كتب -&نبيل شرف الدين: "حين كتبت عن الفساد في مؤسسات الدولة، لم أكن أعلم أن بيتنا الصحفي من زجاج، وأن المهنة التي أنتمي إليها نالها من ذلك الفساد جانبا، أحسبه وصل إلى "الركب"، بل وتجاوزها في بعض الأحيان..".
بهذه العبارة استهل الصحافي الكبير فهمي هويدي مقاله "العمدة" الذي حمل عنوان (صحافيون للبيع)، ونشر قبل نحو عام في صحيفة "الوفد" المصرية واحتفى به حينئذ شباب المهنة، أن انحاز لهمومهم كاتب من وزن هويدي، اقتحم بجرأة "عش الدبابير" في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل البيت الصحافي المصري، وألقى قنبلة ببراعة من أمضى نحو أربعة عقود في دهاليز مهنة "البحث عن المتاعب" التي تحولت إلى ما وصفه لاحقاً بمهنة "البحث عن المغانم"، فتناول رؤوس موضوعات كلها تنتمي لمنطقة "المسكوت عنه"، بحكم تورط عدة أطراف سياسية ومهنية في تكريس هذا الصمت المتواطئ وغير البرئ.
اقتحمها الرجل بحنكة شيخ ، ونزق فتى لم تنل من براءته الاعتبارات "المرعية"، ولا العشم في غير وجه الحق، فتحدث هويدي عن رواتب شهرية ومكافآت عينية ونقدية يتقاضاها عدد ليس قليلاً من الصحافيين ممن يعملون كمندوبين لصحفهم لدى وزارات ومؤسسات الدولة الكبيرة، بل ولدى شركات ضخمة يمتلكها رجال أعمال ممن صاروا نجوماً سياسيين ونواباً برلمانيين أيضاً، واستند هويدي حينئذ، فيما ذهب إليه من اتهامات لتقرير قال إن "هيئة الرقابة الإدارية" رصدت فيه بالمعلومات الموثقة أسماء الصحافيين الذين يتاقضون رواتب شهرية ومكافآت من وزارات الدولة ورجال الأعمال، وقيمة هذه الرواتب. التي ظلوا يتقاضونها لسنوات طويلة، مشيراً إلى أن عدد الذين يتقاضون رواتب شهرية في مؤسسة قومية واحدة بلغ 200 محرراً، بينما هبط الرقم إلى 75 صحفياً في الصحف المستقلة. وأن هذه المكافآت والرواتب تتراوح بين ألفين و15 ألف جنيه شهرياً، وأن الحصة الأكبر من هذه الرشاوي يحصل عليها محررو الصحف القومية أي الحكومية.
...
لا أعرف لماذا تذكرت كل هذه التفاصيل وغيرها حين قرأت مقال الأستاذ هويدي الذي نشرته "الشرق الأوسط" الاثنين 13 أيار (مايو) الماضي، والذي خصصه لمناقشة مقالين سبق أن نشرتهما الصحيفة ذاتها لاثنين من كتابها المرموقين، هما الدكتور خالص جلبي، والدكتور مأمون فندي، تناولا فيهما مآخذ على الإعلام العربي، وما آلت إليه أحواله، الذي وصفه جلبي بأنه "مغيب" عما يجري حوله في الكون، ولا يمتلك سوى بضاعة التغييب ليضخها يومياً في أوساط مغيبين.
أما فندي، وكما اعتدنا منه، فقد بلغت به الجرأة حد الصدمة، حين قال بكلمات صريحة أن الاعلام العربي يعيش على "التسول" من وكالات الانباء العالمية، وان الصحافيين العرب لا يجيدون سوى "الجعجعة" وإنجاز البطولات الوهمية على الورق؟
وبحنكة هي محصلة اجتماع الموهبة والخبرة معاً، أحاط الأستاذ هويدي نفسه مقدماً بالدروع والحواجز و"الدشم"، قبل أن يشهر أسلحته في وجهي جلبي وفندي، قائلاً : "أدري اننا بحاجة الى المصارحة ونقد الذات، لكن هناك فرقا شاسعا بين نقد الذات وجلد الذات، والنقد يستهدف التقويم بينما الجلد لا هدف له سوى التعذيب والتيئيس". وهنا يصبح منطقياً أن نستسلم لغواية المقارنة بين ما قاله الكاتب الكبير فهمي هويدي قبل عام وما يسعى لقوله الآن في هذا المقال النقدي الصادم لمجتهد مثلي يرى في هويدي كاتباً كبيراً يستحق الاحترام رغم أي اختلاف فكري أو توجه أيديولوجي.
