كتبت ـ أسماء الحسيني‏:‏اتهم السيد مهدي إبراهيم وزير الإعلام السوداني جون جارانج زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان بالسعي لفرض واقع جديد في جنوب السودان‏,‏ بعد أن تبخرت أوهامه بإمكانية إسقاط الخرطوم والحكومة السودانية‏.‏
وقال إبراهيم في تصريحات خاصة لمندوبة الأهرام قبل مفاوضات نيروبي بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية ـ التي بدأت أمس ـ ان مشروع جارانج في بناء بنك مركزي وإصدار عملة خاصة ومؤسسات للتعليم وطرق وأجهزة حكومية هي تكريس لانفصال الجنوب‏,‏ وفي الوقت نفسه محاولة لإقامة كيانات مشوهة ومزورة يرضي بها الغرب والكنائس العالمية التي تدعمه ولكي يستقطب بها دعمها‏.‏
وأضاف‏:‏ أن ما يسعي اليه جارانج حاليا هو محاولة الاستيلاء علي جوبا المدينة المهمة بالجنوب كي تكون عاصمة لها‏,‏ وتجلب له الاعتراف بدولته التي لا تتوافر لها أي مقومات للاستقرار إذا تنتشر الخلافات العميقة بين القبائل الجنوبية‏,‏ كما أن تلك الدولة المزعومة ستكون خطرا علي كل دول الجوار والقارة الافريقية‏,‏ التي تسعي جميعها الي القضاء علي الاختلافات العرقية‏,‏ والتوحد عبر الاتحاد الافريقي‏.‏
واستنكر وزير الإعلام السوداني استمرار بعض القيادات الشمالية في التحالف مع جارانج‏,‏ والاعتقاد بأنه وحدوي‏,‏ واتهمهم بمساعدته في الهجوم الأخير علي مناطق البترول‏,‏ وفي نقل معاركه من قبل الي شرق السودان‏.‏
وأوضح أن حكومته لديها خطط ومساعي جادة من أجل احلال السلام في السودان‏,‏ وأنها ظلت في مفاوضاتها مع جارانج علي مدي السنوات الماضية تفضل الخيار السلمي‏,‏ وتذهب الي جولات المفاوضات بآراء وأفكار تساعد علي ذلك لكنها لن تسمح لجارانج بفرض إرادته علي الشعب السوداني بالبندقية‏.‏
واتهم وزير الإعلام السوداني جارانج باتباع نهج أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي في الاستفادة من النتائج التي ترتبت علي أحداث‏11‏ سبتمبر لمصلحته‏.‏
وانتقد مهدي إبراهيم منح الإعلام العربي لجارانج مساحات مساوية لما تعطيه للحكومة السودانية التي تمثل بلدا بأكمله في حين أن الحركة لا تعبر إلا عن أقلية‏,‏ وقال إن القضايا العربية يتم تحريفها والبعد بها عن أصلها وجوهرها الي قضايا فرعية وهامشية‏.‏
ودافع عن وضع الجنوبيين في السودان‏,‏ وقال انهم يتمتعون بكل حقوق المواطنة ويديرون أمور الحكم في ولاياتهم ويشاركون في الحكومة المركزية بأعلي تمثيل‏,‏ وقال ان حكومته اعترفت بحق تقرير المصير للجنوبيين‏,‏ لكنه أصبح يساء فهمه الآن‏,‏ وكأنه يعادل الانفصال‏,‏ بينما هو جزء من مجموعة من الإجراءات يجب أن تتخذ ليكون بعدها تقرير المصير عاملا للوحدة وفي مقدمتها وقف الحرب والبدء في التنمية واعمار الجنوب والتعايش السلمي لمدة أربع سنوات تعمل خلالها القوي الوحدوية في السودان من أجل الوحدة‏.‏
ودافع عن تمسك حكومته بعدم فصل الدين عن الدولة‏,‏ وقال ان الدين لا ينفصل عن السياسة في أي مكان في العالم‏,‏ وأن الدين الإسلامي لا يمس أبناء جنوب السودان‏,‏ الذين من حقهم تطبيق ما يرون في ولاياتهم‏.‏(الأهرام المصرية)