الرياض - منصور العبدالمحسن: قبل أيام أعلنت شركة "مرلينش" المتخصصة في الخدمات المصرفية والاستثمارية عن تعيينها رودولف جولياني، حاكم مدينة نيويورك السابق كمتحدث رسمي للشركة بغرض تحسين صورتها لدى الرأي العام. وبالطبع فهذه الشركة والتي تم الاتفاق معها والسلطات الأمريكية على دفعها 100 مليون دولار خارج نطاق المحاكم كتسوية ودية للفضيحة التي منيت بها هذه الشركة العالمية العملاقة حين تم الكشف أن كبار مسئوليها عن الاستثمار يقدمون النصائح الإيجابية لعملائهم بشراء أسهم شركات هم أصلا غير مقتنعين بجودة الاستثمار فيها.
ولا بد أن قرار تعيين جولياني كان مقصودا به تحسين صورة الشركة عند الرأي العام الأمريكي فقط. حيث أن جولياني هو شخصية معروفة بانحيازها التام السياسي لصالح قوى الضغط الصهيونية في داخل الولايات المتحدة ولا يحظى بأي تأييد خارج نطاق هذه الحلقة والحلقات التابعة لها في العالم.
وقد كان لرودولف جولياني مواقف مخجلة خلال فترة حكمه لمدينة نيويورك. فخلال انعقاد إحدى دورات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، رفض جولياني أن يكون ياسر عرفات من الشخصيات المرحب بها في الحفل، رغم أن ياسر عرفات كان رئيس وفد فلسطين لهذه الاجتماعات. وقد تم الحفل بدون حضور عرفات. كما وأن مواقف جولياني بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر تعبر بوضوح عن مواقفه السياسية المناهضة للعرب وبشكل سافر وغير حضاري.
ومن المعروف أن شركة مرلينش المالية هي شركة متواجدة وبقوة في العالم العربي، وفي منطقة الخليج بالذات. حيث يقوم مكتبها في البحرين بتغطية قوية للمنطقة وبالتركيز على السوق السعودي.
ومن المفارقات، أننا لم نر أي خبر يدل على تعيين رودولف جولياني كمتحدث رسمي لهذه الشركة. وهذا شيء عجيب، أو ليست هذه الشركة متواجدة بين ظهرانينا، وأنها تعمل على جذب استثمارات المنطقة، وأن لها العديد من العملاء من الأفراد والمؤسسات وربما الحكومات في المنطقة. أليس خبر كهذا هو خبر هام؟ أفلا يجب علينا أن نقف عنده ؟ وأن يكون لنا رأي فيه؟ وأن ندعو إلى فضح هذه الشركة وإرتباطاتها بأشكال جولياني باتجاهاته المؤيدة للصهيونية والدعوة إلى مقاطعتها من قبل الأفراد والشركات والحكومات؟
ولكن الذي يبدو أن أجهزة الإعلام العربية بعيدة كل البعد عن مواقع الحدث، وأنها في سبات عميق من حيث الوصول إلى الخبر وتحليله ثم عرضه بما يتوافق ومصالح الأمة العربية. وأنها تعتمد في أخبارها على مصادر إخبارية معظمها من وكالات الأنباء العالمية، التي لم تعر هذا الخبر أي اهتمام.