بالطبع لن يعدم رجل في وزن هويدي حيلة العثور على مبررات وأسانيد وتفسيرات وقراءات و..و..، لأنه ببساطة لا تنقصه الموهبة ولا البراعة ولا خبرة إدارة المعارك والمناوشات الفكرية سواء كانت سياسية أو ثقافية.
ولكن هذا لا يمنع أن نستبق بطرح سؤال بسيط مفاده، كيف يمكن لمناخ مهني وسياسي يضرب فيه كل هذا الفساد، أن ينتج صحافيين محترفين يحرصون على احترام أنفسهم كمقدمة لاحترام القارئ، والأهم من هذا كيف نتصور أن مناخاً كهذا يفرز قيماً ومعايير مهنية كفيلة بإشاعة روح العدل والجماعة في مهنة هي "فعل جمعي" بطبيعتها، وحتى لا تذهب بنا التساؤلات الاستنكارية لحد الاستطراد الممل، دعني أقص عليكم واقعة صغيرة عشتها قبل نحو أربعة شهور، حين اتصل بي صحافي أميركي يعمل في "وول ستريت جورنال"، طالباً أن يتحدث معي بصفتي أحد المهتمين بملف الحركات الإسلامية، ولي فيه خبرة خاصة، والتقينا في أحد الفنادق الكبرى في القاهرة، وامتد بنا اللقاء ساعتين وكأي شرقي كريم، خاصة لو كانت له جذور في صعيد مصر مثلي، صممت على دفع فاتورة المشروبات التي احسيناها أنا وهو ومعنا مساعدته المصرية، لكن الرجل أصر على أن يتكفل هو بالأمر، مؤكداً أنه لن يدفع أي "سنت" من جيبه الخاص، بل ستتكفل بها صحيفته، باعتباره من مصروفات العمل، فقد كنا نعمل من أجل الصحيفة، ولم نلتق في شأن خاص. والحق أنه كان منطقاً لا يحتمل المكابرة من جانبي، بل تجاوز كل تراثي الشخصي والثقافي في ما يتعلق بالضيافة وما ينبغي على المضيف تجاه ضيفه.
...
وتعال هنا يا سيدنا لتقارن بين القواعد التي استند إليها زميلنا الأميركي، وبين تلك التي نعرفها ونعايشها في مؤسساتنا الصحافية العربية عموماً، والمصرية التي نعرف عنها أكثر، حيث لا تمانع (ولن أقول تحرض أو تشجع) صحفنا ومحطات التلفزة والإذاعات العربية، في قبول دعوات من طراز "فول اوبشن" التي تشمل عطايا تبدأ بتذكرة الطيران مروراً بالفنادق الفخمة، ولا تنتهي عند "البوكيت موني" أو حتى فرشاة الأسنان، وليس فقط من نظم عربية مستبدة، بل يصل الأمر إلى حد قبولها من تجار، يطلقون على أنفسهم صفة "رجال أعمال"، ونعلم جميعاً أنهم فاسدون مفسدون.
ألا يحدث هذا يا سيدي؟، وعلى نحو وصل من الذيوع والشيوع إلى ما يمكن وصفه بحالة "التواطؤ العام"، الذي يعني ببساطة عدم جواز الاقتراب من هكذا "مسائل"، باعتبار أننا جميعاً "في الهوا سوا" !
...
مرة أخرى أعود لمثالك الذي ضربته في مقالك "العمدة" الذي نشرته قبل عام حين تندرت على أيام كان فيها الصحافيون اللبنانيون، الذين شاع أن أغلبهم باعوا أقلامهم للأنظمة العربية، كما كتبتم في "الوفد" المصرية، مشيرين إلى أن جيلكم كان يتناقل قصة لقاء هؤلاء الصحافيين اللبنانيين مع الرئيس شارل حلو ذات مرة، الذي ما أن دخل عليهم حتى تطلع في وجوههم وقال ضاحكا: مرحبا بكم في وطنكم الثاني لبنان!، وونقلتم ما حدث وقتئذ من أن سليم اللوزى رئيس تحرير مجلة "الحوادث" اللبنانية كان في زيارة للكويت ذات مرة فلقيه أحد أصدقائه الكويتيين وقال له ضاحكا طبعا جئت لكي تقبض المعلوم، فرد عليه اللوزى رحمه الله قائلا: هل تعتقد أنني جئت لكي أحصل على شهادة الدكتوراه عندكم؟!
