزته السرية.
وكانت الاوساط السياسية تحدثت عن مباحثات شبه رسمية بين مسؤولين كبار يعتقد انها جرت في الاشهر الاخيرة في نيقوسيا او انقرة.&وقال دبلوماسي اوروبي اليوم ان "كل هذه الاحداث ليس من شانها سوى تعقيد وتاخير تجدد الحوار بين ايران والولايات المتحدة الذي نريد تسهيله".
وبعد اعتداءات 11 ايلول(سبتمبر) التي ادانتها ايران على الفور ظهرت بوادر انفراج سرعان ما حجبتها الخلافات حيث تاخذ طهران على واشنطن دعمها "اللامشروط" لاسرائيل وايضا "رغبتها في وجود عسكري دائم" في افغانستان واسيا الوسطى كلها.
وفي 29 كانون الثاني(يناير) صنف الرئيس جورج بوش ايران بين دول "محور الشر" مع العراق وكوريا الشمالية اخذا عليها السعي الى "التزود باسلحة الدمار الشامل" مما جعلها ضمنا هدفا محتملا في "حربه ضد الارهاب".
ومنذ ذلك الحين اكثر القادة العسكريون الايرانيون وكذلك الرئيس السابق على اكبر هاشمي رفسنجاني الذي يتزعم التيار المحافظ حاليا الدعوات الى "اليقظة" وايضا الى "وحدة الصف" و"التضامن" بين الايرانيين في مواجهة الولايات المتحدة.