لندن-ايلاف: بدأ تحرك كثيف في الكويت قبل ايام من موعد جلسة البرلمان المقررة لطرح الثقة بوزير المال والتخطيط الدكتور يوسف الابراهيم، وقاد التحرك اليوم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الذي يتراس الحكومة بالنيابة نظرا لمرض ولي العهد رئيس الوزراء الأصيل الشيخ سعد العبد الله الطويل.
والتقى الشيخ صباح اليوم بعدد من النواب المستقلين لبحث الأمر بمجمله في محاولة لبناء "لوبي حكومي برلماني" مشترك قبل جلسة الثالث من الشهر الجاري التي حشد فيها نواب كتلة العمل الشعبي والكتلة الدستورية انفسهم محاولين الاطاحة بوزير المال والتخطيط منتقدينه على اصلاحاته واجراءاته المالية والادارية.
وفي تطور بالغ الأهمية فان الصحف الكويتية تحدثت اليوم عن تراجع نائبين من كتلة العمل الشعبي وآخرين من كتلة العمل الاسلامي عن موضوع طرح الثقة بالدكتور الابراهيم تاركين حسم المسألة بيد لجان التحقيق القانونية، مؤكدين انهم لا يجدون مبررا اجراء طرح الثقة.
ومنذ يومين فان ديوانيات الكويت تعج بالندوات والمناقشات حول "الخصومة البرلمانية الحكومية"، ولوحظ ان جميع البيانات الصادرة عن النواب سواء منهم المستقلين او بعض المتشددين تميل الى التهدئة.
ويقول معنيون في الشن الكويتي ان الاوضاع العامة في الكويت بمجملها من احد الاسباب الرئيسة للتراجعات ومحاولات التهدئة، وشيرون الى انه "لو نجح النواب الاسلاميون وانصارهم من العمل الشعبي في اسقاط الوزير الابراهيم ، فان الحكومة عازمة على تنفيذ تهديدها بالاستقالة".
واي استقالة للحكومة تحت ضغط من البرلمان سيكون لها انعكاساتها على البرلمان نفسه حيث سيحل حسب الاعراف الدستورية وستجري انتخابات جديدة.
وتواجه الكويت ظروفا دستورية استثنائية نظرا لمرض الكبيرين في البلاد وهم الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي عهده الشيخ سعد العبدالله، الامر الذي يلقي مجمل التطورات وانعكاساتها على كتفي الشيخ صباح الاحمد "الرجل الثالث" باعتباره نائبا اول لرئيس مجلس الوزراء.
واذ يتميز الشيخ صباح بالهدؤ وطول النفس في الحوار وردة الفعل، فان النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر الحمد المبارك الصباح على العكس، فهو صدامي وحاسم في القرار.
وموقفه يوم السبت الماضي من مطالبة بعض النواب الذين اشترطوا تأجيل جلسة الاستجواب بطلب مكتوب من الحكومة كان هو الذي قاد الى "المماحكة" المتشددة من جانب النواب الاسلاميين.
فهو رد على طلبهم بالقول "نحن لا نريد تمننا وتفضلا، فجلسة الاستجواب ستعقد في موعدها"، وكان محتمل للجلسة ان تتأجل لأسبوع بسبب ظروف عائلة الحكم في الكويت حيث توفيت الشيخى سلوى كريمة الشيخ صباح حيث كان الوزراء الصباحيون منشغلين في واجبات العزاء.
وعلى الرغم من ذلك فان الجلسة عقدت وقررت بناء على طلب من عشرة نواب عقد جلسة لطرح الثقة في الوزير الابراهيم الارعاء المقبل.
واذ ذاك، فان الصحافة الكويتية تعتقد ان المشاورات الجارية الآن تهدف الى تقليل عدد النواب المطالبين بطرح الثقة ليكونوا اقل من الغالبية وهي 26 صوتا، وتقول انباء كويتية ان المطالبين بطرح الثقة لن يتجاوز الـ17 نائبا.
واذا حصل ذلك فسينجو وزير المال وسواء بسواء تنجو الحكومة ثم تجنيب الكويت مأزقا دستوريا خطيرا.&