...
* إذن فلماذا يعود الآن الأستاذ هويدي للدفاع عن فضائيات فاشلة وصحافيين فاسدين، وإعلام يتسول رضا النظم السياسية الممعنة في طغيانها، ويبيع الأوهام للشعوب، ويحول لياليه أمام شاشات الفضائيات إلى مسابقات في الردح و(سب الدين)، وإعلام بديل ينتج الخرافات الساذجة، ويروجها عبر مئات المواقع على الإنترنت، كقصص الحجر الذي نطق في رام الله، والملائكة التي حاربت في غزني وقندهار في صفوف قاعدة ابن لادن وبوغيث والظواهري.
بهذه العبارة استهل الصحافي الكبير فهمي هويدي مقاله "العمدة" الذي حمل عنوان (صحافيون للبيع)، ونشر قبل نحو عام في صحيفة "الوفد" المصرية واحتفى به حينئذ شباب المهنة، أن انحاز لهمومهم كاتب من وزن هويدي، اقتحم بجرأة "عش الدبابير" في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل البيت الصحافي المصري، وألقى قنبلة ببراعة من أمضى نحو أربعة عقود في دهاليز مهنة "البحث عن المتاعب" التي تحولت إلى ما وصفه لاحقاً بمهنة "البحث عن المغانم"، فتناول رؤوس موضوعات كلها تنتمي لمنطقة "المسكوت عنه"، بحكم تورط عدة أطراف سياسية ومهنية في تكريس هذا الصمت المتواطئ وغير البرئ.
اقتحمها الرجل بحنكة شيخ ، ونزق فتى لم تنل من براءته الاعتبارات "المرعية"، ولا العشم في غير وجه الحق، فتحدث هويدي عن رواتب شهرية ومكافآت عينية ونقدية يتقاضاها عدد ليس قليلاً من الصحافيين ممن يعملون كمندوبين لصحفهم لدى وزارات ومؤسسات الدولة الكبيرة، بل ولدى شركات ضخمة يمتلكها رجال أعمال ممن صاروا نجوماً سياسيين ونواباً برلمانيين أيضاً، واستند هويدي حينئذ، فيما ذهب إليه من اتهامات لتقرير قال إن "هيئة الرقابة الإدارية" رصدت فيه بالمعلومات الموثقة أسماء الصحافيين الذين يتاقضون رواتب شهرية ومكافآت من وزارات الدولة ورجال الأعمال، وقيمة هذه الرواتب. التي ظلوا يتقاضونها لسنوات طويلة، مشيراً إلى أن عدد الذين يتقاضون رواتب شهرية في مؤسسة قومية واحدة بلغ 200 محرراً، بينما هبط الرقم إلى 75 صحفياً في الصحف المستقلة. وأن هذه المكافآت والرواتب تتراوح بين ألفين و15 ألف جنيه شهرياً، وأن الحصة الأكبر من هذه الرشاوي يحصل عليها محررو الصحف القومية أي الحكومية.
...
لا أعرف لماذا تذكرت كل هذه التفاصيل وغيرها حين قرأت مقال الأستاذ هويدي الذي نشرته "الشرق الأوسط" الاثنين 13 أيار (مايو) الماضي، والذي خصصه لمناقشة مقالين سبق أن نشرتهما الصحيفة ذاتها لاثنين من كتابها المرموقين، هما الدكتور خالص جلبي، والدكتور مأمون فندي، تناولا فيهما مآخذ على الإعلام العربي، وما آلت إليه أحواله، الذي وصفه جلبي بأنه "مغيب" عما يجري حوله في الكون، ولا يمتلك سوى بضاعة التغييب ليضخها يومياً في أوساط مغيبين.
