كوالالمبور- قال محللون اليوم ان الحزب الحاكم في ماليزيا حقق في انتخابات جزئية فوزا على المعارضة الاسلامية التي تريد تحويل هذه البلد في جنوب شرق آسيا من دولة تتسم بالتسامح الديني الى دولة دينية ومتشددة.
وكان الناخبون دعوا الى اختيار ممثلهم في البرلمان الاتحادي ونائب عن البرلمان المحلي في ولاية قدح التي تشكل معقلا للاسلاميين في شمال ماليزيا.&فاز حزب منظمة الاتحاد الوطني الماليزي الذي يتزعمه رئيس الوزراء مهاتير محمد في الاقتراع الذي جرى امس الخميس لمقعدي البرلمان الفدرالي.
وفاز مرشح الحزب الاسلامي الماليزي المعارض بمقعد البرلمان المحلي ولكن بعدد اقل من الاصوات التي جمعت في الاقتراع السابق الذي جرى في 1999.&وكان المقعدان شاغرين منذ وفاة زعيم الحزب الاسلامي الماليزي فضل نور الشهر الماضي بعد ان كان يشغلهما.
وكان هذا الحزب الذي يسعى الى فرض الشريعة الاسلامية في البلاد، حول الاقتراع الى استفتاء حول برنامجه.&وهي المرة الاولى التي تجرى فيها انتخابات منذ اعلان رئيس الوزراء مهاتير محمد الشهر الماضي عزمه على الانسحاب العام المقبل بعد اكثر من عشرين عاما في السلطة.
وقال رئيس الوزراء الماليزي "انه فوز وهزيمة فالامر ليس سيئا في هذه المنطقة"، معتبرا ان تقدم حزب منظمة الاتحاد الوطني الماليزي الذي يتزعمه يشكل "مؤشرا جيدا للمستقبل".
ومن غير المقرر اجراء الانتخابات التشريعية المقبلة قبل 2004 . لكن الاوساط السياسية تتحدث عن احتمال اجراء انتخابات مبكرة العام المقبل.
واشار محللون الى نجاح الحزب الحاكم لكنهم شددوا ايضا على التأثير الذي يتمتع به الحزب الاسلامي في صفوف الاغلبية الماليزية المسلمة التي تشكل 60% من السكان البلغ عددهم 23 مليون نسمة.
وقال المحلل السياسي بي رامساماي ان هذا يدل على ان التحالف الحاكم "سيفوز في الانتخابات العامة بدون اي مشكلة". لكنه اضاف ان الحزب الاسلامي "يتمتع بتأثير لا يستهان به وخصوصا في المجتمع الريفي الماليزي".
وكانت المعارضة حققت تقدما في الانتخابات العامة الاخيرة التي جرت منذ ثلاثة اعوام مستفيدة من الاستياء الذي اثاره طرد نائب رئيس الوزراء انور ابراهيم وسجنه.
ومنذ ذلك الحين نجحت السلطة في تعزيز مواقعها من جديد مستفيدة من المخاوف من التشدد الاسلامي التي نجمت عن اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.
وقد احتفل مهاتير (76 عاما) خلال الاسبوع الجاري بمرور 21 عاما على توليه رئاسة الحكومة وانتهز هذه الفرصة ليشبه الحزب الاسلامي الماليزي بحركة طالبان والمتطرفين الآخرين.&ويفترض ان يتولى المنصب خلفا له بعد انسحابه نائبه عبد الله احمد بدوي.&وكانت الانتخابات التي جرت امس الخميس ثالث اقتراع جزئي يجري منذ 11 ايلول/سبتمبر.
يذكر ان مهاتير احد اهم اعمدة السياسة في آسيا جعل من ماليزيا قوة اقتصادية اقليمية ووقف في الصف الاول للدفاع عن قضية العالم الثالث على الساحة الدولية.&لكن منتقديه يتهمونه بقيادة البلاد بيد من حديد باخضاعه المؤسسات لارادته وخنقه اصوات المعارضة.