أما فندي، وكما اعتدنا منه، فقد بلغت به الجرأة حد الصدمة، حين قال بكلمات صريحة أن الاعلام العربي يعيش على "التسول" من وكالات الانباء العالمية، وان الصحافيين العرب لا يجيدون سوى "الجعجعة" وإنجاز البطولات الوهمية على الورق؟
وبحنكة هي محصلة اجتماع الموهبة والخبرة معاً، أحاط الأستاذ هويدي نفسه مقدماً بالدروع والحواجز و"الدشم"، قبل أن يشهر أسلحته في وجهي جلبي وفندي، قائلاً : "أدري اننا بحاجة الى المصارحة ونقد الذات، لكن هناك فرقا شاسعا بين نقد الذات وجلد الذات، والنقد يستهدف التقويم بينما الجلد لا هدف له سوى التعذيب والتيئيس". وهنا يصبح منطقياً أن نستسلم لغواية المقارنة بين ما قاله الكاتب الكبير فهمي هويدي قبل عام وما يسعى لقوله الآن في هذا المقال النقدي الصادم لمجتهد مثلي يرى في هويدي كاتباً كبيراً يستحق الاحترام رغم أي اختلاف فكري أو توجه أيديولوجي.
بالطبع لن يعدم رجل في وزن هويدي حيلة العثور على مبررات وأسانيد وتفسيرات وقراءات و..و..، لأنه ببساطة لا تنقصه الموهبة ولا البراعة ولا خبرة إدارة المعارك والمناوشات الفكرية سواء كانت سياسية أو ثقافية.
ولكن هذا لا يمنع أن نستبق بطرح سؤال بسيط مفاده، كيف يمكن لمناخ مهني وسياسي يضرب فيه كل هذا الفساد، أن ينتج صحافيين محترفين يحرصون على احترام أنفسهم كمقدمة لاحترام القارئ، والأهم من هذا كيف نتصور أن مناخاً كهذا يفرز قيماً ومعايير مهنية كفيلة بإشاعة روح العدل والجماعة في مهنة هي "فعل جمعي" بطبيعتها، وحتى لا تذهب بنا التساؤلات الاستنكارية لحد الاستطراد الممل، دعني أقص عليكم واقعة صغيرة عشتها قبل نحو أربعة شهور، حين اتصل بي صحافي أميركي يعمل في "وول ستريت جورنال"، طالباً أن يتحدث معي بصفتي أحد المهتمين بملف الحركات الإسلامية، ولي فيه خبرة خاصة، والتقينا في أحد الفنادق الكبرى في القاهرة، وامتد بنا اللقاء ساعتين وكأي شرقي كريم، خاصة لو كانت له جذور في صعيد مصر مثلي، صممت على دفع فاتورة المشروبات التي احسيناها أنا وهو ومعنا مساعدته المصرية، لكن الرجل أصر على أن يتكفل هو بالأمر، مؤكداً أنه لن يدفع أي "سنت" من جيبه الخاص، بل ستتكفل بها صحيفته، باعتباره من مصروفات العمل، فقد كنا نعمل من أجل الصحيفة، ولم نلتق في شأن خاص. والحق أنه كان منطقاً لا يحتمل المكابرة من جانبي، بل تجاوز كل تراثي الشخصي والثقافي في ما يتعلق بالضيافة وما ينبغي على المضيف تجاه ضيفه.
...
وتعال هنا يا سيدنا لتقارن بين القواعد التي استند إليها زميلنا الأميركي، وبين تلك التي نعرفها ونعايشها في مؤسساتنا الصحافية العربية عموماً، والمصرية التي نعرف عنها أكثر، حيث لا تمانع (ولن أقول تحرض أو تشجع) صحفنا ومحطات التلفزة والإذاعات العربية، في قبول دعوات من طراز "فول اوبشن" التي تشمل عطايا تبدأ بتذكرة الطيران مروراً بالفنادق الفخمة، ولا تنتهي عند "البوكيت موني" أو حتى فرشاة الأسنان، وليس فقط من نظم عربية مستبدة، بل يصل الأمر إلى حد قبولها من تجار، يطلقون على أنفسهم صفة "رجال أعمال"، ونعلم جميعاً أنهم فاسدون مفسدون.
ألا يحدث هذا يا سيدي؟، وعلى نحو وصل من الذيوع والشيوع إلى ما يمكن وصفه بحالة "التواطؤ العام"، الذي يعني ببساطة عدم جواز الاقتراب من هكذا "مسائل"، باعتبار أننا جميعاً "في الهوا سوا" !
...
مرة أخرى أعود لمثالك الذي ضربته في مقالك "العمدة" الذي نشرته قبل عام حين تندرت على أيام كان فيها الصحافيون اللبنانيون، الذين شاع أن أغلبهم باعوا أقلامهم للأنظمة العربية، كما كتبتم في "الوفد" المصرية، مشيرين إلى أن جيلكم كان يتناقل قصة لقاء هؤلاء الصحافيين اللبنانيين مع الرئيس شارل حلو ذات مرة، الذي ما أن دخل عليهم حتى تطلع في وجوههم وقال ضاحكا: مرحبا بكم في وطنكم الثاني لبنان!، وونقلتم ما حدث وقتئذ من أن سليم اللوزى رئيس تحرير مجلة "الحوادث" اللبنانية كان في زيارة للكويت ذات مرة فلقيه أحد أصدقائه الكويتيين وقال له ضاحكا طبعا جئت لكي تقبض المعلوم، فرد عليه اللوزى رحمه الله قائلا: هل تعتقد أنني جئت لكي أحصل على شهادة الدكتوراه عندكم؟!
...
* إذن فلماذا يعود الآن الأستاذ هويدي للدفاع عن فضائيات فاشلة وصحافيين فاسدين، وإعلام يتسول رضا النظم السياسية الممعنة في طغيانها، ويبيع الأوهام للشعوب، ويحول لياليه أمام شاشات الفضائيات إلى مسابقات في الردح و(سب الدين)، وإعلام بديل ينتج الخرافات الساذجة، ويروجها عبر مئات المواقع على الإنترنت، كقصص الحجر الذي نطق في رام الله، والملائكة التي حاربت في غزني وقندهار في صفوف قاعدة ابن لادن وبوغيث والظواهري.
* ولماذا يتصدى هويدي لمحاولة انتقاد هذا السلوك الإعلامي الذي يراوح بين الوهم والتغييب والمخدرات الفكرية، والفساد والإفساد وتلميع وجوه النظم السياسية التي تجاوزتها الأحداث، وفقدت أبسط مقومات استمرارها، كما فعل ذات يوم الأستاذ هويدي حين دافع مستميتاً عن نظام "الجبهة" السوداني البائد، رغم وساطات هويدي والقرضاوي والأحمر وبقية المحسوبين على ما يوصف بالإطار الدولي للإخوان المسلمين.
* ولماذا أمسك الأستاذ هويدي عن ظواهر عجيبة مثل زغلول النجار، الذي هبط فجأة من المجهول على الأهرام المصرية، ليشرح حقائق الجيولوجيا والفضاء من خلال "لي عنق" النص الديني، ليتحول الرجل بين عشية وضحاها إلى فقيه ومفسر للقرآن، رغم أن هويدي يعرف أن التصدي لتفسير القرآن له اشتراطات وضعها الفقهاء، لا تتوافر بالنجار، الذي لم نسمع عنه قبل الدعاية التي اشترك في الترويج لها الإخوان والوجوه الحكومية التي خصته بكل هذه المساحات الهائلة في صحيفة عريقة مثل الأهرام تضن بها حتى على أبنائها!
* ولماذا لم يتوقف سيدنا هويدي أمام ظاهرة الداعية (الروش طحن) عمرو خالد ليفسر لنا كيف يمكن أن يتصدى للدعوة رجل كل مؤهلاته أنه (فوتوجيني)؟
وكيف وزعت أشرطته مجاناً كبريات الصحف الحكومية، وأفسح له تلفزيون مصر ساعات من البث، قبل أن يجري تسويقه فضائياً، خاصة عبر الاقنية التي يمتلكها صالح كامل
...
أستاذ هويدي : ماذا حدث ؟
ولماذا يبيع كبارنا "القضية" عند أول محك حقيقي ؟
وكيف وزعت أشرطته مجاناً كبريات الصحف الحكومية، وأفسح له تلفزيون مصر ساعات من البث، قبل أن يجري تسويقه فضائياً، خاصة عبر الاقنية التي يمتلكها صالح كامل
...
أستاذ هويدي : ماذا حدث ؟
ولماذا يبيع كبارنا "القضية" عند أول محك حقيقي ؟
التعليقات